النيران اشتعلت أثناء بيع ديزل بشكل غير شرعي والعثور على أشلاء بحّار

شبهة جنائية وراء حريق قاربين في الخور

فرق الإطفاء أثناء إخماد النيران. الإمارات اليوم

كشف مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي العميد خليل إبراهيم المنصوري، عن وجود شبهة جنائية في حريق قاربين خشبيين كبيرين في الخور قرب فندق انتركونتيننتال الثلاثاء الماضي.

وقال المنصوري لـ«الإمارات اليوم» إن الأجهزة المعنية بالبحث الجنائي بدأت تحقيقاً بعد العثور على بقايا جثة رجل في البحر على بعد 400 متر من موقع الحادث، تبين أنه كان يحاول الفرار من الحريق، ولكن مزقته مروحة قارب آخر كان يهرب من المكان.

وأضاف أن الواقعة بدأت حين تلقت غرفة العمليات بلاغاً عن اشتعال النيران في قارب كبير يرسو في الخور، إذ انتقلت فرق الدفاع المدني الى الموقع للتعامل مع الحريق. وقرر القائد العام لشرطة دبي الفريق ضاحي تميم إرسال فريق من الإدارة العامة للتحريات في شرطة دبي لمعاينة الواقعة.

وأشار المنصوري إلى أن التحقيقات أثبتت تورط قارب إيراني في بيع الديزل بشكل غير شرعي لقارب آخر، وأثناء عملية ضخ الوقود اشتعلت النيران في مولّد الشفط، وأمسكت بالقارب، ثم انتقلت منه إلى قارب آخر محمل بالبضائع.

إلى ذلك، أفاد مدير مركز شرطة الموانئ العقيد محمد جاسم الزعابي، بأن ثلاثة قوارب اشتركت في الحادث، الأول قارب إيراني كان في جهة البحر يليه قارب هندي كبير محمل بنحو 15 سيارة وبضائع أخرى، بعضها قابل للاشتعال، يليه قارب ثالث يرسو على الميناء مباشرة.

وأوضح أن طاقم القارب الثالث رغب في شراء ديزل من القارب الأول، فطلب من قارب البضائع الموجود في المنتصف السماح له بتمرير أنبوب لتمرير الديزل من خلاله، لافتاً إلى أن شرارة انطلقت من مولد الشفط في القارب الأول الإيراني أدت إلى اشتعال النيران فيه بسرعة نتيجة احتوائه على خزانات متهالكة بها بقايا ديزل وغازات ناتجة عنه.

وقال الزعابي إن قبطان القارب الثالث الذي كان يشتري الديزل بادر بإلقاء الأنبوب بسرعة على قارب البضائع الموجود في المنتصف، وفر هارباً من المكان، فيما انتقلت النيران بسرعة إلى قارب البضائع وانتشرت بقوة بسبب خزانات البترول في السيارات التي يحملها، إضافة إلى المواد الأخرى سريعة الاشتعال، موضحاً أن قبطان هذا القارب رفض مغادرة المكان، وانتظر فرق الدفاع المدني.

وأضاف أن طاقم القارب الإيراني حاول الهروب بدوره، فمزق الحبال، وألقى أنبوب الديزل، وحركته التيارات داخل المياه إلى أن تمكنت فرق الإنقاذ البحري التابعة لشرطة دبي من إعادته مجدداً حتى يتمكن رجال الدفاع المدني من إطفائه، مشيراً إلى أن بحارته حاولوا الهروب منه بالقفز في المياه، فأصيب اثنان منهم، وقتل ثالث، وهو إيراني، يدعى منصور حسين، ويبلغ 55 عاماً، نتيجة قفزه من مؤخرة القارب واصطدامه بمروحة أحد القوارب الأخرى التي مزقته تماماً، وحولت جثته إلى أشلاء تم إحالتها إلى الطب الشرعي تمهيداً لتسليمها إلى ذويه.

وأكد الزعابي أن هذه القوارب تخلو من إجراءات الأمن والسلامة، فضلاً عن أن بيع الديزل بهذه الطريقة البدائية يزيد من احتمالات وقوع الحوادث واشتعال النيران، موضحاً أن بعض القوارب الإيرانية تحمل كميات إضافية من الديزل على سبيل الطوارئ، لكنها تبيعها لقوارب أخرى بأسعار أرخص.

وقال مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية العميد خليل إبراهيم المنصوري، إن شرطة دبي تحرص على وقف هذه المخالفات من خلال التنسيق مع الدوائر المختصة، لافتاً إلى إحالة طاقم القاربين الأول والثالث إلى النيابة العامة بتهمة الإهمال والتسبب في الحريق الذي أسفر عن إصابة شخصين ووفاة ثالث.

وناشد المنصوري أصحاب وطواقم هذه القوارب شراء الديزل من مصادر شرعية آمنة، لتجنب حوادث تضر بالسلامة العامة وتؤدي إلى وقوع خسائر في الأرواح، مؤكداً أنه سيتم ضبط المخالفين وإحالتهم إلى الجهات المختصة للتحقيق معهم.

تويتر