2738 متهمة في جرائم مختلفة العام الجاري
كشفت دراسة حديثة أعدتها إدارة الرقابة الجنائية في الإدارة العامة للتحريات والبحث الجنائي، عن تزايد معدل الجرائم النسائية خلال العام الجاري، مسجلة القبض على 2738 امرأة في جرائم مختلفة خلال العام الجاري، مقارنة بـ 1645 امرأة خلال العام الماضي. وقالت إن هناك تنوعاً واضحاً في أساليب ارتكاب الجرائم، وإن المرأة أثبتت قدرة كبيرة على منافسة الرجل في النشاط الإجرامي، وعكست قسوة كبيرة في ارتكاب الجرائم ذات الدوافع الانتقامية.
وتضمنت الدراسة حالات لنساء نفذن سرقات بالإكراه من خلال الاعتداء على نساء في الطريق العام، وسلبهن أموالهن من دون الحاجة إلى مساعدة من رجال، وفق مدير الإدارة العامة للتحريات والبحث الجنائي العميد خليل إبراهيم المنصوري، الذي أشار إلى أن جرائم المرأة لم تعد تقتصر على الجنح، بل إنه بات من المتكرر أن تجدها متورطة في جناية كبرى.
وأضاف أن كثيراً من النساء شكلن عصابات ثلاثية، ورباعية، ولم تعد تكتفي بلعب دور ثانوي في العصابات المشتركة مع الرجال، بل أصبحت تؤدي دوراً فاعلاً وأساسياً، لافتاً إلى أنه من المثير للانتباه إصرار المرأة على تنفيذ جريمتها بأسلوب مختلف عن الرجل، حيث تستغل الجانب العاطفي في التأثير في المجني عليهم، خصوصاً في جرائم السرقة.
وأفاد بأن شرطة دبي تتابع تطور تلك الأساليب، وأنها استطاعت ضبط نساء تورطن في جرائم مختلفة، اتسم كثير منها بالذكاء الإجرامي، مضيفاً أن بعض فئات المرأة الوافدة أسهمت في إدخال أنواع جديدة من الجرائم النسائية إلى الدولة.
وكشف مدير إدارة الرقابة الجنائية المقدم جمال الجلاف، أن هناك جرائم تعكس جنوح المرأة إلى العنف الشديد. ومنها حالة لامرأتين تحملان جنسية احدى الدول الآسيوية، أقامتا علاقة مع رجل من جنسيتهما نفسها، وحين تغيرت معاملته لهما، وعرفتا أنه ارتبط بامرأة ثالثة، استدرجتاه، وقضيتا وقتاً حميمياً معه، ثم شرعتا في تعذيبه باستخدام آلة حادة حتى مات، وحكم عليهما بالسجن.
وقال الجلاف إن هناك جرائم ترمز لقسوة المرأة مقارنة بالرجل، مثل تخلصها من جنينها بعد أيام من ولادته، ما يعكس مدى تجردها من إحدى أكثر القيم الإنسانية حضوراً في فطرة المرأة، من خلال تعريض مولودها للخطر، لافتاً إلى أن تلك الحالات تكررت وضبطت نساء عدة خلال العام الجاري.
وأفادت الدراسة بأن هناك دوافع مختلفة وراء جرائم النساء، تؤدي أحياناً إلى القتل أو الاعتداء بعنف، من أهمها الغيرة من امرأة أخرى، وتتولد عادة بسبب علاقة غرامية فاشلة، وكذلك الفقر وضعف الإمكانات، مع إحساس المرأة بأن لديها من المقومات ما يثير طمعها ويقودها إلى ارتكاب الجرائم الجنسية والبغاء، وكذلك رغبتها في الحصول على المتعة وما يسمى بالهوس الليلي، ويدفعها عادة إلى ارتكاب جرائم المخدرات وتعاطي المشروبات الكحولية.
وذكر الجلاف أن السرقة هي أكثر الجرائم التي ترتكبها النساء، خصوصاً من المتاجر، من خلال مغافلة البائع وسرقة الهواتف والمساكن، خصوصاً من زميلات السكن، لافتاً إلى أن الإحصاءات سجلت زيادة ملموسة في جرائم الاحتيال بمختلف أساليبه، والتي تصدرت القائمة بالتساوي مع السرقات.
ولفت إلى أن عصابات نسائية ابتكرت طرقاً ذكية في سرقة المراكز التجارية، خصوصاً المتاجر المتخصصة في مستحضرات التجميل، نظراً لإدمان المرأة على زينتها، مشيراً إلى أن امرأة سرقت أدوات زينة بـ42 ألف درهم، ووصل عدد البلاغات ضدها إلى 49 بلاغاً جنائياً، وبلغت قيمة سرقاتها أكثر من ثلاثة ملايين درهم.
وأشار إلى أن من الجرائم الحديثة تورط نساء في ارتكاب سرقات بالإكراه والاعتداء على رجال من دون الحاجة لمساعدة رجال آخرين، وهروبهن من موقع الجريمة حتى تمت ملاحقتهن والقبض عليهن، منوهاً بأن من اللافت كذلك دخول المرأة في براثن المخدرات ومخالطة المدمنين.
وتضمنت الدراسة نماذج لجرائم تعكس ذكاء المرأة، منها وقائع ارتكبتها عصابة نسائية مكونة من أربع نساء، ثلاثة منهن يدخلن إلى المتاجر الكبرى ويسرقن عطوراً وروائح وأدوات زينة وتأخذها إحداهن إلى الخارج وتعطيها شريكتهن الرابعة، التي تنتظر خارج المتجر قرب سيارات الأجرة استعداداً للهرب، واستطاعت العصابة تكرار الجريمة، إلا أن الطمع أوقعهن في قبضة رجال الشرطة الذين لم يتعجلوا ضبطهن حتى اكتمل عقد العصابة، وألقي القبض على جميع أفرادها. وأوضح الجلاف أن بعض النساء يسرقن لمجرد الاستفادة من المسروقات مثل أدوات الماكياج، لافتاً إلى أنهن يستهدفن عادة الماركات العالمية بغرض التباهي أمام زميلاتهن، وفي كثير من الحالات لا تقل قيمة المسروقات عن 5000 درهم، مشيراً إلى أن هناك فتاة سرقت أدوات تجميل وأخفتها بدقة في أكياس أعدتها لهذا الغرض، واستطاعت مغادرة المتجر من دون أن يلحظها صاحبه أو العاملون فيه، وعند ركوبها سيارتها وجدت رجال الشرطة في انتظارها.
وأفاد بأن هناك جرائم ترمز لرومانسية المرأة وطبيعتها العاطفية، مثل حالة فتاة في العشرينات من عمرها، دخلت مركزاً تجارياً كبيراً، وبدا أنها تتمتع بحب المغامرة، فاختارت متجراً شهيراً للغاية وتجولت من دون تركيز حتى حددت أهدافها وسرقت زجاجتي عطر وبيجامتين رجاليتين، لكن لم تجد الفرصة لإهدائها إلى الشخص الذي سرقت من أجله، وألقي القبض عليها قبل الخروج بالمسروقات.
وذكر أن من المثير للانتباه تورط المرأة في جرائم إدارة المشروعات المزيفة وإنشاء محافظ استثمارية وهمية على الإنترنت، ومنها امرأة أنشأت محفظة وحصلت على عشرات الملايين من أشخاص، لكنها وقعت في قبضة الشرطة بعد أن فشلت مشروعاتها الوهمية، كما تورطت المرأة في جرائم إلكترونية ناتجة عن الغيرة والرغبة في الانتقام مثل تشويه سمعة قريناتها عبر الإنترنت، واجتاحت المرأة أيضاً مجال الاحتيال التجاري، وألقي القبض على كثير منهن بسبب تحرير شيك من دون رصيد، أو الامتناع عن الدفع بخلاف اللاتي تورطن في قضايا جنسية مثل ممارسة الرذيلة. وقال الجلاف إن لبرنامج التواصل مع الضحية، الذي يطبق تحت إشراف إدارة الرقابة الجنائية في شرطة دبي، دوراً كبيراً في متابعة الجرائم النسائية التي تحتاج إلى رعاية نفسية واجتماعية، حيث يقوم بدراسة أسباب ارتكاب الجريمة، ومدى تأثر الأسرة بوقوعها.
وأضاف أن 12 فرقة تابعة للبرنامج تعمل على مدار الساعة، من خلال تلقي اتصالات أو عبر الرابط الإلكتروني في موقع شرطة دبي، ونتعامل مع مختلف الجنسيات والأعمار في جميع أنواع القضايا الجنائية والمرورية وقضايا الشيكات والإصابات والاعتداءات الجنسية واللفظية، والسرقات وغيرها، لافتا إلى أن القائد العام لشرطة دبي ونائبه يمكنهما متابعة البرنامج عبر الاستعلام الإلكتروني حول مؤشر الإحصاءات من الرسم البياني الإلكتروني لعملية التواصل.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news