سكان المنطقة يمنعون أطفالهم من الخروج واللهو خارج البيوت خوفـاً من الكابلات.                 تصوير: أسامة أبوغانم

مخاوف في شعبية البدع من كابلات كهربائية مكشوفة

أعرب سكان في منطقة شعبية البدع في دبي، عن مخاوفهم من وجود كابلات كهرباء مكشوفة في الطرقات منذ خمسة أشهر، وضعتها هيئة كهرباء ومياه دبي، من دون أن تضع لها حلاً، على الرغم من بدء موسم الشتاء وهطول الأمطار التي ستغرقها من حين إلى آخر، وتالياً قد تؤدي إلى حدوث تماس كهربائي وصعق للمارة.

في المقابل، أكد الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، عبدالله الهاجري، أن الهيئة لم تتلق أية شكوى بخصوص تلك المشكلة من قبل، متعهداً بإنهائها فوراً، عازياً تأخر الهيئة في بعض الأحيان عن دفن الكابلات في الأرض إلى وجود عراقيل فنية، نتيجة وجود أسلاك تابعة لجهات أخرى في المنطقة نفسها، ما يستلزم التنسيق.

وتفصيلاً، شكت المواطنة منى غليطة، إحدى ساكنات منطقة البدع في دبي، من تجاهل هيئة كهرباء ومياه دبي، «ديوا» لشكواهم المتكررة بشأن الكابلات المنتشرة على أرصفة الشوارع حول منازلهم، مؤكدة أن خوفهم على أولادهم أصبح يؤرقهم، «إذ اضطررنا إلى منعهم من الخروج واللهو خارجها للابتعاد عن تلك الكابلات التي باتت تشكل خطراً عليهم».

وتحدثت عن الظروف التي أدت إلى وجود هذه الكابلات على الأرض، موضحة أنه «في شهر يوليو الماضي حدث حريق في أحد المحولات الرئيسة في المنطقة، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء فترة، وجاء موظفو الهيئة لحل المشكلة، إذ أوصلوا الكهرباء للمنازل من خلال كابلات مكشوفة ممتدة فوق سطح الأرض، على اعتبار أنها حل مؤقت وفق قولهم، إلا أن الأمر استمر أطول من اللازم.

وأشارت غليطة إلى «أنها وأسرتها اضطروا إلى الإقامة مؤقتاً في سكن خاص بهم في دبي لحين الانتهاء من تلك المشكلة، إلا أنها أثناء مرورها أسبوعياً على بيتها في البدع، تجد المشكلة قائمة من دون أن تتخذ الهيئة أية إجراء كما وعدت سابقاً بأن حلها لن يتجاوز شهراً على الأكثر».

وتابعت: «يومياً تمر السيارات على هذه الكابلات باستمرار، ما يؤدي إلى تهالكها ويضاعف من خطورتها، على الرغم من بدء فصل الشتاء وهطول الأمطار، إذ تغرق المياه الشوارع من وقت إلى آخر، ما قد يؤدي إلى صواعق كهربائية تقتل المارة، وهو ما يؤكد استحالة العيش داخل بيوتنا بأمان خلال الأشهر المقبلة، ويدفعنا لتركها والانتقال إلى أماكن أخرى حتى يتم حلها».

وأيدتها المواطنة سارة عبيد، قائلة «انتظرنا الحلول المؤقتة التي وعدت بها الهيئة طويلاً، من دون أن نجد أية ردود مقنعة منهم، أو مجرد نية لحل مشكلتنا التي زادت على خمسة أشهر، في حين يزداد الأمر سوءاً وتزداد مخاوفنا يوماً بعد يوم من تلك الكابلات الممتدة فوق سطح الأرض، منددة بالتباطؤ الذي تتبناه هيئة كهرباء ومياه دبي في الرد على شكواهم، لافتة إلى أنه «بمراجعة الهيئة أخبرهم أحد موظفيها بأن الأمر سيستمر طويلاً، ما جعلهم في حيرة من أمرهم».

وأشارت إلى أن المنطقة تحتوي على بيوت مواطنين ومستأجرين مقيمين من جنسيات عدة، وحلت الهيئة المشكلة جزئياً، عند بيوت المستأجرين، من دون أن تطول بيوت المواطنين، الأمر الذي أثار غضبهم من الآلية التي تتعامل بها الهيئة مع المشكلة.

وطالب المواطن أبو عبدالله الهيئة بسرعة إيجاد الحلول لتلك الكابلات الممتدة في الشوارع، خصوصاً مع بدء هطول الأمطار، منعاً لحدوث أية كوارث قد تصيب سكان المنطقة، في ظل تهالكها بسبب كثرة مرور السيارات عليها، إذ يقع معظمها في مداخل جراجات السيارات، الأمر الذي يعرضها للدهس يومياً، معلناً عن مخاوفه على أولاده من تلك الكابلات، مؤكداً أنه أصبح يمنعهم من اللعب خارج المنزل خوفاً عليهم.

من جهته، أوضح نائب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، عبدالله الهاجري أن الهيئة لم تصلها شكاوى بشأن وجود كابلات مكشوفة في تلك المنطقة من قبل، مشيراً إلى أنه أمر بسرعة حل المشكلة، لافتاً إلى أن تأخر الهيئة في دفن كابلات الكهرباء يرجع إلى وجود بعض العراقيل المتعلقة بشأن الحصول على الموافقات اللازمة لذلك، إضافة إلى ظهور بعض المشكلات أثناء الحفر مثل وجود أسلاك تخص مؤسسات الاتصالات والبلدية، ما يتطلب التنسيق مع تلك المؤسسات قبل دفن كابلات الكهرباء.

وبشأن منطقة البدع أكد الهاجري أن الهيئة سترسل فريقاً من الفنيين لدراسة المشكلة ووضع الحلول الفورية لها في أسرع وقت ممكن، مطمئناً في الوقت نفسه سكان المنطقة بشأن تلك الأسلاك، مؤكداً أنها تتمتع بأعلى مواصفات السلامة العالمية، وأنها معزولة تماماً، ولا يمكن أن تصل إليها المياه في أي حال من الأحوال، فضلاً عن تحملها عوامل الجو المختلفة.

الأكثر مشاركة