قيّده أحدهما وطعنه الآخر بقطعة زجاج.. وشاهد عيان رصد الجريمة
اتهام شابين بقتل صديقهما تحت تأثير الخمور
ألقت الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، في شرطة دبي، القبض على شخصين صوماليين قتلا صديقهما من الجنسية نفسها، بسبب اختلاف وقع بينهم وهم تحت تأثير الكحوليات، وتركاه غارقا في دمائه داخل بناية في منطقة النخيل في دبي، وفق شاهد عيان أبلغ الشرطة بالجريمة التي شاهدها من بعد، دون أن ينتبه إليه القاتلان.
وقال مدير الإدارة العامة للتحريات العميد خليل إبراهيم المنصوري، إن القضية بدأت يوم 16 شهر سبتمبر الماضي، حين تلقت غرفة القيادة والسيطرة بالإدارة العامة لعمليات شرطة دبي، بلاغاً بتعرض أحد الأشخاص للاعتداء في إحدى البنايات في منطقة النخيل، من قبل شخصين يحملان ملامح إفريقية، وقال المبلغ (م.أ) من دولة آسيوية، إنه كان يمر في المنطقة وسمع صراخاً وصوت استغاثة وصيحات تدل على وقوع مشاجرة عنيفة، وعندما اقترب من المكان شاهد شخصين يسحبان ثالثاً إلى مدخل البناية أمام المصعد، وطوقه أحدهما فيما كسر الثاني كأسا زجاجية وطعنه في أنحاء متفرقة من جسده، حتى خارت قواه وسقط أرضاً، فتركاه يسبح في دمائه وفرا هاربين.
وفور تلقي البلاغ، انتقل نائب القائد العام لشرطة دبي اللواء خميس مطر المزينة برفقة مدير التحريات ورجال البحث الجنائي والأدلة الجنائية، وبعد معاينة مسرح الجريمة ودراسة سيناريو وقوع الجريمة وتحليل معطياتها وملابساتها من واقع إفادة الشاهد، شكل فريق بحث وتحرٍ لسرعة ملاحقة الجناة.
وأشار المنصوري إلى أن فريق العمل واجه تحديا في البداية، يتمثل في زيف هوية المجني عليه الموجود في صورة جواز سفر عثر عليها في ملابسه وتحمل بيانات غير حقيقية، لافتا إلى أن رجال البحث والتحري استطاعوا التوصل إلى هويته الحقيقية، وتبين أنه يدعى (م.ع) صومالي.
وأوضح أن «المجني عليه بدل اسمه وجواز سفره، وعاد إلى الدولة بعد أن أبعده والده قبل عامين، حيث تسبب في كثير من المشكلات، نتيجة إدمانه المشروبات الكحولية، على الرغم من أنه في مقتبل العشرينات، وبعد وفاة والده وتأزم الأوضاع في بلده رق قلب أمه وأرادت أن توفر له حياة آمنة، بعيدا عن مخاطر الحرب، فاستخرجت له جواز سفر باسم جديد وجلبته إلى الدولة، معتقدة أن قضاءه عامين بعيدا عن الدولة كفيل بإعادته إلى الطريق القويم». لافتاً إلى أن «حسابات الأم كانت خاطئة، حيث عاد الشاب إلى الدرب نفسه حتى قاده سلوكه إلى نهاية مأساوية على يد أصدقاء السوء»، على حد تعبير المنصوري.
إلى ذلك، قال نائب مدير الإدارة العامة للتحريات لشؤون البحث والتحري المقدم سالم الرميثي، إن فريق العمل استطاع خلال فترة وجيزة تحديد علاقات المجني عليه من واقع سلوكه، بوساطة قسم تحليل المعلومات والأساليب الإجرامية، إذ اشتبه في المدعو (ع.م) من جنسيته نفسها، بعد أن تطابقت أوصافه مع تلك التي أدلى بها الشاهد، واستدل على مقر سكنه في إمارة عجمان.
ومن خلال التنسيق مع شرطة عجمان، بعد اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وفي صباح يوم 18 سبتمبر الماضي، ألقي القبض على المشتبه فيه بمقر سكنه، وبمواصلة البحث والتحري تمكن الفريق من تحديد هوية المتهم الثاني، ويدعى (ع.ع) صومالي، ويقطن أيضاً في إمارة عجمان وبعد اتخاذ الإجراءات القانونية، تم إعداد كمين مشترك مع شرطة عجمان، بالقرب من موقع سكنه في منطقة النخيل، حيث شوهد وهو يترجل من سيارته متوجهاً إلى إحدى البنايات السكنية، فأطبق عليه عناصر الكمين قبل أن يتمكن من الهرب.
وباستجواب المتهم (ع.ع)، اعترف بارتكاب الجريمة، بعد أن لعبت الخمر برؤوسهم، مبينا أن الخلاف احتد بينهم وتطور إلى حد التشابك بالأيدي، وعاونه صديقه (ع.م) على تقييد حركة المجني عليه وطعنه بزجاج الكأس، بعد أن كسرها وعندما خارت قواه وسقط أرضاً هربا من المكان وتركاه ينازع الموت.
وأوضح نائب القائد العام لشرطة دبي اللواء خميس مطر المزينة، أن الكوادر الشابة من ضباط البحث الجنائي أثبتوا كفاءة في حل غموض القضايا الكبرى في زمن قياسي، بعد تأهيلهم فنياً ومهنياً، من خلال دراسات دبلوم البحث الجنائي، ثم باشروا تطبيقها ميدانيا، لافتا إلى أن هروب الجناة بعد ارتكاب جرائمهم لم يعد يشكل عائقا أمام هذا الجيل من الضباط الذي طورت أدواته وثقافته.
وناشد مدير الإدارة العامة للتحريات العميد خليل إبراهيم المنصوري أفراد المجتمع سرعة إبلاغ الجهات الأمنية المختصة، بمجرد رصد أو مشاهدة هذه الجرائم في بداية وقوعها، لتفادي النتائج الخطرة التي تنجم عنها، مثل مقتل هذا الشاب. لافتا إلى أن التعاون مع الشرطة واجب على الجميع.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news