خطأ طبّي يودي بحياة «سارة»
تسبّب تشخيص طبي خاطئ في أحد مستشفيات الشارقة الحكومية في وفاة طفلة لم يتجاوز عمرها عاماً وشهرين، وفقاً لوالدها الذي أكد أن التشخيص الخاطئ من أطباء مستشفى القاسمي حرم ابنته الشفاء، وهو ما لم يؤكده أو ينفيه المستشفى الذي اكتفت مسؤولة فيه بالقول إن تحقيقاً أجري في الواقعة، لكنها لا تستطيع الإفصاح عن نتائجه.
حبس طبيبة تسببت في شلل رباعي لطـفلة وليد مات بشريان مقطوع.. بعد إهمال |
وتفصيلاً، اتهم أحمد جراغ والد الطفلة المواطنة سارة، مستشفى القاسمي بأنه لم يُجرِ الاستقصاء الطبي اللازم، واكتفى الأطباء فيه بالفحص السريري لابنته التي عانت من طفح جلدي، ما كان سبباً في فقدانه «ابنته الوحيدة التي انتظرها طويلاً»، موضحاً أن ابنته دخلت المستشفى مرات متتالية، وكان الأطباء يحوّلونها في كل مرة إلى قسم الجلدية مباشرة، وبعد إجراء التشخيص السريري يكتفون بوصفة جديدة للطفح الجلدي.
وكانت «سارة» تعاني من داء تكاثر الخلايا النسيجية، لكن المستشفى شخّص المرض ست مرات، على أنه جلدي وعالجه بالأدوية الموضعية، ما أدى إلى تدهور الحالة وعدم جدوى تلقّيها العلاج الكيماوي المطلوب، بعد اكتشاف حقيقة المرض من قبل مستشفى الشيخ خليفة الطبي.
وأوضح والد الطفلة أنها تلقت العلاج في مستشفى القاسمي لمدة تقارب 75 يوماً من مرض الطفح الجلدي وفقاً للتشخيص الخاطئ، وتم علاجها بالكريمات وغيرها من الأدوية الجلدية، فضلاً عن قيام الطبيبة المشرفة بزيادة جرعات العلاج وشدة الأدوية من دون استجابة، إضافة إلى إعطاء الطفلة أدوية تحتوي على الكورتيزون من دون محاولة معرفة السبب الحقيقي لعدم استجابتها للعلاج.
وروى والد الطفلة تفاصيل معاناته وطفلته، غير مصدّق وقائع مرض ابنته الذي بدأ بظهور طفح جلدي في مناطق مختلفة من جسد الطفلة بعد أسابيع من ولادتها ولادة طبيعية، وخلوّها من الأمراض، بحسب تقرير مستشفى القاسمي، وتم نقلها إلى المستشفى لمعرفة سبب الطفح الذي تم تشخيصه على أنه نوع من أنواع الأكزيما، وتبين لاحقاً أنه نزف تحت الجلد، حيث كانت الطفلة تعاني من مرض «لانجر هانس» أو «تكاثر الخلايا النسيجية».
وتوالت زيارات والد سارة بابنته لمستشفى القاسمي تبعاً لأوقات الزيارة المحددة، التي بدأت في بداية شهر مايو وانتهت في 16 يوليو، وكان التشخيص الأخير للمستشفى لمرض سارة بأنه طفح جلدي مترافق بفقر الدم.
وطلب الوالد الذي أنجبت زوجته «سارة» بعد خمس سنوات من الانتظار، من طبيبة الجلدية إجراء فحص للدم، وقوبل الطلب بداية بالرفض، وتحت إلحاح الوالدين أخذ المستشفى عيّنة من دم الطفلة وطلبت من الوالدين الانتظار لمدة أسبوعين للحصول على النتائج.
وتابع الوالد «لم أطمئن إلى سلامة إجراءات العلاج فتوجهت إلى عيادة خاصة في الشارقة، وفيها تأكد تضخّم الكبد والطحال والغدد اللمفاوية، وطلب الطبيب تحويل الطفلة إلى مستشفى القاسمي، الذي أصرّ الأطباء فيه على أن الوضع طبيعي، وأعطيت الطفلة (فيتامين ب) لمعالجة فقر الدم، لكن حالتها لم تتحسن، فنقلتها إلى مستشفى الوصل في دبي، ليعلن الأطباء عن اشتباههم في سرطان الدم القريب التشخيص من مرض كثرة الخلايا، وطلبوا انتظار الطبيب المتخصص لليوم التالي مع اعترافهم بعدم قدرتهم على علاج هذا النوع من الأمراض».
وفي اليوم التالي نقلها الوالد إلى مستشفى خليفة الذي بادر إلى أخذ عيّنة من نخاع الطفلة ودمها، كشفت حقيقة المرض وأعطيت العلاج اللازم. في حين تقرر تسفير الطفلة إلى بريطانيا بمنحة من إمارة أبوظبي، لمتابعة العلاج، لكن الأطباء رأوا أن الطفلة وصلت إلى مرحلة متدهورة للغاية، للتأخر في تلقّيها العلاج اللازم لتكون النتيجة النهائية وفاة الطفلة هناك بعد نحو شهرين. وأشار والد سارة إلى أنه قدم شكوى لوزارة الصحة بعد اكتشاف خطأ التشخيص، وأجرت تحقيقاً في الواقعة، لكنها لم تفصح عن نتائجه، لذلك قرر رفع دعوى ضد المستشفى، ولكون المستشفى حكومياً فإنه يتعين قانوناً رفع دعوى ضد وزارة الصحة. إلى ذلك قالت مديرة القسم الفني في مستشفى القاسمي الدكتورة فاطمة إبراهيم، إن وزارة الصحة «أجرت تحقيقاً في الحادثة، واستخلصت النتائج»، مشيرة إلى عدم استطاعتها الإفصاح عن «النتائج أو عن أسباب التشخيص الخاطئ للحالة».
ويعد تكاثر الخلايا النسيجية من الأمراض النادرة المتعددة الأنواع، ويتم فيه استنساخ خلايا غير طبيعية من نقي العظم قابلة للطفو على الجلد والعقد اللمفاوية، وتؤدي إلى ردّ فعل التهابي في الجسم يدمّر مكان الالتهاب.