محاسب يدفع مليوني درهم للحصول على ميراث وهمي
ألقت شرطة أبوظبي القبض على عصابة من دولة إفريقية، احتالت على محاسب (أردني)، واستولت منه على مليوني درهم.
وقال مدير إدارة التحريات والمباحث الجنائية في شرطة أبوظبي العقيد حماد أحمد الحمادي، إن «العصابة الإفريقية» أوهمت المحاسب (ط.ش.ع ـ 54 سنة)، بأنه ورث بالقرعة خمسة ملايين و200 ألف دولار (نحو 19.5 مليون درهم ) من ماليزي توفي في حادث طيران أخيراً، واقنعوه بأن الاختيار وقع عليه بالقرعة في أحد البنوك في ماليزيا، لعدم وجود أقارب للمتوفى، وما عليه سوى سداد بعض الرسوم المستحقة لينال الميراث «الوهمي».
وأضاف أنه على الرغم من أن «الضحية» يحمل درجة الماجستير في المحاسبة، إلاّ أنه وقع في براثن تلك «العصابة»، حيث دأب تباعاً وعلى مدى ثلاثة أشهر على إرسال مبالغ مالية وصلت إلى نحو مليوني درهم.
وتابع الحمادي أن المحاسب حين فطن بوقوعه ضحية عملية احتيال إلكتروني، تقدّم ببلاغ ضدّ العصابة التي كانت تراسله عبر البريد الإلكتروني، والاتصالات الهاتفية»، لافتاً إلى أنه يجري حالياً البحث عنها وإلقاء القبض عليها.
وأوضح أن أحد أفراد العصابة يدعى (أ.س.ن) كاميروني الجنسية موقوف في «السجن المركزي» في أبوظبي على خلفية جريمة مماثلة».
إلى ذلك، قال رئيس قسم الجريمة المنظمة في إدارة التحريات والمباحث الجنائية في شرطة أبوظبي العقيد الدكتور راشد محمد بورشيد، إن «الإدارة تلقت بلاغاً من المحاسب بوقوعه ضحية ستة أشخاص احتالوا عليه إلكترونياً، بعدما أوهموه بأنه ورث بالقرعة، والمبلغ مدّخر في أحد بنوك ماليزيا، وأرسلوا إليه بشهادة الوفاة، وكشف حساب من البنك، وصورة إثباتات شخصية لموظفين يعملون في البنك نفسه، وتصديق من المحكمة يتضمّن تحويل المبلغ لحسابه، وخطاب ضمان موقع من البنك باستحقاقه مبلغ خمسة ملايين و200 ألف دولار، فضلاً عن شهادة من البنك تؤكد أن الأموال «نظيفة»، ولا توجد فيها شبهة غسل أموال».
وأضاف «أن (الضحية) صدق السندات، وسأل عن المطلوب لتسلمه المبلغ الذي ورثه بالقرعة، حيث طلب منه أحدهم، يدعى حاجي سليمان، باعتبار أنه وكيل عن المتوفى، تحويل 32 ألفاً و288 دولاراً ليتمكّن من إتمام عملية إرسال المبلغ عبر أحد مطارات الدولة، كما طلب منه لاحقاً مبلغ 21 ألفاً و400 دولار من أجل «الطرد» الذي سيحمل المبلغ، إضافة إلى دفع 120 ألف دولار لاستلام «الطرد» نفسه من المطار، وأنه سيصل إليه مندوب البنك في ماليزيا، المدعو (محمد علي) لتسلّم المبلغ المتفق عليه». وتابع بورشيد أن عملية الاحتيال استمرت ثلاثة أشهر، حيث اقنعته العصابة بأن المبلغ تم تسليمه للمندوب، وطلب منه المندوب دفع 215 ألف درهم لاستخراج «الطرد» البريدي من المطار، ودفع المحاسب المبلغ على أمل الحصول على الميراث، ثم تلقى اتصالاً دولياً من بريطانيا من شخص يدعى (الدكتور آدم)، يخبره أن الشخص الذي كان مكلّفاً إحضار «الطرد» تم توقيفه في المطار، وأنه سيتم إخراج «الطرد» بوساطة شخص آخر، يدعى (مصطفى)، حيث طلب منه، دفع 18 ألفاً و400 درهم، ودفع المحاسب المبلغ، ثم أوهمه هذا الشخص بأنه تم إخراج «الطرد» من المطار، وأعطاه إيّاه بعد أن أخذ منه وعداً بعدم فتحه، كون المفتاح بحوزة شخص سيتصل به لاحقاً يدعى (هنري)، وهو المكلّف تبييض المبلغ الذي يوجد في الطرد، حيث إنها دولارات سوداء.
وفي اليوم التالي، ذهب المحتال إلى منزل المحاسب، وأخرج زجاجة من حقيبته تحوي مادة كيميائية، ورشّها على عينات من الدولارات السوداء فتحولت، بحسب المحاسب، إلى أوراق من فئة الدولار فقط، وأبلغه المحتال أن المادة الكيميائية غير صالحة، ويجب استبدالها بمادة أخرى يبلغ ثمنها 53 ألفاً و400 درهم فدفع له».
وتابع «أن شخصاً يدعى (جمال) يعمل مع هنري اتصل به، وأوهمه بأن الزجاجة التي تحمل (المادة) كُسرت، وطلب منه 500 ألف درهم، وبسذاجة دفع المحاسب المبلغ، وتولى جمال مزج «الدولارات السوداء» ببعض البودرة، وطلب منه تركها 12 ساعة. وفي صبيحة اليوم التالي اتصل به الدكتور آدم ليخبره بأن جمال تم إيقافه لدى الشرطة بتهمة أخلاقية، وأنه سيرسل له شخصاً يدعى (أمين)، وأنه يجب إعطاؤه مبلغ 500 ألف درهم أخرى من أجل إتمام عملية «التبيض»، ونفذ المحاسب ودفع المبلغ.
وتابع « إنه في اليوم التالي، جاءه شخص يدعى تشارلي وطلب منه 44 ألفاً و700 درهم من أجل إتمام عملية «التبيض»، فاستجاب له.
ثم طلب تشارلي من الضحية التواصل مع وكيل المتوفى حاجي سليمان أو مع ابنته (جنيفر حاجي) التي تواصلت مع الضحية وسحبت منه 15 ألف درهم عن طريق خدمة إرسال الأموال المصرفية، واستمرت عمليات أخرى مماثلة إلى حين اقتنع المحاسب بأنه وقع ضحية احتيال، فأبلغ الشرطة التي تعمل حالياً على فك غموض القضية وإلقاء القبض على بقية الجُناة. وحذر بورشيد مستخدمي الإنترنت، من عدم الانسياق وراء غرف الدردشة والإعلانات الكاذبة، وعدم الانصياع أو تصديق الاتصالات والرسائل الالكترونية، التي يُعلن عنها مبتكروها متقنو الحيل وأساليب الخداع بفوزهم بجوائز مالية أو عينية تهدف فقط للاستيلاء على أموالهم.