« أونجوين » واجه الموت لإنقاذ الطفل الإيراني

حارس البرج 214 ينال شهادة « النبل والشجاعة »

تين أونجوين بعد خروجه من مستشفى راشد. تصوير: باتريك كاستيلو

حاز حارس «البرج 214» في منطقة بحيرات جميرا، تين أونجوين (30 عاماً)، شهادة «النبل والشجاعة» من شرطة دبي، تقديراً له على محاولة إنقاذ الطفل الإيراني (كوروش ـ خمس سنوات)، الثلاثاء الماضي.

لم يتردد (أونجوين) وهو يشاهد الطفل يتدلى من نافذة شقته في الطابق الثامن، في الانطلاق بأقصى سرعة إلى النقطة التي يتوقع نزوله فيها، ومحاولة الإمساك به من دون خوف، على الرغم من علمه بأنه قد يفقد حياته بسبب ذلك.

أُصيب (أونجوين) بإصابات بليغـة، شملت كسوراً في مناطق مختلفة من جسده، لكن «أحزانه فاقت آلامه، حين علم أن محاولته لم تنجح، وأن الطفل توفي في مكان الحادث، كما أن والدة الطفل التي تدعى (ف ـ 33 عاماً)، لم تحتمل الصدمة فألقت بنفسها خلفه، مفضّلة الموت على فراقه».

وكرّمت شرطة دبي الحارس، الذي ينتمي إلى دولة ميانمار «تقديراً لبطولته»، معتبرة أنه «عرّض حياته للخطر بمحاولة الإمساك بالطفل»، ومنحته الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية هدية رمزية، وشهادة تقدير «على تصرفه النبيل وشجاعته».

وشرح (أونجوين) لـ«الإمارات اليوم» ظروف الحادث، وقال إنه «أنهى مناوبته الليلية في حراسة البرج نحو الساعة 30: 6 من صباح الثلاثاء الماضي، وأثناء تسليم المناوبة لزميله سمع صراخاً مرتفعاً ينبعث من خارج المبنى، وفوجئ الحارسان بسائق يعمل لدى أحد السكان يصرخ، ويشير إلى أعلى، حيث تدلى طفل صغير من نافذة الطابق الثامن».

وتابع (أونجوين): «صرخنا في الطفل حتى يعود عبر النافذة، لكن للأسف تدلى نحو 65٪ من جسده إلى الخارج، وتوجّه زميلي بسرعة إلى الشقة، محاولاً اللحاق به، لكنه سقط قبل أن يصل». وأضاف: «لم أتردد لحظة في التصرف بسرعة محاولاً إنقاذه، وتحركت إلى النقطة التي توقعت سقوطه فيها، وسقط عليّ فعلياً فسقطنا سوية على الأرض، وشعرت بآلام شديدة في كل جسمي، ثم أُصبت بدوار، لكن تولد لدي إحساس بالراحة لاعتقادي أنني نجحت في إنقاذ الطفل، ولم أفق مجدداً إلا في مستشفى راشد».

وأشار (أونجوين) إلى أنه «تلقى الصدمة الكبرى في المستشفى حين أخبره زملاؤه بأن الطفل توفي بعد ثوانٍ من سقوطه، إثر اصطدام رأسه بالأرض، كما أن أمه لم تحتمل الصدمة وصعدت إلى شقتها، وقفزت من النافذة نفسها التي سقط منها طفلها».

وأوضح أنه «على الرغم من الآلام الشديدة التي أشعر بها نتيجة كسور في يدي اليمنى، وأصابع اليسرى، التي استلزمت جراحة، وكذلك ساقي اليمني، ورأسي الذي احتاج إلى تقطيب، فإن حزني يفوق كل هذا، إذ كنت أتمنى لو بقي الطفل حياً، فهو في سن ابني تقريباً، وكنت أمازحه كلما رأيته مع والدته وشقيقته الكبرى، التي تبلغ من العمر 15 عاماً».

ولفت إلى أنه «لا يرى الأب كثيراً بسبب أسفاره المتكررة، نظراً إلى كونه رجل أعمال، فيما الأسـرة انتقلت إلى البرج منذ فترة قصيرة لا تزيد على شهر ونصف الشهر».

وحدثت الواقعة صباح الثلاثاء حين كانت الأم (إيرانية) توصل ابنتها الكبرى (15 عاماً) إلى الحافلة المدرسية، وفوجئت بطفلها يتدلى من النافذة ثم يسقط منها، فلم تتمالك نفسها، وصعدت بسرعة إلى هناك وقفزت خلفه لتتوفى في الحال أمام ابنتها، التي شهدت وفاة عزيزيها في الوقت نفسه، في حادث وصف بـ«المأساوي للغاية».

تويتر