جَدة تكوي حفيدها لطرد الشيطان.. وفتاة تتزوج من دون رغبة أهلها.. وأم تقاطع ابنها 3 سنوات

«التواصل مع الضحية» يحل 56 ألف مشكلــة في 8 أشهر

شرطة دبي تحرص على الالتزام بالشفافية في التعامل مع الضحايا ومساعدتهم. الإمارات اليوم

قال نائب مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية لشؤون الرقابة الجنائية والإدارة في شرطة دبي، المقدم جمال سالم الجلاف، إن برنامج التواصل مع الضحية، تواصل مع نحو 56 ألف ضحية خلال ثمانية أشهر، وتحديداً من بداية يناير وحتى نهاية أغسطس الماضي، مقابل 37 الفاً و656 حالة تم التواصل معها خلال الفترة نفسها من العام الماضي.

وأضاف أن البرنامج تعامل مع حالات إنسانية متنوعة أخيراً منها حالة شاب مواطن عانى منذ صغره بسبب التفكك الاسري ونشأ بعيداً عن والده، وتعرف إلى أصدقاء غير جيدين قادوه إلى طريق الجريمة، ما أدى إلى دخوله السجن مرات عدة.

وأشار إلى أن والدة هذا الشاب دأبت على نصحه وحاولت تقويم سلوكه، لكنه رفض النصائح وأصر على المضي في ارتكاب التجاوزات بسبب معاناته من الوحدة والفراغ، خصوصاً بعدما تزوجت والدته وانشغلت بأبنائها من زوجها الجديد ولم تسأل عنه بعد دخوله السجن، نظراً للمشكلات التي سببها لها.

وتابع الجلاف «خلال ثلاث سنوات قضاها الشاب في السجن أقام علاقات وصداقات جديدة مع عدد من النزلاء مستبدلاً عائلته بهم، وكلما اقترب موعد خروجه ارتكب مخالفة داخل السجن، وحاول إيذاء نفسه حتى يقضي وقتاً أطول بين أصحابه في السجن، وزاد عذابه بسبب اشتياقه لوالدته ورغبته في الرجوع إليها، فلجأ إلى برنامج التواصل مع الضحية الذي بادر من خلال فريق عمل مدرب إلى زيارته في محبسه وتوجيه النصح إليه حتى تأكد من رغبته الصادقة في التوبة والعودة إلى الأم.

وتواصل الفريق مع عمته وخالته، ومن ثم اتصل بالأم نفسها التي ماطلت في البداية بسبب ما عانته من سلوكيات ابنها، لكن عاطفتها سيطرت عليها في النهاية وزارته في السجن وعادت الأمور بينهما إلى طبيعتها.

وأوضح أن برنامج التواصل مع الضحية لا يعنى فقط بالبلاغات الجنائية لكنه يتعامل مع جميع أنواع البلاغات، لافتاً إلى أنه تواصل خلال العام الجاري مع 53 الفا و114 بلاغاً جنائياً و42 حالة تغيب وست وفيات و64 إصابة و62 حريقاً و727 حادثاً متنوعاً و20 حادث دهس و231 حادث اصطدام و39 حادث صدم و15 تدهوراً و1591 بلاغ امتناع عن الدفع و91 بلاغاً حول مفقودات.

وقال الجلاف إن من بين الحالات الإنسانية التي تعامل معها البرنامج، فتاة من أسرة معروفة أحبت شاباً من دولة آسيوية وتزوجته على الرغم من رفض أسرتها، وهربت الفتاة مع الشاب بعيداً عن عيون ورقابة عائلتها، وأنجبت منه طفلاً لكن كعادة مثل هذه الزيجات حدثت مشكلات مع الزوج وطلقها، لتجد نفسها بمفردها من دون أسرة أو زوج. وأرادت الفتاة العودة إلى أسرتها بحثاً عن الاستقرار لكن طلبها قوبل بالرفض من العائلة التي لم تنس فعلتها ولجأت الفتاة إلى فريق «التواصل مع الضحية» الذي لم يتردد في التدخل لدى العائلة لإنقاذ مستقبل الفتاة واستطاع إقناع الأسرة بقبول ابنتها مجدداً، بعد أن أدركت خطأها وقبلت النصح والإرشاد.

وتابع الجلاف أن من البلاغات الغريبة التي تعامل معها البرنامج بلاغاً من أب ضد أم زوجته يفيد بأنها كوت ابنه بالنار، وحين انتقل فريق العمل لدراسة الواقعة تبين أن الجدة كانت تجلس مع حفيدها خلال فترة الصباح التي يتوجه فيها الوالدان إلى العمل وكان الطفل شقياً للغاية وكثير الحركة.

ولجأت الجدة إلى عادة قديمة عبارة عن كي الطفل بعود ثقاب معتقدة أنها بهذه الطريق ستخرج الشيطان من جسده، وحين عاد الأب من عمله لاحظ آثار الحرق على أيدي ابنه فحرر بلاغاً على الفور ضد الجدة ودخل في شجار مع زوجته لأنها استنكرت تحريره بلاغاً ضد أمها المسنة وتدخل فريق التواصل مع الضحية وأعاد الهدوء إلى الأسرة بعدما شرح لكل طرف خطأه. وأوضح الجلاف أن دور البرنامج لا يقتصر في هذه الحالات على مجرد حل المشكلة ولكن تتم متابعتها للتأكد من أن الأمور تسير طبيعية، مشيراً إلى أن الباحثات الاجتماعيات يتواصلن مع الضحايا بشكل دائم للتأكد من أحوالهم، مشيراً إلى أنه يوفر كذلك إمكانية التعامل بلغات مختلفة مع الحالات التي لا تتحدث اللغة العربية.

إلى ذلك أكد مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية العميد خليل ابراهيم المنصوري، أهمية التواصل مع ضحايا الجريمة وتعريفهم بحقوقهم ومسار الإجراءات وتوقيتها وعن كل جديد في قضاياهم لاسيما إذا كان الأمر يتعلق بجرائم اجتماعية خطرة، مشيراً إلى أن برنامج التواصل مع الضحية استطاع الوصول إلى العديد من فئات المجتمع ممن ليست لديهم القدرة على الإبلاغ عن تلك الجرائم، أو يتعرضون للتهديد في حالة اللجوء للشرطة.

وأكد حرص القيادة العامة للشرطة على الالتزام بالشفافية في التعامل مع الضحايا والتحاور معهم حول الإجراءات القانونية الخاصة بقضاياهم.

تويتر