الطرد المفخّخ قدم من صنعاء عبر الدوحة
شرطة دبي تفكّـك طابعــة تحوي مـتفجرات على متـن طائرة متجهة إلى أميركـا
أعلنت شرطة دبي، أمس، أن الطرد الذي ضُبط في مطار دبي على متن طائرة شحن تابعة لشركة «فيدكس»، قادماً من اليمن الى الولايات المتحدة، كان يحتوي على متفجرات ومزوداً بنظام تفجير، يحمل خصائص مشابهة لأساليب سابقة نفذها تنظيم «القاعدة» فيما اعلنت بريطانيا، امس، ان العبوة الناسفة التي عثر عليها على متن طائرة شحن متجهة إلى الولايات المتحدة في مطار بريطاني كانت «صالحة للاستخدام» وكان يمكن أن تسقط طائرة اذا انفجرت، بينما اعتبرت الولايات المتحدة ان المتفجرات التي عثر عليها في الطردين، تحمل «بصمات القاعدة»، وفي صنعاء اعلن مسؤول امني اعتقال امراة يشتبه في ضلوعها في قضية الطرود المفخخة.
وأبلغ القائد العام لشرطة دبي الفريق ضاحي خلفان تميم «الإمارات اليوم» بأن التحقيقات التي أجرتها شرطة دبي كشفت أن «الطرد المشبوه» عبارة عن طابعة كمبيوتر تحتوي على مواد متفجرة وضعت في الحبر الخاص بالطابعة، وأعدت بطريقة احترافية تعمل من خلال دائرة كهربائية تتصل بشريحة هاتف نقال أخفيت داخل الطابعة، موضحاً أن المواد التي احتوتها الطابعة هي «بي تي إي إن» و «إيزايد الرصاص» وهي مادة بالغة التدمير وتستخدم في صواعق التفجير.
وأضاف خلفان أن الخبراء الأمنيين التابعين لشركة فيدرال إكسبريس الأميركية للشحن الجوي «فيدكس» لم يستطيعوا كشف موقع وطبيعة الطرد المتفجر، على الرغم من مروره عبر دولتين، هما اليمن ودولة خليجية أخرى، لكن فريق البحث في دبي استطاع التوصل إلى الطرد، وأبطل خبراء المتفجرات مفعول العبوة.
وأظهرت التحقيقات أن الأسلوب المستخدم في تجهيز العبوة يحمل خصائص عمليات مشابهة نفذتها تنظيمات إرهابية، منها «القاعدة».
وذكر خلفان أن الاستجابة السريعة من جانب شرطة دبي ساعدت على إحباط عملية إرهابية كانت محتملة الحدوث في الجهة المقصودة داخل الولايات المتحدة، مؤكداً أن الطرد الملغوم كان يمكن ان ينفجر في الطائرة.
وأعلنت الهيئة العامة للطيران المدني في الدولة أن الشحنة التي تم اكتشافها في مطار دبي، أمس، تم شحنها من صنعاء على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية القطرية كانت متجهة إلى الدوحة، ومن ثم تم شحنها على الخطوط القطرية من الدوحة إلى دبي، حيث تم اكتشافها بعد الاشتباه فيها، وإجراء الفحوص المخبرية اللازمة بشأنها، التي أثبتت أنها تحتوي على مواد متفجّرة.
وكانت شرطة دبي أفادت في بيان، أمس، أنها تلقت معلومات عن طريق الاتصال الدولي تفيد باحتمال وجود مواد متفجرة مخفية في طرود بريدية قادمة من اليمن عبر شركة «فيدكس» إلى مطار دبي الدولي، وتمت الاستجابة فوراً لتلك المعلومات والتثبت من صحتها، وكُشف الطرد المتفجر قبل أن يغادر إلى وجهته.
الى ذلك، صرح المدير العام لهيئة الطيران المدني في الدولة سيف محمد السويدي لـ«الإمارات اليوم» بأن الشحنة المتفجرة كانت معدة للتفجير في الولايات المتحدة وليس في الطائرة نفسها، موضحاً ان التقنية المتبعة هذه المرة جديدة وغير مألوفة سابقاً.
وأوضح أن سلطات المطار اكتشفت الشحنة بعد وصولها الى مطار دبي مباشرة قادمة من اليمن، اثناء تفتيشها بشكل دقيق قبل صعودها الى الطائرة لنقلها على متن الطائرة المتجهة الى الولايات المتحدة، كما هو متبع في حال وصول شحنة من اي جهة الى اي مطار من مطارات الدولة في طريقها الى جهة ثالثة، اذ يتم تفتيشها تفتيشاً دقيقاً قبل نقلها إلى الطائرة.
ونفى السويدي وجود أي شحنات متفجرة على متن طائرة «طيران الإمارات» التي وصلت الى الولايات المتحدة أول من أمس، وقال ان سلطات الطيران المدني ابلغت نظيرتها الأميركية منذ البداية ان الطائرة التابعة لـ«طيران الإمارات» لا تحمل اي شحنة قادمة من اليمن، لافتاً الى ان مصدر الأنباء التي أوردتها الولايات المتحدة بشأن وجود شحنة من اليمن على متن طائرة «طيران الإمارات»، غير معروف.
لندن: الطرد مفخخ
وفي لندن أكدت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي، أمس، أن الطرد المفخخ الذي تم العثور عليه، أول من أمس، في مطار «إيست ميدلاندز» بوسط انجلترا، كان «معداً للتفجير وكان يمكن أن ينفجر».
وقالت ماي في ختام اجتماع لجنة الطوارئ البريطانية «كوبرا» «لقد انتهى تحقيقنا الأولي ويمكنني أن أؤكد أن الشحنة كانت معدة للتفجير وكان يمكن أن تنفجر».
وأوضحت أن الهجوم كان يمكن أن يستهدف طائرة «وكانت ستتحطم في هذه الحال»، وقالت الوزيرة «لا نعتقد ان منفذي الهجوم كان يمكن ان يعلموا اين العبوة في موعد التفجير المزمع».
وأضافت «ليس لدينا في المرحلة الراهنة أي معلومات توحي بأن ثمة هجوماً اخر وشيكاً». وأكدت أن مستوى الإنذار في بريطانيا الذي رُفع في يناير الى «خطير»، لم يتبدل، موضحة أن «هذا يعني انه من المحتمل جداً شن هجوم ارهابي في هذا البلد. ولا نفكر في تغيير مستوى الإنذار حالياً».
من جهتها، أكدت وزيرة الأمن الداخلي الأميركية جانيت نابوليتانو، أن المتفجرات التي عثر عليها في طردين مشبوهين في دبي وبريطانيا، تحمل «بصمات (القاعدة)»
وقالت لقناة «سي.إن.إن» الأميركية «نحن نعرف أن مدبري هذا العمل الذي يحمل بصمات تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، يفعلون ما في وسعهم لاختبار نظامنا الأمني».
وكانت الوزيرة قالت في وقت سابق لقناة «فوي نيوز» إن الطردين المشبوهين لايزالان يخضعان لـ«تحاليل».
وأضافت أن تلك «التحاليل يجب أن تتم من قبل خبراء علميين، والتحاليل جارية».
أوباما يتوعّد «القاعدة»
وفي البيت الأبيض أعرب الرئيس الأميركي باراك أوباما عن تصميمه على «تدمير» تنظيم القاعدة في اليمن، مؤكداً وجود «تهديد إرهابي حقيقي» يطال أميركا.
وقال «أريد ان أُعلم الأميركيين بتهديد ارهابي حقيقي يطال بلدنا»، واضاف ان «فحصاً دقيقاً لهذين الطردين يدل على انهما يحويان، على ما يبدو، على متفجرات».
وأوضح أن هذين الطردين كانا موجهين الى «اماكن عبادة يهودية في شيكاغو»، معقله الانتخابي، اذ من المقرر ان يوجد في اطار جولة اخيرة على الولايات الأميركية قبل الانتخابات التشريعية المقررة الثلاثاء المقبل.
وقال «سنواصل تعزيز تعاوننا مع الحكومة اليمنية بهدف احباط اعتداءات جديدة وتدمير تنظيم القاعدة، في شبه الجزيرة العربية». وأعلن البيت الأبيض، أول من أمس، ان أوباما ابلغ مساء الخميس الماضي بـ«تهديد ارهابي محتمل» يستهدف الولايات المتحدة، واتخذت هذه المعلومات أبعاداً دولية بإنذارات أطلقت في دبي وأوروبا والولايات المتحدة.
اليمن يحذر
وكان وزير الخارجية اليمني أبوبكر القربي أكد، الاثنين الماضي، ان ما بين 300 و400 عنصر من «القاعدة» ينشطون بشكل فاعل في محافظات يمنية عدة.
وأكدت صحف بريطانية عدة أن جهاز الاستخبارات البريطاني (إم آي 6) ابلغ الولايات المتحدة بالتهديد.
وقالت صحيفة «ديلي تلغراف» ان الاستخبارات البريطانية اكتشفت وجود طرود بفضل معلومات قدمها احد عملائها المسؤولين عن شؤون اليمن، فيما ذكرت «الغارديان» أن الاستخبارات البريطانية ابلغت واشنطن بالأمر على الفور. وفي اطار الإجراءات الأمنية المعززة، تم تفتيش طائرتين متوقفتين في مطار فيلادلفيا ونيوآرك، أول من أمس.
وقبل ساعات رافقت مقاتلات كندية ثم طائرات «إف-15» اميركية طائرة ركاب متجهة من دبي الى نيويورك.
الطردان يحويان مادة البنتريت شديدة الانفجار
أفادت وسائل إعلام أميركية بأن الطردين المشبوهين، يبدو أنهما يحتويان على مادة البنتريت الشديدة الانفجار، وهي المادة التي استخدمت في محاولة الهجوم على رحلة جوية بين امستردام وديترويت في ديسمبر .2009 وأوردت شبكة «اي.بي.سي» نقلاً عن مسؤولين اميركيين، أن الطرد الذي ضبط في بريطانيا على متن طائرة شحن كان يحوي طابعة بدا أن شكل محبرتها تغير، كما كانت هذه المحبرة تحوي مسحوقاً أبيض مثيراً للريبة. واعتبر المسؤولون ان هذا المسحوق الأبيض قد يكون من مادة البنتريت. وهذه المادة التي يمكن تفعيلها بواسطة صاعق او بفعل حرارة شديدة الارتفاع، هي نفسها التي خبأها عمر فاروق عبدالمطلب داخل سرواله الداخلي في محاولته الفاشلة لشن اعتداء على الرحلة الجوية يوم عيد الميلاد العام الماضي. كما تم اكتشاف مادة البنتريت داخل حذاء البريطاني ريتشارد ريد، المتهم بمحاولة إشعال مواد متفجرة مخبأة داخل حذائه على متن رحلة جوية بين باريس وميامي في ديسمبر .2001 وبحسب هؤلاء المسؤولين الاميركيين، فإن الطرد الثاني الذي اكتشف في دبي كان يحوي هواتف نقالة وقطعاً أخرى يبدو أنها «صواعق تفجير ومؤقتات». واشنطن ــ أ.ف.ب
صنعاء تضبط 26 طرداً وتعتقل موظفي شحن
ضبطت السلطات اليمنية، أمس، 26 طرداً مشبوهاً، واعتقلت موظفين في شركات نقل جوي وفي قسم الشحن في مطار صنعاء الدولي. وقال مصدر قريب من التحقيق طالباً عدم كشف اسمه، إن السلطات ضبطت 26 طردا مشبوها ويجري التدقيق فيها حالياً. وأضاف أنه تم توقيف موظفين في شركات نقل جوي وقسم الشحن في مطار صنعاء لاستجوابهم، من دون أن يحدد عدد الموقوفين. وأوضح أن ضبط الطرود وتوقيف الموظفين يندرج في إطار التحقيق الذي تجريه السلطات اليمنية اثر ضبط طردين في دبي وبريطانيا قادمين من اليمن يحويان متفجرات. وكان مصدر رسمي في صنعاء أعلن فتح تحقيق، مؤكداً أن «اليمن سيواصل جهوده في مجال مكافحة الإرهاب والتعاون مع المجتمع الدولي». صنعاء ــ أ.ف.ب
«يو بي إس» و«فيدكس» تعلّقان الشحن من اليمن
علقت الشركتان الأميركيتان للبريد السريع «يو بي إس» و«فيدكس» شحن البريد المرسل من اليمن بعد اكتشاف طردين مشبوهين على متن طائرتي شحن في دبي وانجلترا كانتا متجهتين الى الولايات المتحدة. وقالت «فيديكس» في بيان، أول من أمس، «الشحنة كانت قادمة من اليمن. وفي إطار إجراءات أمنية مشددة، علقت (فيدكس) كل شحناتها المرسلة من اليمن». وأضافت الشركة مبررة إجراءها أن «السلطات المحلية وبالتعاون مع مكتب التحقيقات الفيدرالي اكتشفت طرداً مشبوهاً في مكاتب (فيدكس) في دبي». وأعلنت «يو بي إس» أيضاً تعليق شحناتها المرسلة من اليمن للأسباب نفسها. وقالت في بيان «لأن القضايا الأمنية ترتدي أهمية كبرى، تعلق (يو بي اس) فوراً خدماتها انطلاقاً من اليمن». وقال خبراء إن قرار «فيدكس» و«يو بي اس» يفترض الا يؤثر في الشركتين، بل سيترجم بإجراءات أمنية مشددة وعمليات مراقبة للطرود القادمة من المنطقة.واشنطن ــ أ.ف.ب |
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news