٪25 من الأحداث يؤذون أنفسهم أثناء فترة العقوبة
أكد مشاركون في ندوة عقدتها دار التربية الاجتماعية للفتيان والفتيات في أبوظبي حول الإيذاء الجسدي والنفسي، أن 20 ـ 25٪ من الأحداث يلحقون أذى جسديا بأنفسهم خلال الأسابيع والأشهر الأولى من التحاقهم بالمؤسسات التي يقضون بها عقوباتهم. وأفاد أحد المسؤولين في الدار، الدكتور سعد الرفاعي، على هامش الندوة، بأن الدار تستقبل الأحداث الجانحين، ونظرا للعوامل النفسية المتمثلة في تقييد حرياتهم وفرض واقع جديد عليهم رغما عنهم، ما يدفع بعضهم إلى إلحاق أذى جسدي بأنفسهم خصوصاً في الأيام الأولى لاحتجازهم. وأكّد أن هناك خللاً نفسياً لدى كثيرين من الأحداث ذكورا وإناثا خصوصاً لدى الأجانب، بإضافة عامل الشعور بالغربة إلى التجربة التي يمرون بها، وكذلك بالنسبة للمواطنين الذين لا يرتبطون بالتواصل الجيد مع عائلاتهم وأصدقائهم، والذين يعتبرون عوامل مساعدة في إعادة تأهيل الحدث ودمجه في المجتمع.
فيما قال مسؤول آخر في الدار، الدكتور محمود عبدالعليم، إن الدار باعتبارها تابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية تستقبل الأحداث الذكور والإناث المحالين من الأجهزة الشرطية والنيابة من سن 10 ـ 18 عاما، بدلا من تحويلهم إلى السجون نظراً للخطر المتمثل في تحويل هذه الأعمار الصغيرة، إلى السجون واختلاطها مع المجرمين والمذنبين. وأوضح أن الدار عقدت ندوتها حول الإيذاء النفسي والجسدي في إطار برنامج توعوي تثقيفي ضمن الخطة الاستراتيجية لوزارة الشؤون الاجتماعية، لإرشاد الأحداث نفسيا وصحيا، لافتاً إلى أن اختيار الإيذاء الجسدي موضوعا للندوة تم بعد الاطلاع على عدد الحالات التي تعرضت لهذا النوع من الإيذاء في الفترة الأخيرة وتبين تزايدها وهو ما استلزم إعداد برنامج توعوي متعدد الجوانب لحث الأحداث على الابتعاد عن هذه الممارسات.
وحول أسباب لجوء الحدث إلى إيذاء نفسه جسديا مستخدما آلات حادة أو غيرها، قال عبدالعليم إن بعض الفتيات والفتيان يلجؤون إلى هذا الأسلوب نوعاً من التقليد لزملائهم الآخرين أو لممارسة الضغوط على مسؤولين بالدار لتلبية طلبات معينة أو بسبب اليأس والضغوط النفسية التي يعانونها في بداية التحاقهم بالدار.
وأشار إلى أن أحد أوجه الخطورة التي يشكلها الإيذاء الجسدي، هي امتداد أثره النفسي طوال العمر خصوصا بالنسبة للفتيات، لأن بعض صور الإيذاء تترك أثرها في الجسد بشكل واضح، ومن هنا يجب توعية الحدث الذي يتعرض للإيقاف بأن وضعه هذا مؤقت ولابد من التعايش معه، لأن الذكريات تعيد الأحداث بالانطباعات نفسها والمشاعر الخاصة بها وتضع صاحبها في أجواء سلبية، مضيفا أن بعض العاهات والتشوهات قد تدفع الفتيات إلى الانتحار.