مراكز الإيواء قدمت إليهم رعاية صحية ونفسية واجتماعية

تأهيل 124 امــرأة وطفــلاً تعـرضوا لاستغلال جنسي

مراكز الإيواء تعمل وفق رسالة وطنية للقضاء على حماية ضحايا الاتجار في البشر والاستغلال الجنسي. الإمارات اليوم

أفادت المديرة التنفيذية لمراكز إيواء ضحايا الاتجار في البشر في الدولة سارة شهيل، بأن المراكز استقبلت 124 حالة من نساء وأطفال تعرضوا للاستغلال الجنسي ضمن جرائم الاتجار في البشر منذ عام 2009 حتى الآن، لافتة إلى أنه تم تقديم أوجه المساعدة والرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية لهؤلاء الضحايا وإعادة تأهيلهم وتسهيل عودتهم إلى بلادهم مرة أخرى.

موقف الدولة

أظهرت الدولة منذ سنوات التزامها بالعمل على مكافحة الاتجار في البشر، إذ وضعت استراتيجيات لمنع هذه الجريمة واتخذت عدداً من التدابير التشريعية لمنع ومكافحة الاتجار في البشر بموجب القانون الاتحادي رقم (51) من عام ،2006 ودعمت مبادرات الجهات المختصة بتقديم الرعاية اللازمة للضحايا، كما أنها تتعاون مع حكومات ومنظمات دولية خاصة بحقوق الانسان بما في ذلك اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة وبروتوكول الأمم المتحدة لمنع وقمع الاتجار في البشر، خصوصاً النساء والأطفال.


جريمة الاتجار

عرّف القانون الاتحادي رقم (51) من عام 2006 جرائم الاتجار في البشر بأنها تجنيد أشخاص أو نقلهم أو ترحيلهم أو استقبالهم بواسطة التهديد أو الاحتيال أو الخداع، أو إساءة استغلال حالة الضعف، أو بإعطاء أو تلقي مبالغ مالية أو مزايا لنيل موافقة شخص له سيطرة على شخص آخر لغرض الاستغلال، ويشمل الاستغلال جميع أشكال الاستغلال الجنسي أو استغلال دعارة الغير أو السخرة أو الخدمة قسراً أو الاسترقاق أو الممارسات الشبيهة بالاستعباد.

وأوضحت لـ«الإمارات اليوم» أن ضحايا جرائم الاتجار في البشر يتم استدراجهم من قبل عصابات من الخارج بالتعاون مع عناصر داخلية تنتمي لجنسيات الضحايا، إذ يتم إيهام الضحايا بوجود فرص عمل وهمية داخل الدولة، وبعد وصولهم يتم إجبارهم على العمل في ممارسة الرذيلة تحت وطأة التهديد والإيذاء، مشيرة إلى أن غالبية الضحايا حضروا إلى الدولة من خلال تأشيرات زيارة سواء عن طريق أصدقائهم أو ذويهم وأقاربهم الموجودين داخل الدولة، والبعض الآخر أتى إلى الدولة طواعية للبحث عن عمل ثم وقع فريسة لعناصر إجرامية، وذلك حسب ما كشفته ملابسات قضايا الاتجار في البشر في هذا الصدد.

وأشارت إلى أن هناك ثلاثة مراكز في أبوظبي والشارقة ورأس الخيمة تستقبل الضحايا من النساء والأطفال، وتوفر لهم المأوى والحماية، وسيتم إنشاء مركز إيواء جديد في أبوظبي بمواصفات عالمية خلال الفترة المقبلة، وهو مركز نموذجي ومثالي لتقديم المساعدة والرعاية لضحايا الاتجار في البشر. ولفتت شهيل إلى أن مراكز الإيواء تعمل وفق رسالة إنسانية ووطنية تستهدف القضاء على هذه الظاهرة من المجتمع والتعاون والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة بهدف الوصول إلى مجتمع خال من جميع أشكال العنف القائم على الجنس، وحماية النساء والأطفال ضحايا الاتجار في البشر والاستغلال الجنسي، وضمان احترام إنسانيتهم وصون كرامتهم والتخفيف من معاناتهم، مشيرة إلى أن مراكز الإيواء في مختلف إمارات الدولة، تضم متخصصين يعملون على تقديم المساعدة والرعاية النفسية والتعليمية والمهنية للضحايا، إضافة إلى تنظيم برامج التوعية والدورات المهنية التي تساعد على إعادة تأهيل الضحايا ومحاولة دمجهم مع أقرانهم في المجتمعات المحلية أو في أوطانهم ، والمساعدة في الحد من وقوع عمليات الاتجار في البشر والعنف القائم على الجنس، من خلال زيادة الوعي في المجتمع، ما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار ويدعم صورة الإمارات في المجتمع الدولي. وأضافت أن مراكز الإيواء تعمل كذلك على حماية حقوق ضحايا الاتجار في البشر من خلال تقديم المساعدة في مراحل التحقيقات لدى الشرطة وأمام المحاكم، وتأمين حق الدفاع عنهم ودعم الضحايا في العودة الآمنة إلى أوطانهم لجمع شملهم والتنسيق والتعاون مع الجهات المعنية للاهتمام بالقضايا الاجتماعية التي تتعلق بالنساء والأطفال.

تويتر