عبيدالله.. مكافحة الجريمة من المحلية إلى العالمية

سيطرت مشاعر متناقضة على الرائد عبدالعزيز عبيدالله حينما اختارته المنظمة الدولية لمكافحة الجريمة «الإنتربول» ليكون أول ضابط من شرطة دبي يشغل منصب «ضابط إقليمي متخصص بدعم المكاتب الوطنية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا»، إذ شعر من جانب بالفخر الشديد لانتمائه إلى جهاز شرطي يحترمه العالم، وأحس بنوع من الرهبة والتحدي لإدراكه حجم المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقه من جانب آخر.

ترشيحه من جانب القائد العام لشرطة دبي الفريق ضاحي خلفان، واهتمام الأمين العام للإنتربول رونالد نوبل به قبل فترة من تعيينه، لم يأت من فراغ، فقد أظهر عبيدالله موهبة لافتة في البحث الجنائي طوال تسع سنوات قضاها في هذا المجال منذ تخرجه عام 1999 في أكاديمية شرطة دبي، وحينما ترأس قسم المطلوبين دولياً في الإدارة العامة للتحريات والبحث الجنائي في شرطة دبي، تحول إلى ما يمكن وصفه بـ«الدبلوماسي الجنائي»، إذ أسهم بشكل فعال في توطيد علاقة شرطة دبي بكثير من الأجهزة الشرطية عبر العالم، كما حافظ على قناة مفتوحة بين المؤسسة التي ينتمي إليها و«الإنتربول»، ولعب دوراً كبيراً في القبض على كثير من المجرمين الخطرين المطلوبين دولياً.

ولاشك في أن من يجلس إلى الرائد عبدالعزيز عبيدالله يدرك حجم موهبته للوهلة الأولى، فسمة التواضع تسيطر عليه بشكل لافت، وحينما يتحدث يكشف عن قدر كبير من الثقافة والخبرات المتراكمة، وفنون العمل الجنائي على الرغم من صغر سنّه، فضلاً عن إجادته لغات عدة، ما يمكنه من التواصل شخصياً مع أقرانه في دول مختلفة.

يدرك عبيدالله أن قرار اختياره لم يكن سهلاً على الإطلاق، إنما جاء نتيجة معطيات كثيرة قدمتها شرطة دبي للإنتربول والعالم، أهمها التعامل باحترافية ونزاهة وتجرد مع مختلف القضايا الجنائية، وفك غموض كثير من الجرائم، مثل جريمتي اغتيال الزعيم الشيشاني سليم يمادييف، وسرقة محال في مركز وافي، التي أسهمت شرطة دبي من خلالها في القبض على عدد من أفراد عصابة «النمر الوردي» التي حيرت العالم وسرقت ملايين الدولارات من دول مختلفة.

لم ينتظر عبيدالله كثيراً ليثبت أنه أهل للثقة، حيث أسهم أخيراً في ضبط واسترداد عصابة مكسيكية خطرة سرقت سبائك ذهبية قيمتها ستة ملايين و500 ألف درهم من دبي، وهرب أفرادها إلى هونغ كونغ بعد تمكنهم من تهريب السبائك إلى المكسيك.

يقول نائب القائد العام لشرطة دبي اللواء خميس مطر المزينة، ومدير الإدارة العامة للتحريات والبحث الجنائي العميد خليل إبراهيم المنصوري، إن عبيدالله أدى دوراً كبيراً في القضية، وكان تدخله السريع عبر موقعه في الإنتربول سبباً رئيساً في إعادة العصابة على متن الطائرة نفسها التي فروا بها، لذا كان طبيعياً أن يكافئه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بترقيته إلى رتبة رائد تأكيداً على متابعة سموه لكل من يثبت كفاءة في عمله.
تويتر