تشخيص نفسي صادم للرجل متعدد العلاقات ..والمرأة التي تتلصص على هاتف زوجها

صورة

 

 

كشفت الاستشارية النفسية الدكتورة لمى الصفدي أن التجسس الزوجي، ومحاولات اختراق الهاتف، سلوك منتشر إلى حد كبير في الوقت الراهن، عازية ذلك إلى ثغرات نفسية لدى الرجل متعدد العلاقات، واضطراب الذهان والفصام والوسواس التآمري لدى المرأة التي تلاحق زوجها وتتلصص عليه أو تحاول اختراق هاتفه والتجسس عليه.
وقالت الصفدي، إن «الظاهرة انتشرت في الآونة الأخيرة مع ظهور خيارات كثيرة للتجسس والتعقب، مثل الميكروفونات الصغيرة التي يزرعها البعض في السيارة لتسجيل مكالمات الطرف الآخر، أو الاستماع إليها، أو الاستعانة بـ(هاكرز) لاختراق حسابات الزوج أو الزوجة على منصات التواصل الاجتماعي، أو محاول الحصول على كلمة السر عن طريق ما يعرف بالهندسة الاجتماعية، أو حتى التفتيش في هاتف الطرف الآخر غير المؤمن بكلمة سر».

وأضافت: «هذه المعضلة الكبيرة تتعلق بـ(الخيارات)، فالزوجة المهووسة، على سبيل المثال، بالحصول على كلمة سر هاتف زوجها، يجب أن تسأل نفسها كما نسألها دائماً، هل كلمة السر هي مصدر الأمان؟ ما الفائدة من تتبعك وإصرارك على اختراق الهاتف أو معرفة أسرار الزوج؟ وهنا الإجابة الوحيدة والمطلقة هي (لا)، لأن الشخص الذي يرتكب خطأ سواء بالتورط في علاقات عابرة أو حتى طويلة، يعاني ثغرات نفسية، ويتمتع بالذكاء الكافي لإخفاء هذه العلاقات، ويمكن أن يترك هاتفه مفتوحاً لزوجته، ويظهر لها كل علامات الأمان والاطمئنان، فيما يخفي سراً كبيراً».

وأوضحت الصفدي أن الزوجة التي تفعل ذلك، ربما تصطدم بمحتوى سخيف، سواء بمحادثات أو صور وغير ذلك فيزعجها ويضايقها، ويسبب شرخاً كبيراً، لافتة إلى أنها وجهت سؤالاً واضحاً للحالات التي مرت بهذه التجربة، خصوصاً الزوجات، هل لديك استعداد لترك زوجك والانفصال؟ وكانت الإجابة بالنفي بنسبة 80%، ومن ثم لا مبرر لتدمير الحياة الزوجية وإثارة حالة من التوتر والقلق والغضب المتبادل.

وتابعت: «هناك مبررات نفسية للرجل متعدد العلاقات، وربما يتطور الأمر إلى التحوط بدافع ديني، وفي هذه الحال، يجب أن تتمتع الزوجة بالكياسة تجاه الزوج».

وقالت الصفدي: «إنها مسألة خيارات شخصية في نهاية الأمر، فما يمر به الرجل من علاقات خارج إطار الزواج، يمكن أن تبدأ وتنتهي دون أن تعرف بها الزوجة، وتظل الأمور بينهم على أفضل ما يكون، وبعضهم يسميها (غدر وخيانة)، والبعض الآخر يعتبرها (خيارات شخصية)».

وأشارت إلى أن «هناك خللاً معرفياً بطبيعة الزواج، مرده إلى الثقافة المنتشرة عبر السوشيال ميديا، فهناك حالة نفاق يصدرها بعض الذين يتصنعون امتلاك علاقة زوجية رائعة ومثالية، لكن الحقيقة أن الحياة الزوجية مملوءة بالمطبات».

وقالت: «يجب استيعاب حقيقة مهمة، مرتبطة بالوضع النفسي لكل طرف، لأن عقدنا النفسية هي التي تحدد خياراتنا، فهناك شخص يعاني الاحتياج العاطفي أو بسبب خروجه من بيئة قلقة مرتبكة، تدفعه إلى الدخول في علاقات توفر له البيئة ذاتها التي عاش فيها من قبل».

وتابعت الصفدي: «في المقابل يعاني الطرف المتلصص، اضطراب الذهان، أو ثنائية القطب والفصام، ولديه وسواس دائم بأن هناك من يتآمر عليه، ويظل دائماً في حالة بحث عن دليل للخيانة، وربما يفبرك هذا الدليل إذا لم يكن له وجود، فتجد المرأة تشكك في سلوك زوجها في الأماكن العامة مثلاً، لماذا ابتسمت لفلانة أو تحدثت معها بود مبالغ فيه؟ ويفعل الرجل المضطرب الأمر ذاته».

وأضافت «أن هناك من يندفع إلى علاقات بديلة بسبب تشكك الطرف في سلوكه بشكل مستمر، فيفعل ذلك بشكل انتقامي».

وأفادت بأن المرأة المجروحة تتبنى أفكاراً جاهزة تظهر في أسئلة توجهها إلى زوجها المتورط بعلاقة أخرى، مثل: ماذا سيكون موقفك إذا كنت أنا الطرف الخائن؟ وهل قصرت معك في شيء حتى ترتبط بأخرى؟ موضحة أنها تحاول الثأر لكرامتها بهذه الأسئلة.

وأكدت ضرورة بناء الحياة الزوجية على التسامح، وإعطاء الفرص بشكل مستمر، خصوصاً لو كانت قائمة على الحب والمودة، وهناك أطفال بينهما، لأن العلاقة المبنية على الشك والاتهامات تكون مدمرة للأبناء.

تويتر