13 بلاغ ابتزاز عاطفي لنساء فـي 4 أشهر بدبي

ألقت الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي، القبض على عدد من المتهمين في قضايا ابتزاز نساء عاطفياً ومادياً، من خلال استغلال علاقات غير مشروعة أو صور ومواد مختلفة.

وسجلت الإدارة 52 بلاغاً خلال 16 شهراً منذ بداية عام 2010 وحتى نهاية شهر أبريل من العام الجاري، بواقع 39 بلاغاً في العام الماضي و13 بلاغا خلال الأربعة الأشهر الأولى من عام .2011

وذكر نائب مدير الإدارة لشؤون الرقابة والإدارة، العقيد جمال سالم الجلاف، أن معظم حالات الابتزاز العاطفي نتيجة استخدام تقنيات الاتصالات الحديثة مثل هواتف «بلاك بيري» و«آي فون»، فضلاً عن مواقع التواصل الاجتماعي مثل «فيس بوك» و«تويتر».

وتفصيلاً، قال الجلاف لـ«الإمارات اليوم» إن المشكلة ربما تزيد على البلاغات المسجلة نظراً لأن هناك فتيات يتحفظن على اللجوء إلى الشرطة، فضلاً عن أن هناك أُسراً تتعامل بشكل غير صحيح مع الواقعة، ويفرضون عقاباً على الفتاة ويحملونها المسؤولية من دون التفكير في التعامل مع الحالة قانونياً لاعتبارات اجتماعية.

وأشار إلى أن معظم البلاغات لفتيات أقمن علاقات مع شباب من خلال هواتف ومواقع التواصل، وسلمن صوراً ورسائل لهن في إطار هذه العلاقة، وبناء على وعود من الشباب بالزواج بهن، ثم تنقلب العلاقة إلى نوع من الابتزاز العاطفي، لافتاً إلى أن العاطفة تتحكم غالباً في الفتاة وتدفعها إلى الوقوع في أخطاء غير محسوبة بنية حسنة وأغراض شريفة في أغلب الأحوال.

وتابع أن الحالات المسجلة لفتيات تعرضن للقذف والتشهير وهتك العرض عن طريق الانترنت، ومنها كذلك الاحتيال والاستيلاء على مال الغير عن طريق الابتزاز، سواء بالصور أو برسائل يحتفظن بها من خلال البريد الإلكتروني.

وأوضح أن من بين حالات الابتزاز الغريبة امرأةً هددت زوجها بأنها ستفضح أسراره الشخصية نتيجة خلاف دب بينهما وهددته بكشف عيوبه لأصدقائه والمحيطين بهما، وكيف يعامل أطفاله وأسرته، فضلاً عن فضح جميع العيوب الجسدية والسلوكية، لافتاً إلى أن الرجل أبلغ الشرطة وتم التعامل مع القضية وحلها نهائياً.

وقال الجلاف إن من بين الحالات كذلك امرأة من دولة آسيوية تعرفت إلى شاب من خلال الهاتف ونشأت بينهما صداقة، وبدأ يتردد على مسكنها ثم حاول إقامة علاقة غير شرعية معها لكنها رفضت، فبادر إلى اعتراض طريقها والاعتداء عليها بالضرب والإيذاء.

وأضاف أن من الحالات التي تجب دراستها جيداً من جانب الفتيات، امرأة عربية أقامت صداقة مع امرأة أخرى عن طريق الانترنت، وتبادلا المعلومات والصور في إطار هذه الصداقة، ثم اكتشفت لاحقاً أن هذه الصديقة رجل وبدأ يبتزها ويطلب منها أموالاً ويراودها عن نفسها، بعد أن أخبرها بأنه عضو في عصابة تبتز النساء بهذه الطريقة وتم التعامل مع البلاغ والقبض على المتهم.

وشملت البلاغات كذلك ابتزازاً مالياً تعرضت له فتاة مواطنة تعرفت إلى شاب لا يحمل أوراقاً ثبوتية، وتقدم لخطبتها بعد فترة من علاقتهما العاطفية، لكن أهل الفتاة رفضوا طلبه، فبدأ في ابتزاز الفتاة بما لديه من صور ورسائل، وطلب منها 250 ألف درهم حتى لا يشهّر بها، وينشر صورها على الانترنت، ولجأت الفتاة إلى الإدارة التي تمكنت من القبض على الشاب وإحالته إلى النيابة.

وأشار الجلاف إلى أنه ليس من الضروري أن تسلم الفتاة صورها بنفسها للمبتز، إذ تضمنت الحالات بلاغاً من فتاة كادت تصاب بانهيار بعدما تلقت رسالة تهديد من شاب استطاع اختراق حاسبها الشخصي وحصل على صور خاصة لها، وطلب منها «رشوة جنسية» حتى لا يفضحها وألقى أفراد الإدارة القبض عليه.

وأوضح أن من بين الحالات الغريبة رجل بريطاني اتصل بامرأة كانت على علاقة به، وطلب منها الاعتذار له عن خطأ قديم، وإلا سينشر صورهما معاً على الانترنت، لكنه لم يطلب منها شيئاً آخر.

وأكد الجلاف، ضرورة عدم استجابة الفتيات لأي نوع من الابتزاز، وألا يعالجن الخطأ بخطأ آخر، وأن يلجأن مباشرة إلى شرطة دبي، وسيتم التعامل مع المبتز بحسم وصرامة.

وقال إن التعامل مع هذه القضايا مختلف نظراً لحساسيتها، فتخصص شرطة دبي محققات محترفات في جميع المراكز لتلقي البلاغات والحصول على ثقة المبلغة وطمأنتها والحفاظ على سرية البيانات احتراماً للعادات والتقاليد ومراعاة ظروف الأسرة، ومن ثم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

وطالب الفتيات بعدم الخوف من المبتز لأنه إنسان جبان ويستهدف الفتاة أو المرأة الضعيفة، مشدداً على عدم الخضوع للمبتز أياً كانت جنسيته أو وظيفته، مؤكداً أن شرطة دبي لا تميز في التعامل وتتخذ على الفور الإجراءات المطلوبة.

وناشد الأسر الجنوح إلى الاعتدال في التعامل مع المشكلة، وعدم التحامل على الفتاة أو تخويفها وإنزال عقاب اجتماعي عليها، مطالباً بضرورة الحصول على ثقتها وطمأنتها وتشجيعها على اللجوء إلى الجهات المختصة، وأكد الجلاف أهمية الحذر في استخدام وسائل التقنية الحديثة، وعدم إرسال صور أو بيانات شخصية بواسطة البريد الإلكتروني، أو تركها في الحاسب الشخصي إذا لم يكن محمياً بشكل جيد وعدم الإفراط في الثقة سواء في الغرباء أو حتى الأصدقاء لأن العلاقات تتبدل.

وأوضح أن مواقع التواصل الاجتماعي مثل «فيس بوك» تسبب مشكلة حسب طريقة استخدامها، فإذا وضع المستخدم صورا وبيانات شخصية له يكون عرضة لتسربها واستخدامها بشكل خاطئ، موضحاً أن بعض الأشخاص ليس لديهم دراية كافية بوسائل الحماية والحفاظ على الخصوصية، ويعتقدون أن المجموعة المسجلة على صفحاتهم فقط بمقدورهم مشاهدة بياناتهم التي تكون متاحة للجميع.

الأكثر مشاركة