«العيدية» تستدرج عصابة سرقت أموالاً ومجوهرات بـ 13 مليون درهم
ألقت الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي، القبض على عصابة تتكون من أربعة رجال، وامرأة نفذوا ثماني جرائم سرقة منازل وسطوا على مجوهرات وأموال تقدر بنحو 13 مليون درهم، ثم فروا هاربين إلى دولة عربية إفريقية، لدراسة مسرح الجريمة عن بعد، انتظاراً للعودة مجدداً، لأخذ المسروقات التي اودعوا جزء منها لدى أحد أفراد العصابة لم يغادر الدولة.
ووفقاً لمدير الإدارة العميد خليل ابراهيم المنصوري، فإن شرطة دبي «نفذت خطة نوعية للتعامل مع هذه القضية حملت اسم (العيدية) لضبط اللصوص، قبل إجازة عيد الأضحى، إذ استدرجت اللصوص للعودة إلى دبي بعد مغادرتهم، وسهلت عودتهم ضمن كمين متعدد المراحل، استغرق نحو شهرين، وسمحت بمرور أحدهم في مطار دبي كان بحوزته 50 طلقة نارية».
وأوضح المنصوري أن شرطة دبي تلقت بلاغات عدة عن سرقات مساكن في شهر رمضان الماضي، كان آخرها بلاغ عن سرقة خزينتين من منزل يحتويان على مجوهرات تصل قيمتها لنحو 6.5 ملايين درهم.
وأضاف في مؤتمر صحافي تحدث فيه عدد من الضباط في شرطة دبي، شارحين ملابسات القضية، أن الأسلوب الذي استخدمه «التشكيل العصابي» كان واحداً في جميع الجرائم، وهو اختيار المنازل الخالية من السكان خلال فترة الغروب، ونقل الخزائن كاملة منها وكسرها في منطقة صحراوية بعيدة، والاستيلاء على ما فيها من مجوهرات وأموال.
عصابة
وقال نائب مدير الإدارة العامة للتحريات لشؤون المراكز والمخافر العقيد محمد ناصر عبدالرزاق، إن الدوريات الأمنية التابعة لمركز شرطة دبي سجلت ملاحظات مهمة في القضية، ورجحت أن مرتكبي جميع السرقات «يعملون في تشكيل عصابي واحد، فتم تكليف فرق بحثية متخصصة لملاحقة الجناة والقبض عليهم».
وأضاف أن الدوريات الجنائية «رصدت سيارة كانت تحوم حول (الفيلا) التي تعرضت للسرقة الثامنة، فتم الاشتباه في أنها تابعة لمكتب إيجار، وتم تحديد مصدرها فعلياً».
وأشار إلى أن فريق العمل في القضية راجع مكتب التأجير وحصل على بيانات مستأجر السيارة ومواصفاته، «وتبين أنه حضر إلى المكتب برفقة آخرين ذوي ملامح إفريقية، وتأكد فريق البحث من أنهم غادروا في يوم البلاغ نفسه إلى دولة إفريقية عربية وليس إلى بلادهم».
ملاحقة
أوضح نائب مدير الإدارة العامة للتحريات لشؤون البحث الجنائي المقدم سالم الرميثي، أن الإدارة العامة للتحريات قررت تبني استراتيجية جديدة في هذه القضية تعتمد على ملاحقة الجناة أثناء وجودهم في الخارج، لافتاً إلى تكليف ثلاثة ضباط بالانتقال إلى تلك الدولة وإجراء التحريات اللازمة بالتنسيق مع الجهات المختصة هناك.
وأضاف أن العناصر المكلفة بالمهمة تمكنت من تحديد محل إقامة أفراد العصابة في فندق هناك، وراقبوهم جيداً لتحديد ما إذا كان بحوزتهم مجوهرات، وتقرر عدم استعجال القبض عليهم في تلك الدولة لثقة فريق البحث الجنائي بأن العصابة تستخدم أسلوب «الكر والفر»، وأنهم سيعودون إلى دبي لاستعادة المسروقات، وتنفيذ جرائم أخرى، خلال إجازة عيد الأضحى.
علاقات
تابع مدير إدارة البحث الجنائي في شرطة دبي المقدم احمد حميد المري، أن فريق البحث المكلف بالقضية رصد علاقات العصابة في الداخل وتوصل إلى مواطن له علاقات تجارية مع زعيم العصابة، فتم الاتصال بشكل غير مباشر مع هذا المواطن، وتأكد عدم علمه بالأنشطة غير المشروعة لزعيم العصابة، وعلم رجال البحث الجنائي أن زعيم العصابة طلب من المواطن توفير تأشيرة إقامة له في دولة الإمارات لأنه لا يريد الدخول بتأشيرة زيارة.
وأضاف المري أن فريق العمل سهّل إصدار تأشيرة الإقامة لزعيم العصابة من خلال التنسيق مع الجهات المعنية، ووفرت له التأشيرة في غضون ثلاثة أيام فقط، بهدف استدراجه إلى الدولة، وبالفعل وصل الزعيم واتصل بأعضاء عصابته ووفر لهم تأشيرات حتى عادوا أخيراً إلى دبي يوم الجمعة الماضي، لمعاودة نشاطهم خلال فترة عيد الأضحى.
مراقبة
520 دورية قال العميد خليل ابراهيم المنصوري، إن جهات عدة أسهمت في تنفيذ خطة التحريات، بينها الإدارة العامة لأمن المطارات التي لم تقبض على أحد أفراد العصابة، على الرغم من العثور على 50 طلقة نارية بحوزته أثناء دخوله إلى دبي، وسمحت له بالمرور بالاتفاق مع إدارة التحريات، بالإضافة إلى وزارة العمل التي سهلت استصدار تأشيرات إقامة ودخول لأفراد العصابة. وذكر المنصوري، أن نحو 400 دورية عسكرية تراقب مناطق الاختصاص في دبي على مدار الساعة، بالإضافة إلى 120 دورية تابعة للتحريات، مؤكداً أن نشر هذا العدد من الدوريات لا يلغي ضرورة احتياط أفراد المجتمع لأموالهم وممتلكاتهم. |
أفاد أحد أفراد فريق العمل في القضية، وهو نائب مدير إدارة البحث الجنائي الرائد سعيد العيالي، بأنه بمجرد وصول أفراد العصابة إلى دبي تم وضعهم تحت المراقبة على مدار الساعة وتم رصدهم أثناء محاولة بيع قطع مجوهرات إلى متجر في دبي.
وتابع «بعد إحكام الكمين جيداً، وتحديد أماكن المجوهرات تم القبض على زعيم العصابة أثناء خروجه من إحدى شركات الطيران، واعترف بجرائمه وأرشد إلى بقية أفراد العصابة التي تتكون من شخصين وامرأة من ساحل العاج، وشخص من غينيا كما قبض على شخص رابع من ساحل العاج يقيم في منطقة ديرة، وعثر بحوزته على حقائب عدة تحوي كميات كبيرة من المجوهرات حصيلة مسروقات العصابة».
وتبين مطابقة بصمات أفراد العصابة مع تلك الموجودة في المنازل المسروقة، والسيارة المستأجرة.
وأشار العيالي إلى أن صاحبة الفيلا، التي سرقت منها مجوهرات بستة ملايين ونصف المليون درهم، لم تصدق أن مجوهراتها عادت إليها مجدداً، وسجدت شكراً لله حين رأت المجوهرات التي كانت تكفي لفتح متجر.
لمشاهدة المخطط التوضيحي يرجى الضغط على هذا الرابط