الزفين: 90٪ من سائقي الدراجات الترفيهيـة تعرّضوا لحوادث
رصدت الإدارة العامة للمرور في شرطة دبي تجاوباً من جانب فئة من الشباب هواة قيادة الدراجات الترفيهية مع مبادرة «صحراء بلا دماء»، وباتوا حريصين على ارتداء الخوذات والملابس الواقية قبل ركوب دراجاتهم.
وقال مدير الإدارة، اللواء مهندس محمد سيف الزفين، لـ«الإمارات اليوم» إن ما لا يقل عن 90٪ من سائقي تلك الدراجات تعرضوا لحوادث متباينة، مشيرا إلى أن منهم شباباً أصيبوا بإعاقات مستديمة جراء تلك الحوادث ويعانونها بشكل مستمر.
وتفصيلاً، أكد الزفين أنه رصد خلال زيارتين في يومين متتالين إلى منطقة الورقاء، التي يقبل الشباب على قيادة الدراجات الترفيهية فيها، تجاوباً من جانب فئة كبيرة من الشباب مع مبادرة «صحراء بلا دماء»، لافتاً إلى أن رعاية سمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس هيئة الثقافة والفنون في دبي، للمبادرة حفّز هؤلاء الشباب على إعادة النظر في سلوك القيادة داخل الصحراء.
وأضاف أن «كثيراً من ممارسي هذه الهواية وكذا الآباء لا يدركون خطورتها، ويعتقدون أن قيادتها في الصحراء لا تشكل خطورة قيادة المركبة على الطرق العادية ما يعرّضهم لعواقب غير مأمونة، مؤكداً أن الشخص لا يمكن أن يتخيل نتيجة الحادث إلا إذا تعرض له».
وأشار الزفين إلى أنه «التقى أخيراً شباباً تعرضوا لحوادث مأساوية بالدراجات الترفيهية أحدهم أصيب بكسر في الظهر وعمره 19 عاماً، وظل يتلقى العلاج لمدة شهر ونصف الشهر في أوروبا، وعانى بعدها إعاقة دائمة أثرت فيه كثيراً على الجانبين النفسي والاجتماعي».
وتابع أن الإشكالية في هذه المسألة تكمن في عدم وجود ضوابط محددة للقيادة داخل الصحراء، موضحاً أنه تحفظ على ترخيص الدراجات الترفيهية بسرعتها الحالية التي تصل إلى 120 كيلومتراً في الساعة، معتبراً أن الأولى كان العمل بمبدأ «ما لا يدرك كله لا يترك كله» وإذا كان ضرورياً ترخيص هذه الدراجات فعلى الأقل توضع شرط عدم تجاوز سرعة 60 كيلومتراً في الساعة».
حب الصحراء أفاد اللواء مهندس محمد سيف الزفين، بأنه من خلال استقصاء آراء عدد من الشباب في منطقة الورقاء الرملية، تبين أنهم لا يفضلون ممارسة تلك الهواية في مضمار داخل المدينة، مؤكدين أنهم يحبون الصحراء كما هي، ويستمتعون بالقيادة فيها وإلا مارسوا هوايتهم في طرق عادية. وأشار إلى أن الدوريات المرورية صادرت أول من أمس، دراجتين غير مرخصتين، وحضر شاب إلى الإدارة يريد استعادة دراجته التي كانت بحوزة شقيقه وعمره 31 عاماً، مشيرا إلى أن ثمنها يصل إلى 30 ألف درهم، ومضى على شرائها يومان فقط، لكن لم يسمح له باستعادتها لمخالفة سائقها، فضلا عن خطورة وجود أطفال في المكان. وحول علاقة الأعمار بطبيعة الحوادث ونتائجها، قال الزفين إن الأطفال بالتأكيد أكثر تعرضاً لمخاطر حوادث الدراجات الترفيهية لقلة خبرتهم في القيادة وخفة وزنهم، ما يزيد من احتمالات سقوطهم من على الدراجات، مبيناً أن معظم الإصابات تكون في الرأس أو النخاع الشوكي. |
وأوضح أن السرعة عامل أساسي في معظم الحوادث لأن الشباب، ومنهم الذي التقاه أخيرا وأصيب بعاهة مستديمة كان يقود دراجته في الصحراء بسرعة تصل إلى 100 كيلومتر في الساعة، لافتا إلى أن هذه الدراجات غير مؤمنة بما يكفي للسير بهذه السرعة التي تعرض قائدها للتدهور والسقوط من على الدراجة، خصوصاً إذا كان يقودها في منحنيات ومرتفعات الصحراء.
وقال الزفين إنه من الصعب ضبط السرعة داخل الصحراء، إذ لا يمكن للشرطة أن تضع أجهزة رادار في الصحراء، لافتاً إلى أن البديل هو تحديد سرعة هذه الدراجات قبل ترخيصها حفاظاً على سلامة مستخدميها، موضحا أن سقوط الشخص من على دراجة وهو على سرعة ،60 تختلف عن سقوطه من سرعة 120 أو 100 كيلومتر في الساعة.
وأضاف أن أحد الشباب الذين التقاهم في إطار المبادرة، كان شاباً مواطناً في العشرينات، تدهورت دراجته وهو يقودها بسرعة وكسر ذراعه وعولج بتركيب شريحة حديدية في يده، لافتاً إلى أن الشاب عبر له عن مشكلات كثيرة يتعرض لها باستمرار بسبب هذه الشريحة حيث يتم إيقافه عند عبور بوابات كشف المعادن، ويضطر كل مرة إلى شرح ما تعرض له، فضلاً عن أن القطعة المعدنية في يده تنقل له حرارة الجو بسرعة خصوصاً في الشتاء.
وأفاد الزفين بأن نسبة لا تقل عن 90٪ من سائقي تلك الدراجات تعرضوا لحوادث راوحت بين البليغة والمتوسطة والبسيطة، ومع ذلك يصر كثير من الآباء على شرائها لأبنائهم لأن بعضهم يعتبرها مثل الدراجات الهوائية، وهذه الثقافة تنتقل إلى الأبناء وتنعكس على قيادتهم الدراجات الترفيهية.
وأكد أن تأثر الشباب بمبادرة سمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم سينعكس إيجاباً على مؤشر الوفيات والإصابات الناتجة عن الحوادث في دبي، لافتاً إلى عدداً يراوح بين سبعة و15 شخصاً يموتون سنوياً بسبب حوادث الدراجات الترفيهية، مشيرا إلى أن هذه المناطق لا تدخل في إطار اختصاصات «مرور دبي» ومع ذلك تضاف الوفيات إلى سجلات المرور.
وتتضمن مبادرة سمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم، التي حملت شعار «صحراء بلا دماء»، حملة توعية واسعة تشارك فيها خمس دوائر محلية، لتحذير المجتمع من المخاطر التي تنتج عن حوادث الدراجات النارية الترفيهية، التي تتسبب سنوياً في نحو 15 وفاة، من بينهم شباب وأطفال، إضافة إلى عشرات الإصابات التي تنتهي أحياناً بعاهات دائمة.
وتهدف الحملة إلى الوصول إلى القضاء تماماً على الوفيات التي تنتج عن الحوادث الصحراوية سنوياً، وتقليل الإصابات بنسبة 70٪، وملاحقة مخالفي معايير السلامة، وزيادة توعية الآباء بمخاطر الدراجات النارية.