‏‏

‏الأمطار تلزم سكاناً بالشارقة البقاء في منازلهم‏

المياه أغرقت الشوارع واضطرت محال إلى إغلاق أبوابها. الإمارات اليوم

‏رصدت «الإمارات اليوم» مشاهدات لآثار الأمطار الغزيرة التي شهدتها الشارقة أمس، وحولت شوارع الى برك واسعة، وأغرقت سيارات واقفة في الساحات الترابية، واضطر بعض المارة إلى عبور مستنقعات المياه قفزاً على الحجارة أو باستخدام «الوصلات الخشبية»، بعدما غرقت أنفاق مشاة بالمياه، ما اضطر سكان إلى البقاء في منازلهم محاصرين بالمياه.

وأعرب سكان في الشارقة عن استيائهم من تكرار هذه الظاهرة مع كل موجة أمطار، مشيرين إلى أن «مداخل الجسور، وطرق رئيسة تتحول مع سقوط الامطار إلى مستنقعات تغرق المارة والسيارات، في غياب الجهات المعنية بإصلاح هذه العيوب».

وقال أسامة عادلي الذي يسكن في شارع الخان، وهو أحد الشوارع الرئيسة في الشارقة، إنه «تحرك بسيارته في هذا الشارع متوجهاً الى مقر عمله في دبي، وفوجئ في نهاية الطريق ببركة مياه، اغرقت سيارته، وعطلت الكمبيوتر الخاص بها، وتوقفت تماماً عن الحركة»، متسائلاً «من يعوضني عن هذه الخسارة الكبيرة؟ والى متى سنظل ضحية لمثل هذا الأخطاء؟».

وفي الشوارع المتفرعة، من شارع جمال عبدالناصر، اغلقت محال ابوابها، وفق ما روى قمر الدين خان، وهو موظف في محل سوبر ماركت.

واضاف «كلما تسقط أمطار، تتحول المنطقة المواجهة لمحالنا الى برك مياه، ونضع أحجاراً كبيرة، ونمد وصلات خشبية حتى يمر عليها الزبائن، لكن كثيراً من الزبائن يرفض استخدام هذه الحجارة، ويمر يوم كامل ولا نستقبل زبوناً واحداً».

ويتابع «بعض المحال قرر أصحابها اغلاقها، حتى تجف المياه»، متسائلاً «هل يعقل أن تترك بلدية الشارقة المياه أياماً عدة حتى تجف، ولا يتحرك أحد لسحبها؟».

والخطر الكبير، وفق الساكن المهندس سامي ريحان، يكمن في أعمدة الانارة، وغرف الكهرباء التي حاصرتها برك مياه، ما يهدد بانتقال التيار الكهربائي للمياه، ومن ثم صعق المارة.

ويضيف «رأيت بعيني عمود انارة، يصدر شرراً، وحرقت مصابيحه جراء المياه المحيطة به، وفي تقديري أن أي شخص يمر بجوار هذا العمود، قد يتعرض للموت صعقاً».

أما مروة رضا فقد كانت في طريقها الى مطار الشارقة، حين هطلت الامطار وتحولت الشوارع الى برك مياه، يصعب على كثير من السيارات المرور فيها، وبدلا من ان تستغرق الرحلة 30 دقيقة، وصلت بعد ساعتين، ورأت حالات كثيرة لمسافرين لم يلحقوا بطائراتهم، وآخرين اضطروا لسداد 400 درهم، غرامات تأخير، لانتهاء تأشيرة الزيارة الخاصة بهم.

واضافت «استغرقت رحلة عودتي من المطار الى منطقة المجاز أربع ساعات، لأن كل الطرق في المناطق الصناعية تحولت الى برك سباحة»، مشيرة الى انها «اضطرت للسير في الاتجاه المعاكس بعد أن وجدت طرقاً عدة مغلقة بالمياه، وهو ما يعد مخالفة مرورية جسيمة».

وتكمل «كنت الفتاة الوحيدة التي تقف في مناطق صناعية فجراً، وسط ظلام شديد، ولا استطيع فعل شيء ولم ينقذني من هذا الوضع سوى سيارة إنقاذ استوقفتها، وحملت سيارتي الى طريق رئيس، مقابل 125 درهماً».

وتساءلت «هل يعقل ان يعاني سكان الشارقة من هذه المشاهد المؤلمة كل عام؟»، مضيفة أن «مسؤولين في بلدية الشارقة لا يجتهدون لإصلاح العيوب المنتشرة في شوارع الامارة، لمنع تكرار هذه المعاناة سنوياً». ‏

‏بلدية الشارقة: كمية الأمطار أكبر من المتوقع‏

‏تحاول بلدية الشارقة احتواء الآثار الناتجة عن الأمطار التي أدت إلى تجمعات مياه وعرقلة حركة المرور. وقال مديرها العام، المهندس سلطان عبدالله المعلا، إن «طواقم البلدية كانت مستعدة لمواجهة الأمطار بعد ورود أخبار عن منخفض جوي يستمر أياماً عدة، لكن كمية الأمطار التي هطلت خلال اليومين الماضيين، كانت أكبر من المتوقع، وأدت إلى وقوع ضغط كبير على شبكات تصريف المياه في معظم المناطق، نتج عنه إغلاق بعض الفتحات كلياً أو جزئياً بالأتربة والأوساخ، كما أدى الضغط إلى تفجر بعض الأنابيب، وتعطل أجزاء من نظام التصريف».

وأضاف: «تعمل فرق البلدية التابعة لإدارة الصرف الصحي على إعادة عمل فتحات التصريف، كما تشفط المياه المتجمعة خصوصاً بالقرب من الدوارات والتقاطعات الرئيسة». لافتاً إلى أن «فرق البلدية ظلت في حالة استنفار للتخلص من التجمعات المائية باستخدام سيارات الشفط، وإعادة انسيابية الحركة في الشوارع».

وأشار إلى أن «الازدحام الذي حصل في الشوارع كان أمراً مفهوماً، لأن سرعة المركبات تقل، وبالتالي تتراكم السيارات، ويحدث الازدحام». موضحاً أن «لجنة طوارئ وضعت خطة تمثلت في توزيع فرق العمل والمعدات والآليات على المناطق والطرق المختلفة، وأُعطيت الأولوية للمناطق والطرق والمدارس ومراكز المعاقين والدوائر الحكومية، وذلك بالتنسيق مع إدارة المرور وشرطة الشارقة، وعليه راجعت الفرق شبكات تصريف الأمطار وملحقاتها في المناطق والطرقات المختلفة في المدينة، للتأكد من جاهزيتها لتصريف الأمطار، لافتاً إلى أن هذه الشبكات وملحقاتها تم تنظيفها في وقت سابق من خلال حملة نظافة شاركت فيها جميع إدارات وأقسام بلدية مدينة الشارقة المختلفة».

وأوضح المعلا أن «البلدية استحدثت نظاما جديدا للمضخات، وشغلت 90 صهريجاً، كما استعانت بالصهاريج التجارية، وفعلت نظاماً تدريبياً جديداً لكل العاملين في خطط الطوارئ والصرف الصحي والنفايات الصلبة، وأولت اهتماماً خاصاً لبعض المناطق التي تتضرر أكثر من غيرها من الأمطار.
الشارقة ــ الإمارات اليوم ‏

تويتر