عصابة تسرق 6 ملايين دولار بسـلاح أبيض
ألقت الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي، القبض على عصابة، تتكون من أربعة رجال وامرأة، سرقوا ستة ملايين دولار، (21 مليون درهم)، من رجلين، بعد الاعتداء عليهما بسلاح أبيض في موقف البناية التي يقطنانها.
واعتبر القائد العام لشرطة دبي الفريق ضاحي خلفان تميم، أن القضية التي أطلق عليها اسم «الخيط الرفيع» تشبه في جزء من تفاصيلها قضية «وافي» الشهيرة، نظراً لصعوبتها ولجوء العصابة إلى استخدام وسائل مماثلة.
ندرة المعلومات
قال القائد العام لشرطة دبي، الفريق ضاحي خلفان تميم، إن رجال التحريات والمباحث الجنائية وصلوا إلى مستوى متقدم من الحرفية ورباطة الجأش، يمكنهم من الوصول إلى مرتكبي أي جريمة، مهما تعقدت طلاسمها وقلت دلائلها، لافتاً إلى أنهم اعتمدوا على معلومات قليلة في هذه الجريمة، واستطاعوا التوصل إلى الجناة خلال زمن قياسي. وأضاف خلفان أن أعضاء العصابة أبدوا حرفية شديدة، وتعاملوا بحذر أثناء تواصلهم، لدرجة أربكتهم حين توصلت الشرطة إليهم، لافتاً إلى أن المجني عليه لم يصدق حين علم بإلقاء القبض على الجناة وإعادة الأموال. |
سيارة سوداء
وتفصيلاً، قال خلفان للصحافيين إن غرفة القيادة والسيطرة في شرطة دبي تلقت في 28 مارس الماضي بلاغاً باعتداء أربعة مجهولين بالسلاح الأبيض على رجلين من دولة أوروبية، الأول يدعى (ر.ب)، والثاني (م.ر) في موقف البناية التي يقطنانها في منطقة بر دبي.
وأضاف أن الجناة أصابوا المجني عليه الأول بإصابات خطرة، وأصيب الثاني بإصابات متوسطة مكّنته من الفرار، فيما سرق الجناة حقيبتين بداخلهما ستة ملايين دولار، وهربوا في سيارة سوداء من موقع الجريمة.
وأشار خلفان إلى أن فريق العمل في القضية واجه صعوبة، بسبب ندرة المعلومات، إذ لم يزود المجني عليه الشرطة بأوصاف دقيقة للمتهمين، ولم يذكر سوى لون السيارة التي فروا بها، دون أن يرجح نوعها.
وتابع أنه على الرغم من قلة المعلومات إلا أنه تم وضع خطة شاملة للبحث والتحري وجمع الاستدلالات، وشكلت إدارتا الملاحقة الجنائية والبحث الجنائي، بالتعاون مع إدارات أخرى متخصصة، فريق عمل ميدانياً لتعقب الجناة وتضييق الخناق عليهم، حتى لا يتمكنوا من الفرار خارج الدولة بالمسروقات أو التصرف فيها.
وأوضح خلفان أن العصابة، على غرار مرتكبي جريمة «وافي»، استخدموا سيارة يعرفون خصائصها في بلادهم جيداً من طراز جاجوار، وكانت الخيط الرفيع الذي قاد الشرطة إليهم، لافتاً إلى أن فريق العمل بدأ بالتعميم على الجناة الذين يتمتعون بمواصفات بدنية رياضية، حسب إفادة المبلغ، وتم التنسيق مع شرطة الإمارات الأخرى، وتبادل المعلومات، وتسهيل مهام الفرق الميدانية للبحث عن الجناة في الأماكن التي يحتمل ترددهم عليها. ومن خلال عمليات البحث والتحري تم التوصل الى السيارة التي هرب بها الجناة من مكان الحادث، وبالتدقيق عليها في السجل المروري تبين أن صاحبها استرالي الجنسية يدعى (ع. د)، وبالتدقيق عليه في قوائم المنافذ تبين أنه خارج الدولة، وأن الجناة سرقوا سيارته من موقف البناية التي يسكنها.
وقال خلفان إن فريق العمل مشّط جميع مناطق الإمارة حتى توصل إلى أن السيارة المستخدمة في الجريمة دخلت مواقف أحد المراكز التجارية، ونزل منها شخصان، فتم التعميم عليهما ومراقبة تحركاتهما عبر وسائل شرطة دبي التقنية المتطورة، وتبين أن الجناة على مستوى عال من الحذر في التنقل عبر المواصلات والتواصل عبر الهواتف، ويستخدمان سيارة ثانية مسروقة أيضاً من نوع كرايسلر سوداء اللون.
كمين محكم
إلى ذلك أفاد مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية العميد خليل إبراهيم المنصوري، بأن فريق العمل نصب كميناً لاثنين من المشتبه فيهم، وألقي القبض على المدعو (م.م) والمدعو (ب. ك) أثناء محاولتهما قيادة سيارة كرايسلر مسروقة، وبتفتيشهما احترازياً ضبط بحوزتهما 8600 درهم ونحو 20 ألف دولار، وبعد استصدار إذن من النيابة العامة تم تفتيش شقتهما في منطقة جبل علي، وضُبط عدد من المفاتيح والأدوات الحادة الصالحة لاستخدامات متعددة.
وأضاف المنصوري أنه بمواصلة البحث والتحري وجمع الاستدلالات تم التوصل إلى معلومات عن صلة المتهمين المقبوض عليهما بامرأة روسية تدعى (س.ف)، في العقد الثالث، دخلت الدولة بعد ارتكاب الجريمة مباشرة، وتسكن في إحدى الشقق الفندقية في الشارقة، لافتاً إلى أن العصابة اختارتها بعناية لتتولى نقل الأموال خارج الدولة.
وتابع أن فريق العمل ألقى القبض على المرأة، بعد التنسيق مع شرطة الشارقة، وضبط بحوزتها 21 ألف دولار و1872 درهماً و7300 روبل، وبتفتيش الشقة عُثر على حقيبة رياضية في سقف الحمام (الفور سيلنج) بداخلها نحو مليون و27 ألف دولار أميركي.
وأشار المنصوري إلى أن فريق العمل واصل البحث حتى قبض على متهم رابع يدعى (ر. ا)، روسي، وبتفتيشه ضبط بحوزته مبلغ 3315 درهماً، وبمواجهته بالأدلة وسؤاله اعترف بارتكابه الجريمة.
ولفت إلى أن الاستدلالات واعترافات الجناة قادت إلى التوصل الى هوية المتهم الهارب، يدعى (ج. ب)، روسي الجنسية، وتم القبض عليه وبحوزته مفتاح سيارة مرسيدس، ادعى أنه لا يعرف مكان وجودها، ومن خلال البحث الدقيق عن تلك السيارة توصل فريق العمل إلى أن صاحبها روسي غادر البلاد قبل تاريخ الجريمة، وبتفتيشها عثر على حقيبتين في صندوقها الخلفي، الأولى بداخلها نحو مليوني و90 ألف دولار، وفي الحقيبة الثانية مليونان و400 ألف دولار .