مواطنة ترفع العلم على قمة «الهمالايا»
اصطحبت مواطنة أبناءها وسارت بهم تسعة أيام في رحلة شاقة بين جبال نيبال، لترفع العلم الإماراتي على واحدة من أعلى قمم الهمالايا.
وقالت الأم ماجدة مسعود لـ«الإمارات اليوم»: «لم أجد وسيلة للتعبير عن حبي لوطني سوى أن أتحمل مصاعب ومخاطر عدة وأنا في طريقي إلى قمة جبال (لانغ تانغ)، التي يزيد ارتفاعها على 5000 متر، لأرفع علم بلدي عليها، ونكون أول إماراتيين يرفعون العلم على هذه البقعة المرتفعة».
ولم تقتصر الرحلة على رفع العلم، بل تعدتها بأن اصطحبت كميات كبيرة من المساعدات الخيرية لـ80 طفلاً يتيماً، قدمتها لهم في دار للأيتام في نيبال.
تقول الأم «اصطحبت أبنائي وعلم الإمارات والمساعدات وطفنا مناطق عدة في نيبال، ليعلم كل من يقابلنا أن حَمَلة هذا العلم يحملون رسالة خير وعطاء».
بدأت قصة المبادرة بفكرة من ابنة ماجدة الطالبة هبة عيسى، التي شاركت مع زملائها في جامعة زايد في عمل تطوعي في كمبوديا لبناء مدرسة، وعادت الطالبة وكلها إصرار على تكرار التجربة في دول آسيوية فقيرة.
وتقول ماجدة «علمنا بوجود دار أيتام في حاجة للمساعدة في نيبال، فقررت أنا وأبنائي (هبة وشوق وعبدالعزيز) أن ننطلق إلى هناك لنقدم لهم مساعدات خيرية، وأدوات تعليمية تكفي لـ80 طفلاً، هم سكان الدار».
وتروي «اتجهنا إلى جبال (لانغ تانغ)، أحد جبال الهملايا، لنصعد إلى قمته، وكانت رحلة شاقة وخطرة جداً، إذ استغرق صعودها نحو تسعة أيام متواصلة، قضينا بعض لياليها في ظلام دامس تحت مطر غزير، وسرنا في طرق ضيقة، وتعرضنا لمخاطر السقوط في أودية سحيقة، وحذرنا البعض من احتمال هجوم حيوانات مفترسة علينا، مثل النمور التي تشتهر بها تلك المنطقة».
وتتابع «كنا نزداد زهواً عندما نمرّ على القرى القائمة في أحضان الجبال، وتلاحقنا أعين سكانها يسبقهم فضولهم للتحدث معنا والتعرف إلى هويتنا، ولماذا نغطي شعرنا بـ(الحجاب)، وتزداد دهشتهم عندما يعلمون أننا عرب من الإمارات فيردون بأن هذه هي المرة الأولى التي يطأ فيها عرب هذا المكان، فقد اعتادوا أن يمرّ عليهم أجانب من أميركا وأوروبا وآسيا وجنسيات أخرى».
وتضيف «كنا ننتهز الفرصة لنحدثهم عن الإمارات وشعبها، وعن الهدف الذي أتينا من أجله، وهو مساعدة أطفال أيتام من دون النظر إلى العرق أو الديانة».
وأصيبت الأم، وهي في العقد الخامس من عمرها، بإصابات شديدة في القدم، بسبب المتاعب التي عانتها في صعود الجبال، لكنها واصلت طريقها حتى رفعت العلم الإماراتي على ارتفاع 5000 متر.
وعلى الرغم من الإصابة «انطلقت ماجدة وأبناؤها في رحلة سفر جديدة استمرت 19 ساعة بين الأدغال في سيارة قديمة، لتصل إلى مدينة (بوكرا)، إذ تقع دار الأيتام».
وتضيف «في الطريق تعرضنا للخطر أكثر من مرة، إذ كنا نسير في طريق وعر شاهق الارتفاع يكفي لسيارة واحدة، وكان أشبه بملعب الصابون من شدة الطمي والوحل الذي خلّفته الأمطار المستمرة».
وتتابع «قدمنا المساعدات الخيرية للأطفال وكان أصغرهم عمره نحو شهرين، وأكبرهم 19 عاماً، وجميعهم في المراحل الدراسية المختلفة».
ولم تكتفِ الأم بذلك، بل راحت تجري لهم جلسات علاج بالطاقة الحيوية «الريكي»، وهو التخصص الذي تعلمته في الهند، وتمارسه في دبي.
وذكرت «علمتهم كيفية الاسترخاء والتأمل والسيطرة على الانفعالات والضغوط النفسية من أجل التطوير الفكري والارتقاء الذاتي».
وختمت ماجدة «حاولنا من خلال هذه الرحلة الإسهام في رفع المستوى التعليمي والمادي والمعنوي لهؤلاء الأيتام، وأهم ما أنجزناه أننا رفعنا علم الإمارات على واحدة من أعلى بقاع الأرض».