مستهلكـون يخشـون فصـل الكهرباء عن ثلاجات البقالات
أعرب مستهلكون عن مخاوفهم من فصل أصحاب بقالات ومحال «سوبر ماركت» التيار الكهربائي مثل الثلاجات التي تحتوي مواد غذائية كالحليب ومشتقاته واللحوم، خصوصاً في فترات الليل، من أجل توفير رسوم الكهرباء بعد زيادة تعرفتها أخيراً، مايؤدي إلى الإضرار بصحتهم خصوصاً الأطفال، متسائلين عن دور الجهات المختصة في مراقبة التيار الكهربائي، لضمان عدم فصله عن الثلاجات في المحال، لافتين إلى أن مثل هذه الخطوة تسهم في إفساد الأطعمة التي تحتاج إلى تبريد مستمر.
فيما نفى أصحاب بقالات ومحال القيام بمثل هذا التصرف، مؤكدين أن البلدية تنفذ حملات مستمرة ومفاجئة، وأن اللجوء إلى هذا الأسلوب يعرّضهم للخسارة والغرامة، إضافة إلى السمعة السيئة من قبل الزبون، وتسببها بالأذى للمستهلكين، على الرغم من زيادة فاتورة الكهرباء إلى الضعف على الأقل.
في المقابل أكد مدير إدارة الصحة العامة، في بلدية الشارقة عاطف الزرعوني، أن «قسم رقابة الأغذية في البلدية أكمل الترتيبات اللازمة كافة لتكثيف الحملات الخاصة بمراقبة الأسواق والمحال التجارية، والمؤسسات العاملة في مجال توزيع وبيع المواد الغذائية والخضراوات والفواكه واللحوم والمطاعم وغيرها»، مشدداً على أن «مفتشي الصحة العامة إذا ضبطوا أي محل يخالف التعليمات يوجهون إليه إنذاراً وتفرض عليه غرامات في حال التكرار».
وأضاف أن «البلدية تكثّف من إجراءاتها الوقائية لحفظ السلع الغذائية وحمايتها من التلوث، وتركز على زياراتها التفتيشية للمطاعم ومحال تجهيز المأكولات، وتشرف على تعقيم الوجبات الجاهزة والخضراوات والفواكه وغيرها من المأكولات، وذلك في إطار سعيها للحفاظ على صحة المستهلكين.
وفي التفاصيل، قال أحد المستهلكين، ويدعى، محمد إبراهيم: «توجد بقالة في البناية التي أقطنها، وأشعر في بعض الأحيان خصوصاً في الصباح أن الحليب غير مبرد كما يجب، وعندما أسأل صاحب المحل، لا أعتقد أنه يجيب بصراحة، وذات مرة هددته بإبلاغ البلدية، فاعترف أنه في بعض الأيام يُضطر لفصل التيار الكهربائي عن الثلاجات إذ لا تكون فيها بضاعة كثيرة، فنصحته بأن يحافظ على صحة الزبائن وسمعته ويلتزم بالتعليمات كي لا يتعرض للعقوبة والمخالفة وتالياً خسارة زبائنه».
وأيده، سليم أبوعلي، قائلاً اعتقد إن «معظم البقالات الصغيرة تلجأ إلى فصل الكهرباء عن الثلاجات طوال الليل، خصوصاً هذه الأيام، لأن الجو بارد نسبياً، لكنهم في ما أعتقد يشغّلونها في الصيف، إذ لا رقابة حقيقية في الليل، وكثيراً ما يكون زبون الليل مستعجلاً فلا ينتبه للأمر، مطالبا تشديد الرقابة وحملات التفتيش والمتابعة من قبل البلدية، إضافة إلى توعية الزبائن».
وذكر (أبوشادي)، «غالباً ما أشتري احتياجاتي من المراكز التجارية أو الجمعيات التي تفتح أبوابها على مدار الساعة، وتكون الثلاجات في حال تشغيل دائماً، ولا يكلفني الأمر إلا الانتباه لتاريخ الإنتاج، لكن هذا لا يمنع أنني في بعض الأحيان نضطر لشراء بعض الحاجات من البقالة المجاورة للسكن، وعندها أكتشف أنهم يفصلون الكهرباء عن الثلاجات على الأقل عندما يغلقون البقالة في آخر الليل»، مؤكداً أن «أحدهم اعترف بأنه يفصل التيار الكهربائي عن الثلاجات في الليل، إذ تقل حركة الزبائن، ولا ينتبه أحد».
وقال صاحب بقالة، إسماعيل عبدالرزاق: «كانت قيمة فاتورة الكهرباء تراوح بين 400 و600 درهم شهرياً، أما الآن فتتجاوز 1000 درهم، ومع ذلك نحرص على أن لا نفصل الكهرباء عن الثلاجات، لأن في ذلك عقوبة باهظة، خصوصاً ان حملات التفتيش من قبل البلدية مستمرة وكثيرة وتتم فجأة، كما أننا نخسر زبائننا في مثل هذه الحالة، إذ إن الخسارة المترتبة على فاتورة الكهرباء، حتى لو تضاعفت قيمتها، أرحم لنا من خسارة الزبائن أو التعرض لعقوبات وغرامات من قبل البلدية». واضاف عبدالرزاق أن «مشكلة ارتفاع فاتورة الكهرباء تجعل المرء يفكر في البحث عن أي وسيلة من أجل التوفير في الكهرباء».
وأفاد عامل في بقالة، يدعى ميهد محمد: «لا نفصل التيار الكهربائي عن الثلاجات حتى عندما نغلق المحل في أوقات الليل المتأخرة التي لا تتجاوز خمس ساعات حتى الصباح، إذ يستمر العمل في البقالة حتى الواحدة صباحاً، ونعود الى الدوام في البقالة في السادسة صباحاً، وهذه الأيام الأجواء باردة فلا مشكلة كبيرة بهذا الخصوص، خصوصاً أن حركة الزبائن تتراجع بنسبة كبيرة، وتالياً تحافظ الثلاجة على برودتها، لكننا نخشى حملات التفتيش التي يترتب عليها خسارة كبيرة في حال وجود أي مخالفة»، لافتاً إلى أن «الثلاجات في أيام الصيف تبقى تعمل على مدار الساعة، على الرغم من التكلفة الباهظة لفاتورة الكهرباء التي تضاعفت في الفترة الأخيرة».
ومن جانبه أوضح مدير إدارة الصحة في بلدية الشارقة، عاطف الزرعوني، انه «إذا تم اكتشاف أي خلل في نظام التبريد في محال البقالة أو (السوبر ماركت) التي تتعامل في بيع وشراء الأغذية، كأن يوقف المحل تشغيل المكيف كليا أو جزئيا بحيث يؤدي ذلك إلى التأثير في جودة السلع الغذائية الموجودة، فإن البلدية توقع الغرامات المناسبة على صاحب المحل، ولا يمنع ذلك من أن بعض المحال الصغيرة توقف أجهزة التكييف أثناء الليل بهدف الاقتصاد في استهلاك الكهرباء لخفض المصروفات، وهذا يؤثر بالطبع في الأغذية المعروضة خارج البراد ويعجّل من تلفها، وإذا ظهرت عليها علامات التلف تتم مصادرتها في الحال، فيتكبد صاحب المحل الخسارة المالية إضافة إلى الإساءة لسمعته».
وأشار الزرعوني إلى «خطورة فصل بعض المحال التيار الكهربائي عن الثلاجات أثناء الليل، فيتم بذلك إزالة الثلوج عن الأغذية المجمدة كاللحوم والدواجن، إذ يتضاعف نشاط البكتيريا في هذه الحالة، ومن ثم تجمد مرة أخرى عند عودة التيار الكهربائي للبرادات، فيتعرض من يتناولها للتسمم، لكن مفتشي الأغذية بخبراتهم يكتشفون ذلك ويصادرون مثل هذا النوع من الأغذية».
وأكد أن «مفتشي القسم ينفذون حملات تفتيشية على الأسواق والمطاعم، للتأكد من التزامها بالمتطلبات الصحية واتباع القوانين، وكذا التزامها بما تفرضه البلدية من أوامر محلية وعدم الإخلال بما يتطلبه الانضباط في هذا الصدد»، وطالب الجمهور بالتأكد من المواد الغذائية المعلبة والمحفوظة قبل شرائها، وملاحظة عدم تعرضها لأي شيء يؤدي إلى فسادها، والاتصال فوراً بالخط الساخن الذي يعمل على مدار الساعة في حال وجود أي مخالفة على السلع الغذائية على هاتف «993».