سائق يحتضن طفلة ويقبّلها عند المدرسة
أظهرت جرائم واعتداءات وحوادث وفاة، تعرض لها أطفال في الدولة، خلال الأشهر الأخيرة، ضعفاً في تطبيق مبادئ الحماية الأسرية، خارج المنازل في المجتمع، ما عرّض أطفالاً دون سن الـ10 لاعتداءات جنسية وجسدية، واغتصاب مقترن بالقتل، فضلاً عن حوادث دهس وصدم، واختناقات كثيرة، فيما روت أم، أمس، قصة «إهمال عائلة تركت سائقها يحتضن طفلتها ويقبّلها كل يوم مراراً، بحجة توديعها عند المدرسة».
وأثارت قصة الطفل الباكستاني موسى مختيار، (أربعة أعوام)، الذي تعرّض صباح أول أيام عيد الأضحى لاغتصاب وقتل، جدلاً واسعاً لدى الرأي العام المحلي، لجهة وجوب تشديد آليات الرقابة الأسرية على الأطفال عندما يغادرون منازلهم، ولو لمسافات قصيرة جداً، إضافة إلى الدعوة لتغليظ العقوبات ضد المعتدين على الصغار.
واتهم آباء واختصاصيون اجتماعيون على موقع «الإمارات اليوم» الإلكتروني كثيراً من العائلات التي تعرّض أطفالها لجرائم وحوادث بـ«الإهمال» في الالتزام بحماية فئات عمرية لا تدرك الخطر، واعتبروا أن مسؤولية الأسرة تقتضي بقاء الطفل تحت رقابتها المباشرة، فضلاً عن الحديث معه دائماً حول ضرورة عدم الحديث مع الغرباء، واستخدام وسائل مثل الصراخ الشديد، عندما يحاول أحدهم لمسه أو تقبيله أو احتضانه، وعدم مرافقة أي شخص لا يعرفونه، وإن ادعى أنه على صلة وثيقة بالأب أو الأم. ونصح اختصاصيون الآباء بعدم ترك أطفالهم في عهدة أشخاص لا يعرفونهم جيداً، مثل زملاء العمل أو الجيران، لأن شخصيات المعتدين على الأطفال لا يمكن اكتشافها إلا من قِبل أطباء أو خبراء في علمي النفس والاجتماع، كما نصحوا بتكثيف الرقابة على الأشخاص الذين يتصلون بحكم عملهم مع الأطفال، مثل الفئات المساعدة من السائقين وخدم المنازل، إلى جانب زملائهم الأكبر سناً في المدرسة، أو في أماكن اللعب والترفيه.
في موازاة ذلك، اعتبر آخرون أن حماية الأطفال مسؤولية مجتمعية، تتعلق بالقوانين والمدرسة والمؤسسات التربوية والأمنية التي عليها أن تضاعف من معايير السلامة، من أجل الحيلولة دون وقوع الأطفال ضحايا لحوادث السيارات، خصوصاً الصدم والدهس اللذين أسفرا عن إصابات ووفيات عدة بين الأطفال في الأشهر الأخيرة.
وفي سياق متصل، قالت المواطنة (أم محمد) إنها «رأت أمس مشهداً صادماً أصابها بالذهول، عند باب مدرسة خاصة في دبي، إذ شاهدت أحد السائقين الآسيويين وهو يحضن طفلة صغيرة ويقبّلها مراراً، ويطلب منها تقبيله بحجة توديعها عند توصيلها إلى المدرسة صباحاً».
وأضافت في اتصال هاتفي لبرنامج «البث المباشر» في إذاعة «نور دبي»: «اعتدت يومياً على توصيل أبنائي إلى المدرسة، وشاهدت في أثناء ذلك هذا المشهد الذي جعلني في قمة الغضب، ودفعني إلى أن أتوجه إلى السائق وأنهره بشدة على هذا الفعل». وتشير إلى أن الرجل دافع بالقول إنه «سائق قديم منذ سنوات طويلة عند الأسرة، وهو يقوم بتقبيل الطفلة يومياً بعد توصيلها إلى المدرسة»، لافتة إلى أنها حاولت أخذ رقم هاتف الأم أو الأب عن طريق الطفلة التي لم تتجاوز عامها الخامس، إلا أنها لم تكن تعرفه، وعندما سألتها عن أمها وأبيها أجابت أن الأم نائمة في المنزل، والأب مسافر، والخادمة هي التي تقوم بتجهيزها للذهاب إلى المدرسة، ثم تسلمها إلى السائق الآسيوي، الذي يقوم بتوصيلها وإرجاعها من المدرسة بشكل يومي.
تنتقد (أم محمد) ما وصفته بـ«الإهمال الشديد من الأم النائمة التي اعتمدت كلياً على الخادمة والسائق في تجهيز وتوصيل ابنتها الصغيرة، وعدم معرفتها بما يقوم به هذا الرجل من حضن وتقبيل الطفلة بشكل يومي».
وأضافت أنها «طلبت من الطفلة عدم فعل هذا الشيء مرة أخرى، بعد أن شرحت لها أنه رجل غريب ولايجوز اعتباره بمثابة الأب أبداً».