«فلورنس الإمارات» مارست التمريض 52 عاماً
تعد سلمى سالم الشرهان، أو «فلورنس الإمارات» ـ تيمناً بـ«فلورنس نايتيغل» الممرضة التي أرست قواعد التمريض في العهد الحديث ـ أول ممرضـة إماراتية في الدولة بدأت ممارسة المهنـة في عام ،1955 وظلت على رأس عملها نحو 52 عاماً قضت منها ما لا يقل عن أربعـة عقـود في العمل في مستشفى النخيل، الذي تأسس في عام ،1961 ليكون أول مستشفى في إمارة رأس الخيمة.
ولعل سلمى، المسجلة في جواز سفرها من مواليد الأول من يونيو ،1933 لم تكن واحدة من البنات اللواتي كن يخرجن في سن مبكرة من منزل الأب إلى بيت الزوجية، فهي بدأت عملها في التمريض المعروف بـ«مهنة الرحمة» في مساعدة طبيب صيدلاني كان يعمل في الصيدلية الوحيدة التي كانت في رأس الخيمة، حتى انتقلت إلى العمل في مستشفى النخيل.
يشاهد كل من يدخل ردهة الاستقبال في المستشفى صورة لسلمى تعلو الجدار الذي تقف أمامه الممرضات المناوبات خلف منصة الاستقبال، وكُتب تحت الصورة «سلمى الشرهان أول ممرضة إماراتية في الدولة».
بدت سلمى عند زيارة «الإمارات اليوم» لها في منزلها صامتة، على الرغم من رغبتها الجامحة في التحدث عن تجربتها ، لكن لسانها لم يساعدها على الكلام، فقد تعرّضت منذ أشهر لجلطة دماغية أفقدتها القدرة على النطق الواضح.
تعلّمت سلمى المبادئ الأولية لمهنة التمريض من زوجة طبيب جاء إلى البلاد ضمن البعثة الطبية البريطانية في خمسينات القرن الماضي، وكانت حسب ما تروي ابنة أخيها منى الشرهان، تطوف على قدميها المنازل لتطعيم الأطفال في الأحياء القريبة. وكانت رحلاتها في أثناء حملة تطعيم الأهالي ضد الملاريا تمتد إلى أسبوع وأكثر تقضيها بالتنقل بين مناطق مثل الحيل والفحلين ومسافي.
وتروي منى أن «الأهالي كانوا يطرقون باب عمتها في ساعات الليل المتأخرة لتقوم بتوليد النساء، فكانت بمثابة الممرضة والقابلة التي يعتمد عليها الجميع في المنطقة». وتذكر أنها أنقذت طفلاً وُلد في الشهر السابع وتوفيت والدته، وكانت حياته في خطر، في وقت لم تكن فيه حاضنات لرعاية المواليد الخدج.
جهّزت سلمى حاضنة من الكرتون وجعلت في جدرانها ثقوباً للتهوية، وفرشتها ببطانية لتدفئة المولود، وبدأت تطعمه بتقطير الحليب الممزوج بعصارة التمر في فمه، من خلال ما كان يُعرف في ذلك الوقت بـ«الملهية».
وتؤكد منى أن «هذا الطفل عاش وكبر وتعلّم واحتل مناصب عليا في الدولة، ولايزال حتى اليوم يزور الإنسانة التي أنقذت حياته».
تعيش سلمى حالياً في منزلها الواقع في منطقة خزام. وتقول منى إنها «لاتزال تتبرع للمحتاجين في رأس الخيمة، وغيرها من الإمارات، كما تقدم المساعدة المالية، وتبني المراكـز الصحيـة والعيادات في الصـومال والهند وإندونيسيا».
سلمى الشرهان، التي لم يمانع والدها الغواص امتهانها التمريض، أحبت مهنتها وتمنّت لو أن واحـدة من بنات أخيها درست وعملت في التمريض. وتقول منى «لقد فرحت عمتي كثيراً حين افتتح معهد التمريض في إمارة رأس الخيمة، وشجعتني كثيراً على دراسة التمريض، وبالفعل التحقت بالمعهد، غير أنني لم أتمكن من مواصلة الدراسة، فهي مهنة صعبة لم أستطع استيعاب متطلباتها».
وتضيف «لقد حزنت عمتي كثيراً لانقطاعي عن المعهد، وقالت إنها كانت تريد أن ترى أحد أفراد العائلة يُكمل مسيرتها ويحمل من بعدها الرسالة التي آمنت بها، وهي تتمنى أن تتجه الفتيات الإماراتيات لدراسة وامتهان التمريض، وإن كانت تشعر بالحزن، لأن الكوادر المواطنة نادرة في هذه المهنة».
ولعل سلمى، المسجلة في جواز سفرها من مواليد الأول من يونيو ،1933 لم تكن واحدة من البنات اللواتي كن يخرجن في سن مبكرة من منزل الأب إلى بيت الزوجية، فهي بدأت عملها في التمريض المعروف بـ«مهنة الرحمة» في مساعدة طبيب صيدلاني كان يعمل في الصيدلية الوحيدة التي كانت في رأس الخيمة، حتى انتقلت إلى العمل في مستشفى النخيل.
يشاهد كل من يدخل ردهة الاستقبال في المستشفى صورة لسلمى تعلو الجدار الذي تقف أمامه الممرضات المناوبات خلف منصة الاستقبال، وكُتب تحت الصورة «سلمى الشرهان أول ممرضة إماراتية في الدولة».
بدت سلمى عند زيارة «الإمارات اليوم» لها في منزلها صامتة، على الرغم من رغبتها الجامحة في التحدث عن تجربتها ، لكن لسانها لم يساعدها على الكلام، فقد تعرّضت منذ أشهر لجلطة دماغية أفقدتها القدرة على النطق الواضح.
تعلّمت سلمى المبادئ الأولية لمهنة التمريض من زوجة طبيب جاء إلى البلاد ضمن البعثة الطبية البريطانية في خمسينات القرن الماضي، وكانت حسب ما تروي ابنة أخيها منى الشرهان، تطوف على قدميها المنازل لتطعيم الأطفال في الأحياء القريبة. وكانت رحلاتها في أثناء حملة تطعيم الأهالي ضد الملاريا تمتد إلى أسبوع وأكثر تقضيها بالتنقل بين مناطق مثل الحيل والفحلين ومسافي.
وتروي منى أن «الأهالي كانوا يطرقون باب عمتها في ساعات الليل المتأخرة لتقوم بتوليد النساء، فكانت بمثابة الممرضة والقابلة التي يعتمد عليها الجميع في المنطقة». وتذكر أنها أنقذت طفلاً وُلد في الشهر السابع وتوفيت والدته، وكانت حياته في خطر، في وقت لم تكن فيه حاضنات لرعاية المواليد الخدج.
جهّزت سلمى حاضنة من الكرتون وجعلت في جدرانها ثقوباً للتهوية، وفرشتها ببطانية لتدفئة المولود، وبدأت تطعمه بتقطير الحليب الممزوج بعصارة التمر في فمه، من خلال ما كان يُعرف في ذلك الوقت بـ«الملهية».
وتؤكد منى أن «هذا الطفل عاش وكبر وتعلّم واحتل مناصب عليا في الدولة، ولايزال حتى اليوم يزور الإنسانة التي أنقذت حياته».
تعيش سلمى حالياً في منزلها الواقع في منطقة خزام. وتقول منى إنها «لاتزال تتبرع للمحتاجين في رأس الخيمة، وغيرها من الإمارات، كما تقدم المساعدة المالية، وتبني المراكـز الصحيـة والعيادات في الصـومال والهند وإندونيسيا».
سلمى الشرهان، التي لم يمانع والدها الغواص امتهانها التمريض، أحبت مهنتها وتمنّت لو أن واحـدة من بنات أخيها درست وعملت في التمريض. وتقول منى «لقد فرحت عمتي كثيراً حين افتتح معهد التمريض في إمارة رأس الخيمة، وشجعتني كثيراً على دراسة التمريض، وبالفعل التحقت بالمعهد، غير أنني لم أتمكن من مواصلة الدراسة، فهي مهنة صعبة لم أستطع استيعاب متطلباتها».
وتضيف «لقد حزنت عمتي كثيراً لانقطاعي عن المعهد، وقالت إنها كانت تريد أن ترى أحد أفراد العائلة يُكمل مسيرتها ويحمل من بعدها الرسالة التي آمنت بها، وهي تتمنى أن تتجه الفتيات الإماراتيات لدراسة وامتهان التمريض، وإن كانت تشعر بالحزن، لأن الكوادر المواطنة نادرة في هذه المهنة».