تجار: ارتفاع تكلفة النقل وعدم وجود أماكن لتخزين المواشي وراء زيادة أسعارها. تصوير: تشاندرا بالان

أسعار الأضاحي ترتفع 30٪ قبل الـعيد

شهدت أسعار الأضاحي، هذا العام، ارتفاعاً بلغ 30٪ بالنسبة لأسعار العام الماضي، وتواترت الزيادة على الأنواع المختلفة من ماشية الأضاحي، ووصل سعر الخروف الهندي إلى 400 درهم، بعد أن كان 350 درهماً العام الماضي، بينما صعد سعر الخروف الإيراني إلى 1000 درهم، بعد أن كان لا يتجاوز الـ740 درهماً، وزاد سعر الخروف الصومالي أيضاَ ما يعادل 50 درهماً عن العام الماضي، ليصل سعره الحالي إلى 400 درهم، وفق عدد من المستهلكين وتجار الماشية.

وعزا تجار مواشٍ في دبي تلك الزيادة إلى أسباب مختلفة منها ارتفاع سعر الديزل، وبالتالي ارتفاع تكلفة النقل، فضلاً عن ارتفاع أسعار الماشية في مواطنها الأصلية، مع ضعف الإنتاج المحلي، مطالبين وزارة الاقتصاد بدراسة واقعية لمشكلاتهم ووضع حلول لها، وتوفير بدائل يتم الاعتماد عليها في حال ارتفاع أسعار الماشية.

وطالب تجار مواشٍ في دبي، الدوائر الحكومية المختلفة بتقديم الدعم اللازم إليهم، لتعزيز الإنتاج المحلي من الأغنام والماشية، للتصدي لظاهرة الغلاء التي تشهدها أسعار الأضاحي كل عام، فيما أشار رئيس قسم إدارة الأسواق في دبي عبيد إبراهيم المرزوقي، إلى عقد اجتماع بحضور وزارة الاقتصاد ومجموعة من تجار السوق، لمناقشة ظاهرة ارتفاع أسعار الأضاحي، خلال فترة عيد الأضحى المبارك، ودراسة الموضوع على أرض الواقع، ومناقشة آلية الحد منها. وبدوره، أكد مدير شركة العنود لتجارة الماشية محمد عبدالله، أن غياب الدعم الحكومي للإنتاج المحلي وراء تذبذب أسعار السوق، مطالباً بضرورة توفير أماكن للتجار لتخزين ماشيتهم، بالإضافة إلى دعم الغذاء الحيواني، موضحاً أن تلك الحلول تسهم بقدر كبير في استقرار أسعار الماشية لمصلحة المستهلك. وأشار إلى أن الأغنام في بلدها أصبحت غالية السعر، وكذلك ارتفاع تكلفة النقل، موضحاً أنه عادة ما يستورد التاجر نحو 1000 رأس من الماشية، لتصل إلى الدولة 800 رأس على الأكثر، حيث يفقد نحو 20٪ خلال عملية النقل، خصوصاً أنها تستغرق نحو خمسة أيام في طريق الوصول إلى الدولة، الأمر الذي يدفع التجار إلى تعويض خسارتهم في ما تبقى لديهم من أغنام.

وتابع أن أسعار الماشية ارتفعت خلال هذا العام ما بين 25٪ و30٪ إلا أن أسعارها تتميز بالثبات اليومي، حتى انتهاء عيد الأضحى المبارك، مشيراً إلى أن الأسعار تتباين ما بين الماشية التي تتوافر فيها مواصفات الأضحية بشكل كامل، والأخرى التي ينقصها أي شرط من شروطها.

وشدد تاجر الماشية عبدالله العور، على ضرورة تدخل الدوائر الحكومية المختصة، لحمايتهم من التجار الموسميين، الذين يظهرون خلال المواسم، لمزاحمة التجار المرخصين في عمليات البيع والشراء، حيث يعتمدون على جلب الأغنام والماشية من بعض المزارع والحظائر الصغيرة، لبيعها، من دون الحصول على أية تراخيص تجارية تخولهم ممارسة المهنة، لافتاً إلى خطورة الحيوانات التي يبيعونها على الصحة العامة، كونها لا يتم فحصها طبياً .

وطالب بضرورة دعم التجار المحليين، وتوفير أماكن خاصة بهم، وتسهيل إجراءات تربية الحيوانات داخل الدولة، بدلاً من الوقوع فريسة لاشتراطات وتكاليف عمليات الاستيراد سنوياً، ما ينعكس على المستهلك في النهاية، مشيراً إلى أن أسعار استيراد الأغنام الهندية ارتفعت بما يعادل 55 درهماً على كل خروف مقارنة بعام .2007

واعتبر رئيس قسم إدارة الأسواق في دبي عبيد المرزوقي، أن الموسم الحالي يمثل فرصة كبيرة لكثير من التجار لتعويض فترة الكساد التي تشهدها الأسواق منذ فترة، الأمر الذي ظهر جلياً في ارتفاع أسعار الأضاحي خلال الموسم الحالي.

وعزا المرزوقي ظاهرة ارتفاع الأسعار إلى أسباب عدة منها، ارتفاع وسائل النقل البرية والبحرية داخل الدولة وخارجها، نظراً لارتفاع أسعار الوقود، وقلة الأغنام في بعض الدول المجاورة، وشح كميات الامطار التي أثرت في الإنتاج الزراعي، فضلاً عن عدم قدرة المستوردين على استيراد كميات كبيرة بسبب عدم توافر أماكن تخزين، وارتفاع الرسوم الحكومية على عملية الاستيراد، وكذلك ارتفاع أسعار الأعلاف والأغذية الحيوانية، وعدم تعاون الجهات المختصة والوزارات مع المستوردين لدعمهم.

وبدوره، أكد رئيس قسم الخدمات البيطرية في بلدية دبي المهندس هاشم العوضي، تكثيف إجراءات فحص الماشية القادمة إلى الإمارة منذ دخولها عبر المنافذ الحدودية، وحتى بعد دخولها الأسواق، للتأكد من سلامتها ومطابقتها الشروط والمواصفات الصحية، حيث يتم أخذ عينات عشوائية من الماشية في الأسواق لفحصها بشكل دوري. وفي الوقت الذي أشار فيه بعض التجار إلى وجود تباين في أسعار الأضاحي وفق حالتها الصحية، ومدى مطابقتها اشتراطات الأضحية، أوضح العوضي أنه يتم استبعاد جميع الحيوانات التي تظهر عليها أية أعراض مرضية، أو مخالفتها اشتراطات الأضحية من الذبح، أثناء الكشف عليها عند دخولها المقصب، محذراً من اعتماد الناس على القصابين المتجولين، لذبح أضاحيهم من دون كشف أو إشراف طبي، حرصاً على سلامتهم.

أنواع جديدة

توقع رئيس قسم إدارة الأسواق في دبي عبيد المرزوقي، ظهور أنواع جديدة من الماشية في الأسواق، خلال عيد الأضحى، مثل الخروف السوداني والروسي، في حين يتصدر الخروف السوري والماعز الصومالي والخروف الهندي، والإيراني قائمة الماشية الأكثر رواجاً خلال عيد الأضحى المبارك.

الأكثر مشاركة