كوبونات الأضاحي تتصدّى لجشع التجار
لجأ مستهلكون، من أجل أداء أضحية العيد، إلى كوبونات وقسائم تقدمها جمعيات خيرية، تتناسب مع إمكاناتهم المالية، في ظل ارتفاع أسعار الأضاحي في الأسواق المحلية، على حد قولهم، مشيرين إلى أن أسعار الأضاحي تتراوح بين 700 درهم إلى 1200 درهم، في المقابل لا يتجاوز سعر كوبون الأضحية في الجمعيات الخيرية 400 درهم، مع إمكان اختيار المستهلك أضحيته وتقديم قائمة بالأسرة المستفيدة من الأضحية والوجود عند الذبح والتوزيع، وأكد مستهلكون أن كوبونات الأضاحي تتصدى لجشع التجار.
وتنقسم كوبونات وقسائم أضاحي العيد إلى كوبونات أضحية داخل الدولة وكوبونات خارجها، وفق عضو مجلس الإدارة والمدير التنفيذي في جمعية الشارقة الخيرية عبدالله سلطان بن خادم، الذي أبلغ «الإمارات اليوم»، بأن «الجمعية لاحظت إقبالا كبيرا من مواطنين ومقيمين على شراء كوبونات الأضاحي البالغة قيمتها 400 درهم للأضحية داخل الدولة و300 درهم خارجها، بعد ارتفاع أسعار الأضاحي في الأسواق المحلية وعجز محدودي الدخل عن شراء الأضاحي وذبحها وفق العادة. وتوقع أن يزيد الطلب على شراء الكوبونات خلال الأيام المقبلة، لافتاً إلى تخصيص الجمعية نحو 1700 كوبون للراغبين في شراء الأضاحي، وتم بيع نحو 20٪ من الكوبونات والقسائم قبل طرحها في الأسواق ومنافذ البيع الخاصة بالجمعية، لافتاً إلى أن «الجمعية تسعى، من خلال طرح كوبونات الأضاحي، إلى الحد من استغلال التجار موسم العيد عبر رفع أسعار الأضاحي وإجبار المستهلكين دفع قيمة مضاعفة للأضحية من دون وجه حق».
وأوضح بن خادم أن «الجمعيات الخيرية بشكل عام لا تقع في مصيدة غلاء الأسعار واحتكار تجار المواشي، لأنها تستورد الأضاحي من الموردين الرئيسين خارج الدولة وفق اتفاقات تحمي طرفي الاتفاق الجمعية والمورد، وتوضع الأضاحي بمجرد وصولها إلى الدولة في حظائر مخصصة للجمعية ويتم التأكد من سلامتها عبر إجراء فحوص طبية، لافتاً إلى أن «الجمعية اتفقت مع المورد الرئيس على استيراد 1800 أضحية من الهند، على أن يتراوح وزن الأضحية بين 27 كيلوغراماً إلى 30 كيلوغراماً».
وتمنح الجمعيات للمستهلك فرصة اختيار الأضحية وتشجيعه على حضور الذبح، خصوصا أن عددا كبيرا من المستهلكين اعتادوا التوجه للمقاصب في السابق، وفق بن خادم الذي أضاف أن «للمستهلك الحق في اختيار الأسر المستفيدة من أضحيته، والوجود أثناء عمليات التوزيع والذبح، وإمكانية تسلم جزء من الأضحية إذا رغب في ذلك».
ويذكر أن جمعية الشارقة الخيرية ستوزع نحو 1700 أضحية داخل الدولة في إمارة الشارقة ومناطق من إمارتي عجمان ودبي، قيمة كل أضحية 400 درهم، بإجمالي 680 ألف درهم، فيما خصصت 4000 أضحية سيتم توزيعها على 36 دولة في آسيا وإفريقيا ودول أميركا اللاتينية، وتبلغ قيمة الأضحية 300 درهم، بإجمالي مليون و200 درهم.
من جهته، أفاد مدير فرع هيئة الهلال الأحمر في دبي محمد عبدالله الزرعوني، بأن «ارتفاع أسعار المواشي منع كثيراً من المواطنين والمقيمين من شراء أضاحيهم من الأسواق المحلية، خصوصاً أن أسعار الأضاحي ارتفعت بصورة مبالغ فيها خلال الشهرين الماضيين، الأمر الذي دفع كثيرين إلى الاتجاه للجمعيات الخيرية التي تقدم كوبونات أضحية العيد بأسعار مناسبة للجميع»، لافتاً إلى أن «(الهلال الأحمر) طرح كوبونات خاصة بأضحيات العيد داخل الدولة وخارجها بقيمة 400 درهم، على الرغم من ارتفاع قيمة الأضاحي داخل الدولة وتجاوز سعر الأضحية الـ800 درهم، فيما تبلغ تكلفة الأضحية خارج الدولة على سبيل المثال في الأردن 750 درهما، أما في الجزائر فتبلغ 1200 درهم، فيما تبلغ تكلفة الضحية في البوسنة 1100درهم، في المقابل لا يتجاوز سعر الأضحية في البحرين الـ400 درهم، والتفاوت في أسعار الأضاحي بين الدول تتحمله الجمعية».
وأوضح الزرعوني أن «4360 أضحية ستوزع داخل الدولة، بمعدل 2800 أضحية في دبي والشارقة و1100 أضحية في عجمان و1560 أضحية في أم القيوين، على أن تستفيد من توزيع الأضاحي الذي سيتم ثاني وثالث ورابع أيام العيد 2200 أسرة، فيما خصص (الهلال الأحمر) فرع دبي خمسة ملايين و500 ألف درهم ميزانية شراء أضاحٍ وتوزيعها خارج الدولة عبر 120 مكتبا لـ(الهلال الأحمر)، موزعين في 60 دولة، بمعدل 12 ألفاً و350 أضحية تستفيد منها 37 ألف أسرة».
إلى ذلك، أبدى مواطنون ومقيمون استياءهم من ارتفاع أسعار الأغنام في الأسواق المحلية، مؤكدين أنها تعدت أعلى أسعار لها، وأشار المواطن عبدالكريم أحمد إلى أن «سعر الخروف تعدى الـ1200 درهم، الأمر الذي يجبر كثيرين على تحمل نفقات شراء أضحية أو اللجوء إلى الجمعيات الخيرية التي تطرح مميزات تتناسب مع جميع فئات المجتمع، وبقيمة الخروف يمكن للمستهلك شراء ثلاثة كوبونات من الجمعية الخيرية قيمة الكوبون 400 درهم».
وقال مستهلك أخر محمد أسد، إن «الجمعيات الخيرية ساعدتنا على تجنب جشع التجار الذين يستغلون المواسم للتلاعب بأسعار المنتجات، كما أنها أتاحت للمستهلك اختيار أضحيته والوجود أثناء فحصها وذبحها وتوزيعها، واختيار الأسر المستفيدة، الأمر الذي شجع كثيرين على اختيار شراء كوبون أضحية عوضاً عن تحمل تكاليف شراء أضحية من الأسواق المحلية».