الزوج تسلّم جثمانيهما.. وأكد في محضر الشرطة أن:
الأم المنتحرة خلـف طفلها لـم تُعــانِ اكتئاباً أو أمراضاً نفسية
أكد زوج المرأة التي انتحرت صباح الثلاثاء الماضي، من الطابق الثامن في البرج 214 في منطقة بحيرات جميرا، بعدما شاهدت طفلها يسقط من النافذة، أن زوجته لا تعاني أي مشكلات نفسية أو أمراض.
وكانت الواقعة حدثت صباح الثلاثاء عندما كانت أم إيرانية تدعى (ف - 33 عاماً) توصل ابنتها الكبرى (هـ - 15 عاماً) إلى الحافلة المدرسية وفوجئت بطفلها كوروش (خمس سنوات) يبرز من نافذة الشقة بالطابق الثامن ثم سقط أمامها فلم تتمالك نفسها وصعدت مسرعة إلى الشقة وقفزت خلفه لتتوفى في الحال أمام ابنتها التي شهدت وفاة أمها وشقيقها في الوقت نفسه.
وقال الزوج، وهو إيراني - حسب مصدر أمني - إنه علم بالحادث بعد دقائق من وقوعه من خلال ابنته التي اتصلت به هاتفيا أثناء وجوده في إيران، في مهمة عمل ما أصابه بصدمة عنيفة ودفعه إلى العودة فوراً إلى دبي، مشيراً إلى أن ابنته في حالة نفسية سيئة للغاية لا تسمح لها بالانتقال إلى الشرطة لسماع أقوالها حول الواقعة وهي تعيش حالياً مع أحد أقارب والدتها الذي يعيش في المنطقة نفسها.
وعما إذا كانت الأم تعاني أي مشكلات نفسية أو اكتئاباً، قال الأب إنها كانت طبيعية جداً ولا تعاني أي أمراض نفسية ما رجح تصرفها إلى تعرضها لصدمة نفسية حين رأت ابنها يسقط من نافذة الشقة، ما دفعها إلى الصعود سريعا إلى أعلى وإلقاء نفسها من النافذة نفسها.
وأفاد المصدر بأنه تقرر تسليم جثماني الأم وطفلها إلى الوالد عقب عودته بعد اتخاذ الإجراءات الكاملة، مشيراً إلى أنه تم تسجيل سقوط الطفل باعتباره حادث سقوط، فيما سجل سقوط الأم باعتباره انتحاراً.
إلى ذلك، أهدت الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي شهادة تقدير وهدية عينية إلى حارس العقار تين أونجوين، تقديراً لدوره في محاولة إنقاذ الطفل حين شاهده يسقط من الطابق الثامن ما عرض حياة الحارس للخطر وأصابه بإصابات بليغة.
وقال مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية العميد خليل إبراهيم المنصوري، لـ«الإمارات اليوم»، إن الإدارة قررت إبداء نوع من التقدير على شجاعته وتصرفه البطولي حتى يكون نموذجا يحتذى، لافتاً إلى أن الحادث صدم الجميع لكن يبقى دور الحارس هو الجانب الإيجابي الوحيد في الواقعة.
وأضاف المنصوري «آلمتنا هذه الواقعة لكن يجب على الشرطة أن تركز على الجوانب المختلفة سواء الإيجابية مثل دور الحارس الشجاع الذي تلقى تدريبا سابقا في شرطة دبي، أو خطأ وضع طاولة بجوار النافذة ما سهل طريق صعود الطفل إليها وسقوطه منها بهذه الطريقة».
وروى الحارس تين أونجوين لـ«الإمارات اليوم» تفاصيل الحادث قائلاً «أنهيت مناوبتي الليلية في حراسة البرج نحو الساعة 30:6 صباحاً، وأثناء تسليم المناوبة لزميلي سمعنا صراخا عاليا يأتي من الخارج فهرولنا بسرعة فوجدنا سائقاً يعمل لدى أحد السكان يصرخ ويشير إلى أعلى، حيث تدلى طفل صغير من نافذة الطابق الثامن».
وأوضح «صرخنا في الطفل حتى يدخل من النافذة لكن للأسف تدلى نحو 65٪ من جسده إلى الخارج، وتوجه زميلي بسرعة إلى الشقة محاولا اللحاق به لكن سقط الطفل فعلياً».
وتابع «لم أتردد لحظة في التصرف بسرعة محاولاً إنقاذه، رغم أنه كان سمينا نسبيا بالنظر إلى أقرانه، وتحركت إلى النقطة التي توقعت سقوطه فيها ونزل علي فعليا فسقطنا سوياً على الأرض وشعرت بآلام شديدة في كل جسمي، ثم أصبت بدوار لكن تولد لدي إحساس بالراحة لاعتقادي أنني نجحت في إنقاذ الطفل، ولم أفق مجدداً إلا في مستشفى راشد».
وأشار أونجوين إلى أنه تلقى الصدمة الكبرى في المستشفى حين أخبره زملاؤه أن الطفل توفى بعد ثوان من سقوطه إثر اصطدام رأسه بالأرض، كما أن أمه لم تحتمل الصدمة وصعدت إلى شقتها وقفزت من النافذة نفسها التي سقط منها طفلها.
وتابع «على الرغم من الآلام الشديدة التي أشعر بها نتيجة كسور في يدي اليمني وأصابع اليسرى التي استلزمت جراحة، وكذلك ساقي اليمنى ورأسي التي احتاجت إلى تقطيب، إلا أن حزني يغطي على كل هذا إذ كنت أحب هذا الطفل لأنه في سن ابني تقريباً، وكنت أمازحه كلما رأيته مع والدته وشقيقته الكبرى». ولفت إلى أنه لا يرى الأب كثيراً بحكم سفره المتكرر كونه رجل أعمال، وقد انتقلت الأسرة إلى البرج منذ فترة قصيرة لا تزيد على شهر ونصف الشهر، مشيراً إلى أنه يبكي من داخله على هذا الطفل وأمه ويتمنى لو استطاع إنقاذه، مؤكداً أنه كان يؤدي واجبه حين فكر في الإمساك به ويأسف لفشله في ذلك. وقال الحارس بعدما قدم له شهادة التقدير الرائد راشد بن صفوان من الإدارة العامة للتحريات «لم أعرف ما حدث مع الأم إلا في اليوم التالي، وعلمت أن زميلي حاول إنقاذها بواسطة أريكة كانت موجودة في استقبال البرج لكن فشل بدوره في ذلك، وأوضح شهود العيان أن ساق الأم الشابة تعلقت بالنافذة الضيقة قبل سقوطها لكن لم يستطع الجيران الوصول إليها قبل أن ترمي نفسها».
وأضاف المنصوري أن شركة سيكور بلس التي يعمل لديها الحارس تولت تكريمه كذلك، وقال مسؤول العمليات ثورين ناينج لـ«الإمارات اليوم» إن أونجوين حصل على تدريبات خاصة من الشركة وكذلك شرطة دبي، وأبدى شجاعة كبيرة في تنفيذ دوره في حماية الأشخاص والممتلكات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news