قاضي المروشد.. صديق الصحافة
يصف صحافيون، قاضي سعيد المروشد، بأنه صحافي ضل طريقه إلى موقع مسؤولية حكومية، ويعتبره آخرون صديقاً للصحافة، لا يخذلها ولا يستهين بدورها.
فالمروشد الذي يشغل منصب مدير عام هيئة الصحة في دبي، يعي دور الصحافة، ويتعامل معها باعتبارها شريكاً فاعلاً، «يُبصّر المسؤول بأخطائه، وتجاوزات من يعمل معه».
يتعامل بشفافية كبرى مع رجال الإعلام، ويصارحهم بما يواجهه من عقبات، باعتبارهم شركاء في تحقيق المصلحة العامة، خلافاً لنسبة ليست بقليلة من المسؤولين الذين يفضلون الحديث عن الإنجازات، ويتفننون في التهرب في حال وقوع خطأ ما.
قبل عامين استعان طبيب تجميل في مستشفى خاص بعامل نظافة ليساعده على إجراء جراحة شفط دهون لمواطنة، وانتهت الجراحة بوفاة المرأة، في ذلك الوقت سألت «الإمارات اليوم»، قاضي المروشد عن الواقعة، التي لم يكن يعلم بها سوى مسؤولي الهيئة، فرفض إخفاء الحقيقة، وكشف عن تفاصيلها من دون «تجميل».
وفي مستشفى «الوصل» توفيت فتاة لأسباب غامضة، واتهمت والدة الفتاة طبيبة بالإهمال، وفور نشر الواقعة في الصحيفة، بادر المروشد إلى متابعة التحقيق فيها، وانتهى الأمر بإدانة الطبيبة، وصدور قرار بفصلها من العمل.
وعلى الرغم من أن الإهمال حدث في مستشفى حكومي، يخضع مباشرة للهيئة، فإن المروشد، لم يخف نتائج التحقيق، وأتاح المعلومات كاملة لـ«الإمارات اليوم» وللصحافة، لإيمانه الكامل بأن «هذا حق المجتمع».
ومنذ أيام، اجتمع الصحافيون في مكتب المروشد متسائلين عن مستقبل المشروعات الصحية في دبي، في ضوء الأزمة المالية العالمية، فأخرج (أبوسعيد) ملفات وخرائط ورسوماً بيانية، توضح سير العمل في تلك المشروعات، ولم يرفض أو يتردد في الإجابة عن أي سؤال مهما كانت درجة حساسيته.
ويقود المروشد، الذي لم يكمل عقده الرابع، نحو 10 آلاف موظف وطبيب وفني، محققاً بهم إنجازات طبية نالت عليها الهيئة شهادات تميز عالمية.
فمستشفيات الهيئة الثلاثة «الوصل» و«راشد» و«دبي»، حصلت على الاعتماد الدولي من قبل الهيئة الدولية المشتركة (JCI) بعد تأكدها من تطبيق تلك المستشفيات للمعايير الإدارية والطبية والسريرية والتشخيصية والعلاجية الدولية المطبقة في المستشفيات العالمية.
والشهر الماضي فاز مستشفى «الجليلة» التخصصي للأطفال في دبي بالمركز الأول، بوصفه أفضل تصميم معماري عالمي ضمن فئة المشروعات المستقبلية للقطاع الصحي، بعد منافسة قوية مع 94 تصميماً معمارياً عالمياً تقدمت للمنافسة خلال المؤتمر العالمي للتصميمات المعمارية في مدينة برشلونة الإسبانية.
وقاد المروشد فريقه لإضافة مشروعات صحية عالمية إلى أرض الإمارة، أبرزها مركز الإصابات والطوارئ الذي يستقبل 500 مصاب يومياً، من ضحايا الحوادث في دبي ومختلف الإمارات.
ومطلع العام الجاري دشن مركز اللياقة الصحية الذي يعد الأكبر في الدولة، إذ يستقبل نحو 5000 مراجع في اليوم الواحد.
وافتتح أيضاً مركز «جوسلن»، وهو مركز متكامل يعالج السكري والمضاعفات المرضية التي يخلفها هذا المرض، مثل أمراض الكلى والعيون والقدم.
وعلى الجانب الشخصي، ولد قاضي المروشد وسط أسرة بدوية مكونة من تسعة أبناء في منطقة «الفقع»، وكان والده حريصاً على التحاقه بالتعليم، هو وأشقاؤه.
وحين بلغ عمر الـ18 عاماً، طار إلى الولايات المتحدة الأميركية، وأمضى خمس سنوات، عاد بعدها مسلحا بشهادة بكالوريوس في الإدارة والتسويق في جامعة ناشيونال ليويس ويطبق المروشد سياسة الإدارة والتسويق التي درسها باحتراف، جعله يضيف كل بضعة أشهر إنجازاً طبياً كبيراً للإمارة.
وأخيراً، زفّ بشرى كبيرة لسكان الإمارة، حين أعلن أن الهيئة بصدد الانتهاء من مشروعات صحية جديدة تتكلف 3.5 مليارات درهم، لتصل الخدمة الطبية إلى المرضى في مقار سكنهم.