تكرار انقطاع الكهرباء خلال فصل الصيف يتسبب في إرباك حياة الناس. تصوير:تشاندرا بالان

سكان في الشارقة يقضون الإفــطار والسحور في المطاعم

انقطع التيار الكهربائي، خلال اليومين الماضيين، ما يقارب الساعات الست متصلة، عن مناطق عدة في الشارقة، بينها: القادسية والمنصورة والغبيبة والقرائن والناصرية ودسمان والحزانة.

وعاش سكان منطقة الرقة من دون كهرباء ليومين كاملين. فيما أكد سكان أنهم عاشوا يوماً عصيباً، بسبب هذا الانقطاع، وخرج معظمهم إلى الشوارع بحثاً عن نسمة هواء تقيهم حرارة المنازل، بعدما طال انتظارهم عودة التيار الكهربائي في أول نهار رمضاني، من دون جدوى.

وتوجه سكان للمطاعم، لتناول وجبة الإفطار بدلاً من الوقت الذي ضاع في انتظار عودة الكهرباء.

وقالوا لـ«الإمارات اليوم»، إنهم شعروا بأنهم يهدرون وقتهم في انتظار عودة الكهرباء لتجهيز المائدة الرمضانية، لافتين إلى أنهم حاولوا الاتصال بهيئة كهرباء ومياه الشارقة (سيوا) مرات عدة، من دون جدوى، بسبب انشغال خطوط الهواتف، لكن الأمر تعذر بعد عدة اتصالات.

وتفصيلا، وردت لـ«الإمارات اليوم» اتصالات من سكان في القادسية والمنصورة والغبيبة والقرائن والناصرية ودسمان والرقة، طلبوا فيها الاستفسار عن أسباب انقطاع الكهرباء في أول أيام الشهر الفضيل، لافتين إلى أن الكهرباء انقطعت عن منازلهم من الواحدة ظهراً حتى السادسة والنصف من مساء أول من أمس.

وأكد سكان في منطقة الرقة في الشارقة انقطاع الكهرباء في الموعد نفسه، منتقدين مباشرة عمليات الصيانة والإصلاحات في كابلات الكهرباء خلال رمضان.

وأشارت المواطنة (أم محمود) إلى تكرار انقطاع الكهرباء في فصل الصيف، على الرغم من ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، لافتةً إلى أن الأمر يختلف هذا العام، إذ انقطعت الكهرباء عن المنازل في نهار أول أيام شهر رمضان.

وقالت مواطنة من سكان منطقة الناصرية، تدعى (أم عبدالله)، إن «قاطني الشارقة معتادون المعاناة من تكرار انقطاع الكهرباء كل عام، في فصل الصيف، لكن انقطاع الكهرباء في نهار رمضان هذا العام يعدّ بمثابة كارثة، بسبب ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة التي تشهدها أجواء الدولة خلال هذه الفترة».

وتابعت أن «كثيرا من الأسر تنتظر أول أيام الشهر الفضيل لإعداد الموائد الرمضانية والتجمع على الإفطار، إلا أن انقطاع الكهرباء حرمهم ذلك في أول أيام رمضان هذا العام».

واستغربت (أم عبدالله) صعوبة التوصل إلى أحد المسؤولين في الهيئة، لمعرفة سبب الانقطاع، أو موعد عودة التيار الكهربائي إلى المنازل، لافتةً إلى أنها حاولت كثيرا الاتصال بهيئة الكهرباء للإبلاغ عن انقطاع الكهرباء، لكن الخط كان مشغولا لساعات عدة.

وطالبت بسنّ قوانين تلزم المسؤولين والقائمين على المؤسسات الخدمية في الدولة بإيجاد قنوات للتواصل مع الجمهور، وآلية محددة لاستقبال شكاواهم، والتعامل معها كما هي الحال في الدول المتقدمة.

وأبدت (أم علي) من منطقة الغبيبة، استياءها من انقطاع الكهرباء في أول أيام رمضان، خصوصاً أنها تبقى في عملها حتى الساعة الثانية. وقالت: «عندما عدت إلى المنزل وبدأت الاستعداد لتحضير الطعام فوجئت بانقطاع الكهرباء، الأمر الذي جعلني أستغني عن الخضراوات الذابلة، وأطلب من زوجي التوجه إلى مطعم، لأننا لن نستطيع الانتظار أكثر من ذلك».

وقال أحد سكان منطقة القرائن، يدعى (أبوعلياء)، إن عدداً من سكان المنطقة تجمعوا خارج منازلهم، بعد انقطاع الكهرباء الذي استمر نحو ست ساعات، وتناوبوا على الاتصال بخدمة طوارئ الكهرباء للاستفسار عن موعد عودة التيار الكهربائي، غير أن جميع الخطوط الخاصة بخدمة الطوارئ في الهيئة كانت مشغولة بشكل مستمر. وقررت أسر البقاء في السيارات، فيما اضطر آخرون للذهاب لتناول الإفطار في المطاعم.

وأفادت امرأة من منطقة القادسية، تدعى (أم مصطفى)، بأن التيار الكهربائي قطع عن الفيلا التي تسكنها فجأة في الواحدة ظهر أول من أمس، أول أيام الشهر الكريم، فنزلت إلى الشارع لتستقل سيارتها، وانطلقت إلى صديقة لها في دبي لتناول وجبة الإفطار معها، وللهرب بطفلها من الحرّ. وتابعت: «اعتدنا في الشارقة انقطاع التيار الكهربائي بين فترة وأخرى، لكن اللافت للنظر أن يحدث الانقطاع خلال هذه الأيام التي تمتلئ المبردات فيها بطعام يكفي شهر رمضان كاملاً، إلى جانب أن لا أحد يعرف مواعيد الانقطاع، إذ يحدث فجأة من دون سابق إنذار، ولا أحد يعرف لماذا وإلى متى سيستمر».

ويقول سليم عبدالله، من سكان الحزانة، إن «الحرّ لا يطاق في الأيام العادية، ولكن في شهر رمضان يصبح الأمر أصعب»، مضيفا أن «انقطاع الكهرباء اضطرني وزوجتي وأطفالي للهروب إلى مركز تجاري في أول أيام رمضان، الذي تعودت فيه على أن أعود من عملي وأنام، حتى موعد انطلاق مدفع الإفطار».

وقال ياسر عامر، من سكان منطقة دسمان، إنه حجز طاولة طعام في أحد المطاعم في دبي، ليتناول وأسرته وجبة الإفطار، متابعا أن «التيار الكهربائي انقطع أثناء استعداد زوجتي لإعداد الإفطار، لكننا غادرنا فوراً، يقيناً منا أن الأمر سيطول، خصوصاً أننا تعودنا من الأعوام الماضية على الانقطاعات التي تستمر ليومين وأكثر من ذلك أحياناً».

أما في منطقة الرقة، فاستمر انقطاع الكهرباء حتى مساء أمس، ما تسبب في انتشار عدد كبير من السكــان في الطرقات والشوارع وأمام مداخل البنايات، وفي المراكز التجارية وعلى كورنيش بحيرة خالد، مفترشــين الأرض والعشب، أو نائمين في مركباتهم هربــاً من ارتفاع درجات الحرارة داخل المنازل، وبحثاً عن ضوء لأطفالهم الصغار الذين يخشون الظلام.

وأعرب سكان الرقة عن مخاوفهم من تكرار مشهد صيف العام الماضي، خصوصاً بعدما أمضى عدد كبير منهم أول أيام شهر رمضان على ضوء الشموع. وقال أحد سكان منطقة الرقة، ويدعى (أبوخالد)، إنه غادر بيته مع أسرته منذ ظهر أول من أمس، وتناول وجبتي إفطار وسحور في المطاعم، في انتظار عودة التيار الكهربائي، «لكن السهر طال ولم تعد الكهرباء».

وأيده ساكن آخر يدعى عبدالله عبدالعزيز، قائلاً: «عشنا ليلة سوداء بسبب انقطاع الكهرباء، وخرجنا إلى المراكز التجارية، لكن عندما أغلقت اضطررنا إلى العودة إلى منازلنا، ونام الأطفال في ظروف صعبة، حيث درجات الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية»، مطالباً هيئة كهرباء ومياه الشارقة، بحلّ هذه المشكلة، وتقديم تفسيرات واضحة ومقنعة لأسباب هذا الانقطاع.

الأكثر مشاركة