الزعابي ضحية الحنين إلى «رفـاق الغوص»
أبلغ السفير الإماراتي في المملكة العربية السعودية العصري سعيد الظاهري، «الإمارات اليوم» أن عملية البحث عن المواطن الإماراتي راشد سيف الزعابي الذي فُقد في السعودية منذ أواخر شهر رمضان الماضي، مازالت جارية، من دون العثور حتى اللحظة على طرف خيط يوصل إلى مكانه أو مصيره، في الوقت نفسه أعربت
«أم سيف» زوجة راشد الزعابي عن املها في لقاء زوجها قريباً، مشيرة إلى أن زيارته للسعودية كانت «بدافع الحنين لاصدقاء الصيد القدامى».
وتفصيلاً، قال السفير الاماراتي في المملكة العربية السعودية إن راشد اختفى في 20 اغسطس الماضي، ولم يتنبه ذووه إلى اختفائه إلا في اكتوبر الماضي، إذ اعتادوا على غيابه فيما يبدو لفترات طويلة، يمضيها في زيارة اصدقائه، مشيراً إلى أنه تم الاشتباه في شخص عثر على جثته بعد وفاته غرقاً، وبدا أن ثمة تشابهاً بينه وبين المفقود، لكن ذويه أكدوا أنه ليس هو.
وأكد أن البحث مازال جارياً، على الرغم من عدم وجود أي طرف خيط يرشد إلى مكانه حتى الآن.
إلى ذلك تنتظر «أم سيف» بقلق وبكاء متواصل عودة شريك حياتها على مدى أكثر من نصف قرن راشد الزعابي، الذي تجاوز السبعين من عمره، واختفى عن الانظار منذ 11 أسبوعاً. وقالت «أم سيف» لـ«الإمارات اليوم» إن اسرتها «لم تتلق أية معلومات تفيد عن مكان وجوده، من أصدقائه القدامى الذين سافر إلى السعودية للقائهم كعادته كل عام، منذ أن توقفوا قبل عقود عن مهنة الغوص بحثاً عن اللؤلؤ على شواطئ المنطقة الشرقية للمملكة العربية السعودية». وأضافت أنها تقضي معظم أوقاتها حاليا محاطة بأولادها الثلاثة وبناتها الخمس و35 من الأحفاد يدعون الله أن يعود أبوسيف إليهم سالماً.
المواطن المفقود راشد الزعابي. |
وتشير أم سيف إلى أنها حاولت أن تثنيه عن هذه الرحلة، نظراً لتقدمه في السن، وظروف انتشار فيروس انفلونزا الخنازير، إلا أنه كان مصراً على السفر ورفض التراجع عن قراره، معللا ذلك بانه «امر اعتاده ولن يتوقف عنه مادام فيه نبض ونفس».
ووفقاً لرواية سالم وهو الابن الثاني لراشد فإن والده غادر منزل الاسرة إلى دبي التي استقل منها إحدى حافلات النقل الجماعي، متجهاً إلى الدمام في السعودية.
وتابع «عدت من السعودية قبل ثلاثة ايام، وهناك اجريت اتصالات كثيرة بكل من يمكنه التعرف إلى مصير والدي، وقمت بتحرير محضر في مخفر شرطة الدمام التي وصلت اليها الحافلة، وأيضا راجعت مخفر شرطة «الجبيل» (70 كيلومترا من الدمام)، وقال «كان صديق والدي ويدعى سعد بوحسون تقدم ببلاغ سابق قبل اسابيع عقب اتصالنا به، وإخطارنا له بأن الوالد غادر لزيارته في الجبيل، لكن من دون جدوى، إذ لم يعثر على أية معلومة، على الرغم من كل محاولات البحث في المستشفيات».
أما جاسم الابن الاصغر للمواطن المفقود فقال «بالنسبة لموضوع الجثة التي عرضوها علينا قبل فترة فقد اخطرناهم بأنها لا تخصنا، فأوراق الجثة المعروضة تشير إلى وفاة صاحبها في شهر يوليو، أي قبل مغادرة والدنا الامارات في الاسبوع الاخير من اغسطس الماضي».
وتابع «وضعنا جميع الاحتمالات التي قد يكون الوالد تعرض لها، وقمنا بكل ما نستطيع لمعرفة سر اختفائه، وحتى الآن لم نصل الى أي نتيجة مطمئنة تنهي معاناتنا وقلق الصغار، على الرغم من أننا نشرنا صورته على حسابنا في الصحف السعودية، لكن دون جدوى».
ويشير جاسم الى أنه «بعد أسبوع من الابلاغ عن فقدان الوالد عثرت الشرطة في السعودية على رجل في إحدى مناطق مدينة الرياض له ملامح قريبة من الوالد وعندما تلقينا صورته بالموبايل تأكدنا أنه شخص آخر».