المتهم كان على علاقة مباشرة مع عضو في قائمة الـ 33 متهماً

خلفان: كندا قبضت على أحد المتورّطـين في اغتيال المبحوح

خلفان أصيب بخيبة أمل لعدم تنسيق الجانب الكندي مع دبي. تصوير: أسامة أبوغانم

قال القائد العام لشرطة دبي الفريق ضاحي خلفان تميم، إن السلطات الكندية قبضت أخيراً على أحد المتورطين في اغتيال قيادي حركة حماس محمود المبحوح في دبي في يناير الماضي.

وأضاف خلفان على هامش مؤتمر أكاديمي بدأت فعالياته أمس في أكاديمية شرطة دبي، أن «المتهم المقبوض عليه كان على علاقة مباشرة مع مشتبه فيه آخر رافق المبحوح أثناء استخدام المصعد الكهربائي قبل أن يتوجه إلى غرفته في الفندق، وكان يرتدي ملابس رياضية بيضاء اللون ويحمل مضرب تنس أرضيا وتصرّف، وكأنه أحد رواد الفندق».

ورجّح خلفان أن «يكون المشتبه فيه من بين المجموعة التحضيرية التي قدمت إلى الدولة وغادرتها قبل تنفيذ الجريمة»، معتبراً «مسألة القبض عليه تطوراً مهماً في مسار القضية، وربما تفيد التحقيقات».

وأشار إلى أن المشتبه فيه من ضمن قائمة تضم 33 متهماً بالتورط في اغتيال المبحوح، وقبضت عليه السلطات الكندية وفق طلب الانتربول الذي أدرج قائمة المتهمين في نشرة حمراء دولية، مبيناً أنه يخضع حالياً للتحقيق من جانب الجهات المعنية في كندا.

وأوضح خلفان أنه علم بنبأ الاعتقال بشكل غير رسمي من السفير الكندي خلال زيارة الأخير إلى شرطة دبي، لكنه انتظر الإعلان الرسمي من جانب السلطات الكندية عن القبض على المشتبه فيه، لتبدأ عملية التنسيق مع الجهات المعنية هناك حول مسار التحقيقات.

فيما نقلت وكالة رويترز للأنباء عن خلفان قوله إنه أصيب بخيبة أمل بسبب عدم تلقّي تفاصيل أو معلومات حتى الآن من الجانب الكندي حول اعتقال المشتبه فيه، قائلاً «نحن نحتاج إلى توضيح تفصيلي من السلطات الكندية في هذه المسألة التي تستلزم قدراً أكبر من الشفافية».

ومن جانبها، لم تعلق السلطات الكندية على تصريحات خلفان، فيما يعد المعتقل لديها هو ثاني شخص يرتبط بشكل مباشر بجريمة اغتيال المبحوح، بعد القبض على مشتبه آخر في بولندا قبل شهور عدة.

وأشار خلفان إلى أن ثمة تنسيقاً سيتم مع الجانب الكندي لطلب مزيد من المعلومات حول المشتبه فيه، والاطلاع على مسار التحقيقات، والنظر في مسألة تسليمه إلى السلطات الإماراتية للتحقيق معه في الجريمة التي وقعت على أرض دبي مطلع العام الجاري، لافتاً إلى أن ملف القضية لن يغلق طالما ان هناك متهمين هاربين، متابعاً «لقد أبلغت بأن كندا سترسل مندوبا لإطلاع دبي على مزيد من التفاصيل حول عملية القبض ومسار التحقيقات، لكن لا أعرف تحديداً متى سيرسلون هذا المندوب وكيف سيتم التنسيق».

وكان المتهمون في جريمة اغتيال محمود المبحوح دخلوا إلى دبي مستخدمين جوازات سفر أوروبية واسترالية صحيحة ما أثار ردة فعل غاضبة في الأوساط الأوروبية، بعدما تأكد اختراق أجهزة حساسة، والحصول على وثائق مهمة مثل جوازات السفر، خصوصاً في ظل تأكيد القائد العام لشرطة دبي الفريق ضاحي خلفان تورط «الموساد» في القضية.

وجدد خلفان تأكيده أمس تورّط الموساد الإسرائيلي في القضية، مشيراً إلى أنه أعلن ذلك من البداية بناء على أدلة شرطة دبي، ووفق استراتيجية دبي التي تعتمد الوضوح والصدق مهما كانت العواقب.

ولفت إلى أنه «من الطبيعي في مثل تلك القضايا أن يتعرض رجل الأمن لضغوط أو تهديدات من أجل عدم الإعلان عن التفاصيل أو تورط جهة ما»، مشيراً إلى أنه تحدث عن تلك الضغوط في بداية الإعلان عن القضية ولم يثرها مجدداً، كما أنها لم ترتبط بتطور حدث أخيراً في مسار التحقيقات.

وأكد خلفان أن معظم رجال الأمن والبحث الجنائي الذين يعملون في قضايا كبرى تتعلق بالجريمة المنظمة، مثل المخدرات والاغتيالات يتعرضون لهذه الضغوط في جميع دول العالم.

يذكر أن شرطة دبي أعلنت أسماء المتورطين في اغتيال المبحوح، ووثقت أسانيدها بتسجيلات عالية الجودة لكاميرات المراقبة الأمنية التي رصدت وصول أفراد فرقة الاغتيال تباعاً، وشرحت بشكل دقيق كيف تواصلوا سوياً منذ ساعة وصولهم وحتى مغادرتهم، كما أعلن خلفان تباعاً عن تفاصيل حول متورطين جدد، وسبل تمويل عملية الاغتيال، وكيفية إجراء الاتصالات بطريقة مبتكرة تحول دون تتبّعهم.

وأثبتت شرطة دبي أن المبحوح حقن بعقار «سكسينيل كولين» الكفيل بشل حركة فيل أو حيوان شرس خلال ثلاث دقائق، ويستخدم هذا العقار في عمليات الإعدام بالحقن، وذلك قبل خنقه من جانب قاتليه بغرفته في فندق البستان روتانا يوم 19 يناير الماضي.

تويتر