«مدفع الإفطار» يدهس طفلاً في الشارقة
كشف والد طفل توفي، مساء الإثنين الماضي، تحت عجلات «مدفع الإفطار» الذي كانت تجره سيارة شرطة، على كورنيش بحيرة خالد في إمارة الشارقة، أن ابنه كان مع شقيقه الأصغر تحت إشراف ورقابة مشرفات أحد الفنادق الموجودة على البحيرة، فيما كان يتناول الإفطار مع زوجته داخل مطعم في الفندق نفسه.
وتوفي الطفل طـه نبيل أمين كـروم، (أربع سنوات ـ جزائري)، دهساً تحت عجلات «مدفع الإفطار»، بعد نحو خمس دقائق من الإعلان عن الإفطار، ووفقاً لرواية شرطة الشارقة، فقد خرج الطفل بسرعة من بين السيارات المتوقفة على الطريق، ولم يلاحظه سائق الدورية التي صدمته من الخلف، لينزلق تحت عجلات المدفع.
وأوضح نبيل كروم، والد الطفل المتوفى، ظروف الحادث لـ«الإمارات اليوم»، قائلاً إن «زوجته التي تعمل مهندسة استشارية تلقت دعوة إفطار جماعي مع طاقم شركتها في فندق على كورنيش البحيرة، واتصلت بالفندق للسؤال عما إذا كان تتوافر فيه غرفة ألعاب، فأبلغها الموظف بوجود مكان مخصص للأطفال مجاناً». وأضاف أنه «توجه مع زوجته وطفله وشقيقه الأصغر (ثلاث سنوات) إلى الفندق، وفيما ذهب لأداء صلاة المغرب، سلّمت زوجته الطفلين إلى المشرفات المعنيات بمراقبة الأطفال داخل غرفة الألعاب، ومن ثم تقابلا في المطعم لتناول الإفطار مع بقية زملائها في الشركة».
وأشار إلى «أنهما ذهبا للاطمئنان على الطفلين بعد نحو خمس دقائق فقط من بدء الإفطار، وفوجئ بوجود الطفل الأصغر فقط»، وتابع: «بدأت الأسرة في البحث، ورافقت زوجته المشرفات، اللاتي أبلغنها باستحالة خروجه من الفندق، في ظل وجود حراسة على أبوابه، كما أفاد الحراس بأنه لم يخرج، واقتصرت دائرة البحث على الغرف والبهو».
وأكمل كروم: «أثناء البحث داخل الفندق سمعنا أصواتاً في الخارج، وشاهدنا عدداً كبيراً من الأشخاص يتجمعون، وعرفنا أن حادثاً وقع، فانخلع قلبانا أنا وأمه وهرولنا إلى خارج الفندق لنجد الصغير مُلقى على الأرض غارقاً في دمائه، ورأسه شبه مهشم». وأكد أن «الصدمة كانت كبيرة، وأنه لم يصدق عينيه حين رآه جثة صغيرة، وأُصيبت زوجته بحالة انهيار»، لافتاً إلى أن «الشرطة أبلغته بأنه لا يمكن الاطلاع على تقرير الحادث إلا بعد وصوله إلى النيابة». وأوضح أن «شهود العيان على الواقعة، أعطوه أرقام هواتفهم للاستعانة بهم حال احتاج إليهم للشهادة»، مشيراً إلى أنه «لن يتردد في تقصي أسباب وملابسات الحادث، وسيتوصل إلى حقيقة ما حدث».
وتابع أن «الطريق كان خالياً في هذا التوقيت، نظراً إلى انشغال معظم الناس بتناول طعام الإفطار».
وقال كروم إنه «سيرفع دعوى قضائية ضد الفندق، لأنه يتحمل مسؤولية حماية ابنه ومراقبته»، لافتاً إلى «إمكانية استعادة تسجيل مكالمة زوجته مع الفندق للسؤال عن غرفة الألعاب، كما يمكن الاستعانة بالكاميرات لتحديد كيفية خروج الطفل من الفندق». وأضاف أن «مسؤولي الفندق تعاملوا معه بغرابة شديدة عقب الحادث، إذ تصرف مديره وكأنه غير معني بما حدث، بل إنه لم يواسه هو أو زوجته»، عازياً هذا السلوك إلى محاولته التهرب من المسؤولية. وأشار إلى أنه «أنهى إجراءات تسلم جثمان ابنه، وقام بدفنه في الشارقة، أمس»، موضحاً أنه «على الرغم من وجود الطفل تحت إشراف الفندق، حين تسلل إلى الخارج، لكنه يلوم نفسه على ذلك»، مؤكداً أن «الألم عظيم، خصوصاً أن ابنه الأصغر يسأل عن شقيقه، متمنياً أن يلهمـه اللـه وأسرتـه الصبر على فراقه».
واتصلت «الإمارات اليوم» بإدارة الفندق المعني وطلبت رداً على اتهامات الأب، لكن الإدارة لم تقدم أي رد، ووعدت بالاتصال في وقت لاحق، لكنها لم تفعل.