‏«الطيران المدني»: سرعة الرياح أو عطل فني قد يكون وراء الحادث‏

‏وفاة شخصين وإصابــة 11 بسقوط منطاد في العين‏

طائرة الإسعاف الجوي تتهيأ لنقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل مصابين. من المصدر

‏سقط منطاد هوائي في منطقة ناهل قرب سويحان بالعين، صباح أمس، وعلى متنه 13 راكبا، إضافة إلى قائده، ما أسفر عن وفاة اثنين أحدهما فرنسي والآخر هندي وجرح 11 آخرين أحدهم حالته خطرة.

وقال المدير العام للهيئة العامة للطيران المدني في الدولة سيف السويدي لـ«الإمارات اليوم»، إن التحقيقات جارية حاليا للتعرف إلى أسباب وملابسات الحادث، موضحا انه من السابق لأوانه معرفة نتائج التحقيقات إلا ان سرعة الرياح أو حدوث عطل في المنطاد وأسباب أخرى ربما تكون من بين الاحتمالات وراء حادث سقوطه.

وأضاف السويدي أن الشركة التي تؤجر المنطاد مرخصة كما أن المنطاد مرخص حسب قوانين الدولة، والمنطقة التي وقع بها في إطار المناطق المسموح فيها بالطيران للمناطيد الهوائية.

وتابع أن «وفدا رفيع المستوى من هيئة الطيران المدني موجود حاليا في موقع الحادث للتحقيق في أسباب وقوع الحادث إذ يراجع حاليا الوثائق الخاصة بالمنطاد وكذا الوثائق الخاصة بالطيار، لافتا إلى أن التحقيق في حوادث الطيران يأخذ وقتا طويلا قد يستغرق شهورا».

وأكمل السويدي أن ركاب المنطاد كانوا في رحلة سياحية وأنه من غير المعروف حتى الآن إذا ما كان هناك مواطنون إماراتيون على متن المنطاد أم لا.

وعما إذا كان حادث سقوط المنطاد قد يؤدى إلى تغيير بعض القوانين المنظمة للطيران المدني في الدولة قال السويدي «القوانين الحاكمة لقطاع الطيران في الدولة في تطور مستمر ومرجعية معظم هذه القوانين تستند إلى منظمة السلامة الأوروبية، وإذا وجدت الهيئة أي ضرورة لتعديل القوانين لتحسين السلامة الجوية فستقوم بذلك على الفور».

وتابع السويدي «لا نعاني أي مشكلات في القوانين والتشريعات الموجودة وربما تكون مخالفة القوانين المعمول بها هي التي أدت إلى وقوع الحادث».

من جانبه، قال مدير إدارة سلامة الطيران في الهيئة العامة للطيران المدني إسماعيل البلوشي، لـ«الإمارات اليوم»، إن هناك شركتين تجاريتين حاصلتان على ترخيص تأجير البالونات الهوائية في الدولة ويوجد نحو 10 مناطيد في الدولة من بينها اثنان ملكية خاصة لا يجوز تأجيرهما. لافتا إلى أن الطاقة الاستيعابية لكل بالون تختلف عن الآخر، ولا يوجد حد أقصى للسعة لجميع المناطيد.

وأوضح أن المنطاد وهو معبأ بالهواء الحار وليس الهيليوم، وأنه قد وقع أثناء محاولة القائد الهبوط على الأرض بعد انتهاء رحلته، موضحا أن المنطاد ليس به جهاز تحكم مثل الطائرة وليس به صندوق اسود يكشف عن بعض ملابسات سقوط المنطاد.

وأشار إلى أن الاشتراطات الخاصة بالسماح للمناطيد بالطيران والتي تطبقها الهيئة تماثل الاشتراطات الخاصة بالطائرات ومن بينها أن تكون الجهة المصنعة للمنطاد جهة عالمية معترفاً بها ومسجلة في الدولة، موضحا أن الشركة المصنعة للمنطاد شركة بريطانية شهيرة وتمت صناعته تحت إشراف هيئة الطيران المدني البريطانية.

وبين أن الهيئة تمنح رخصة للطيار لقيادة البالون بعد التحقق من أن الطيار مؤهل للقيادة وحاصل على تدريب من جهة معتمدة دوليا، كما أن صيانة البالونات الهوائية تتم من قبل هيئة الطيران المدني كل فترة زمنية محددة حسب متطلبات واشتراطات الشركة المصنعة للبالون.

واكد أنه من السابق لأوانه تحديد أسباب الحادث أو نتائج التحقيقات، موضحا أن هناك شهوداً حضروا الحادث، وتم الاستماع إلى شهادتهم للتحقق عما إذا كان الحادث نتيجة لخلل أو لظروف جوية أو غيرها. لافتا إلى كفاءة الأنظمة الخاصة بالطيران وأنه تتم مراجعتها كل فترة للتحقق من ملاءمتها لتطور الظروف.

وكانت وزارة الداخلية أصدرت بياناً أمس جاء فيه أن شخصين توفيا وأصيب 11 آخرين بينهم نساء، بإصابات تراوحت بين البليغة والمتوسطة، إثر سقوط منطاد سياحي كان يقلهم في منطقة رملية على طريق ناهل بالعين، وتم نقلهم إلى مستشفى توام لتلقي العلاج اللازم.

وقال مدير مديرية شرطة العين العقيد حمد عجلان العميمي، أنه ورد بلاغ لغرفة العمليات المركزية في الساعة السابعة صباحاً يفيد بوجود حادث سقوط منطاد سياحي يقل 13 شخصاً في منطقة ناهل بمدينة العين، وعلى الفور تحركت إلى مكان الحادث دوريات المرور ومدير مركز شرطة الجيمي بمديرية شرطة العين، ورئيس قسم الطوارئ والسلامة العامة بالعين ومسرح الجريمة، ودوريات الإسعاف التابعة لقسم الطوارئ والسلامة العامة من نقاط سويحان والهير والفوعه، بالإضافة إلى سيارة المستجيب الأول ودورية الإنقاذ، إلى جانب طائرة الإسعاف الجوي التابعة لجناح الجو بشرطة أبوظبي، حيث تعاملت مع الحادث وجار التحقيق لمعرفة سقوط المنطاد.

من جانبه، قال رئيس قسم الطوارئ والسلامة العامة في العين المقدم محمد إبراهيم العامري، تبين عند وصول الفرق إلى مكان الحادث وفاة شخصين أحدهما هندي والآخر فرنسي، وإصابة شخص آخر تنزاني بإصابات خطرة، أما الأشخاص العشرة الباقون فقد شُخصت إصابتهم بالبسيطة، ونقلوا إلى مستشفى توام بسيارات الإسعاف الأرضي، لافتاً إلى أنه جارٍ التحقيق لمعرفة أسباب سقوط المنطاد. كما شاركت طائرة الإسعاف الجوي التابعة لإدارة جناح الجو في مهمة البحث عن المفقودين جراء الحادث، كما قام الطاقم الطبي بالطائرة بعمل الإسعافات الأولية للمصاب التنزاني الذي يعاني من إصابات بليغة، وذلك أثناء نقله بالطائرة إلى مستشفى توام. ‏

تويتر