أمّ تنتحر من الطابق الثامن خلف طفلها
ألقت أمّ إيرانية الجنسية (33 عاماً) بنفسها من نافذة شقتها في الطابق الثامن في أحد أبراج «بحيرات الجميرا» خلف طفلها «خمس سنوات» الذي سقط أمامها من النافذة نفسها، لتموت في البقعة نفسها التي سقط فيها، ويتمدد جثمانها بجواره أمام ذهول المارة وصدمة ابنتها الكبرى (15 عاماً).
وذكر مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في دبي، العميد خليل ابراهيم المنصوري، أن هذا الحادث وقع في ساعة مبكرة من صباح أمس، حين كان الطفل بمفرده في الشقة، وصعد على طاولة بجوار النافذة، فيما كانت أمه تنتظر مع ابنتها الحافلة المدرسية أسفل البناية، واختل توازن الطفل وسقط أولاً، ولم تحتمل الأم الصدمة وانتحرت متأثرة بالصدمة النفسية، فيما كان والده خارج الدولة وسقط فاقداً الوعي فور علمه بالواقعة.
وأفاد شهود عيان، كانوا يقفون في الشارع في ذلك التوقيت، بأنهم سمعوا صراخ الطفل أثناء سقوطه من النافذة، فهرول حارس البناية بشكل عشوائي وبسرعة فائقة إلى المكان الذي يتوقع سقوطه فيه لكن لم يستطع الإمساك به بسبب سرعة هبوطه من الدور الثامن في بناية MAG214 بأبراج «بحيرات الجميرا»، مشيرين إلى أن الطفل كان يتنفس بصعوبة لمدة ثوانٍ فور سقوطه، فيما كانت شقيقته الكبرى تبكي بجواره.
وتفصيلاً، قال المنصوري إن الواقعة حدثت نحو الساعة السابعة من صباح أمس، حين نزلت الأم لتوصيل ابنتها الكبرى إلى الحافلة المدرسية، وأثناء وجودها في الشارع فوجئت بابنها الصغير (خمس سنوات) يطل من نافذة الشقة التي تقع في الدور الثامن، بعد المواقف، فصرخت فيه لردعه مع حارس البناية الذي شاهده بالمصادفة، لكن الطفل سقط من النافذة، وحاول الحارس الإمساك به، إلا أنه فشل وسقط عليه الطفل بعنف، فتوفي الطفل بعد ثوانٍ من سقوطه وأصيب الحارس بإصابات متوسطة.
وأضاف أن الأم لم تتحمّل الصدمة وهرعت بطريقة هستيرية إلى الشقة وكانت تصرخ بشدة حسب رواية الجيران وشهود العيان، لافتاً إلى أن أحداً لم يتوقع رد فعلها، وفوجئوا بالمرأة تقف في النافذة ما أصاب الجميع بحالة من الذهول، ورمت نفسها خلف طفلها ولم يفلح الجيران في منعها، ما أدى إلى وفاتها في مكان الحادث.
وأشار المنصوري إلى أن المفارقة في الواقعة سقوط الأم في المكان نفسه الذي سقط فيه طفلها تماماً، إذ تمدد جثمانها بجواره في مشهد آلم الكثيرين، لافتاً إلى أن القائد العام لشرطة دبي، الفريق ضاحي خلفان تميم، اهتم كثيراً بالواقعة وانتقل نائبه، اللواء خميس مطر المزينة، إلى المكان لمعاينة الحادث، وتم نقل الجثمانين إلى مستشفى راشد لإتمام الإجراءات اللازمة.
أمن وسلامة
أوضح المنصوري أن القائد العام لشرطة دبي طلب انتداب مهندسي الأمن والسلامة إلى موقع الحادث للنظر في النافذة التي سقط منها الطفل، لافتاً إلى أنها من النوع الذي ينتشر غالباً في معظم البيوت ويفتح إلى الخارج بقوة دفع يمكن أن تسحب طفلاً صغيراً إلى الخارج، مؤكداً ضرورة أن تكون تلك النوافذ مؤمنة بشكل جيد بحيث لا تفتح إلا بوساطة شخص ناضج.
ولفت إلى أن الإشكالية في هذه الواقعة وجود طاولة صغيرة بجوار النافذة وفق معاينة فريق البحث الجنائية متوقعاً أن يكون الطفل صعد عليها وفتح النافذة لمشاهدة والدته أثناء وقوفها في الشارع مع شقيقته الكبرى، لكنه لم يستطع تمالك نفسه وفقد توازنه وسقط من الأعلى.
وأكد المنصوري أنه من الخطأ ترك طفل صغير في المنزل بشكل عام لأنه قد يؤذي نفسه بأكثر من طريقة، موضحاً أن الأطفال عادة لا يميزون المسافات جيداً، وليس لديهم إدراك بخطورة السقوط، خصوصاً في ظل ما يشاهدونه من أفلام متحركة لأبطال يطيرون ويقومون بحركات بهلوانية.
صدمة شديدة
حول حالة الابنة الكبرى قال العميد خليل ابراهيم المنصوري، إن الفتاة كانت في حال صدمة شديدة نظراً لوفاة شقيقها وأمها أمام عينيها، وشاهدها الجيران وهي تبكي بجوار جثمان شقيقها، ومن ثم نقلت إلى سيارة الإسعاف، وحاول نائب القائد العام لشرطة دبي، اللواء خميس مطر المزينة، الحديث معها للتخفيف عنها، وسؤالها عما حدث، لكن الفتاة كانت في حال صعبة، وسلمت إلى أقارب لها بعد استئذان والدها الذي تم التواصل معه هاتفياً.
ذهول الأب
أشار المنصوري إلى أن الأب أصيب بصدمة، وأفاد الشرطي الذي اتصل به بأنه سقط فاقداً الوعي، وعاود الاتصال به بعد تماسكه قليلاً، وسيتم تسليم جثماني زوجته وطفله إليه بعد عودته من السفر، لافتاً إلى أن هذه الأسـرة انتقلت إلى الشقة منذ فترة قصيرة، لذا لم يجد الجيران فرصة للتعرف إليهم.
وأوضح أنه تم التأكد من خلال شهود العيان الذين كانوا في الشارع والبناية، وكذلك من خلال خبراء الأدلة الجنائية الذين حضروا إلى موقع الحادث، من أنه لا توجد شبهة جنائية إطلاقاً، وسُجلت الحالة الأولى وفاة نتيجة سقوط من أعلى والثانية انتحاراً.
وأشار شهود عيان إلى أنهم سمعوا صراخاً شديداً في الصباح، فأسرعوا إلى مصدره ليجدوا طفلاً صغيراً بين أحضان شقيقته الكبرى التي كانت تبكي بشدة، فيما شاهدوا أمه تجري بطريقة هستيرية إلى شقتها، وقبل أن يدركوا ما حدث للطفل فوجئوا بالأم ترمي نفسها من الشقة وسط ذهول الجميع وصدمة ابنتها.
وأوضح أحد الجيران أن الأسرة انتقلت إلى البناية منذ فترة قصيرة، مشيراً إلى أنه سمع جلبة كبيرة في الصباح الباكر، وحين خرج فوجئ بجارته تجري مهرولة في الممر بالبرج، فهرول إلى الخارج ليجد الطفل الصغير في أحضان شقيقته والدماء تنزف منه، ومن ثم سمع صراخاً من الموجودين الذين شاهدوا الأم تحاول القفز من النافذة نفسها، فصرخوا فيها وحاول البعض الصعود سريعاً لمنعها لكنها كانت أسرع وسقطت من الشقة.