سماء الإمارات تشهد زخات من "شهب الأسديات"
تشهد سماء دولة الإمارات خلال الفترة الواقعة ما بين 14 الى 21 من نوفمبر الحالي زخات من الشهب يطلق عليها "زخات الأسديات" أو "وابل الأسديات" لكونه يصدر من مجموعة الأسد إحدى المجموعات النجمية في السماء، ويبلغ عددها أكثر من الف شهاب في الساعة ومرتبطة بمسار المذنب "تمبل توتل" الذي تقطع الأرض مساره خلال تلك الفترة وقد بلغت هذه الزخات ذروتها امس .
وقال إبراهيم الجروان الباحث في علوم الفلك والأرصاد الجوية انه يمكن في الأيام العادية لسماء صافية حالكة السواد رؤية نحو خمسة شهب في الساعة بالمتوسط، وأحيانا يزيد عددها عن ذلك أو تزيد كثافة الشهب المتساقطة مما يكون زخات الشهب موضحا ان الشهب ما هي إلا أجسام كونية صغيرة أو أغبرة كونية تدخل إلى الغلاف الجوي للأرض بفعل الجاذبية الأرضية فتهبط بسرعة نحو 70 كيلو مترا في الثانية وتحترق في الغلاف الجوي على ارتفاع 80 الى مائة كيلومتر عن سطح الأرض.
ويطلع برج الأسد خلال هذه الأيام بحدود الساعة الثانية بعد منتصف الليل من الجهة الشرقية، و يرتفع تدريجيا في السماء حتى يرتقى إلى وسط السماء قبيل طلوع السماء، ويكون القمر في وضع الهلال الأخير ثم المحاق ثم الهلال الاول مما يوفر فرصة مشاهدة جيدة حيث يكون ضوءه ضعيفا خلال هذه الأيام وصفاء السماء في الليالي الخريفية خاصة في المناطق البعيدة عن الأضواء الطبيعية او الاصطناعية أو مناطق التلوث .
واوضح الجروان ان الشهب بشكل عام عبارة عن حبيبات ترابية تدخل الغلاف الجوي الأرضي فتنصهر وتتبخر نتيجة لاحتكاكها معه ونتيجة لذلك نراها على شكل خط مضيء يتحرك بسرعة في السماء لمدة ثوان أو جزء من الثانية، ومن النادر أن يزيد قطر الشهاب عن قطر حبة التراب حيث يتراوح قطر الشهاب ما بين 1 ملم الى 1 سم فقط. و تبلغ سرعة الشهاب لدى دخوله الغلاف الجوي ما بين 11 الى 72 كم في الثانية الواحدة، و يبدأ الشهاب بالظهور على ارتفاع مائة كم تقريبا عن سطح الأرض ويبلغ عدد الشهب التي تسقط على الأرض بنحو مائة مليون يوميا معظمها لا يرى بالعين المجردة.
واشار الى ان لون الشهاب غالبا ما يميل للأصفر ويعتبر لون الشهاب مؤشرا لمكوناته فذرات الصوديوم تعطي للشهاب اللون البرتقالي الأصفر والحديد يعطي اللون الأصفر والمغنيسيوم يعطي اللون الأزرق المخضر والكالسيوم يضفي اللون البنفسجي بعض الشيء والسيليكون يعطي اللون الأحمر، وبشكل عام فان الشهب لا تصدر أصواتا إلا أنه قد يسمع للشهاب صوتا أحيانا يشبه الهسيس، ويعتقد أن هذا الصوت ناتج عن أمواج راديوية ذات ترددات منخفضة، وقد يصل صوته بعد دقيقة أو أكثر من ظهوره. ويترك الشهاب خلفه ذيلا دخانيا غالبا ما يميل لونه إلى الأخضر بسبب ذرات الأكسجين و عادة ما يدوم الذيل الدخاني من 1 الى 10 ثواني.