30 ٪ نسبة خطأ سائق دهس طفلا ًبسيارة مدفع الإفطار
قضت محكمة مرور الشارقة بتحميل السائق الذي تسبب في وفاة طفل جزائري (أربع سنوات) يدعى طه نبيل كروم، دهساً تحت عجلات سيارة تجرّ مدفع إفطار في رمضان الماضي، مسؤولية ارتكاب خطأ غير مباشر، لا تزيد نسبته على 30٪.
وقال والد الطفل نبيل كروم لـ«الإمارات اليوم»، إن سيارة مدفع الإفطار دهست طفله من الجانب الأيمن، إذ ضربته ضربة مباشرة، بينما كانت تسير في المسار الأوسط في الطريق الذي يتكون من ثلاثة مسارات، مضيفاً أن تقرير الشرطة يفيد بأن السائق لم يستخدم الفرامل نهائياً، أو يحاول تغيير المسار.
وحدثت الواقعة التي نشرت «الإمارات اليوم» تفاصيلها من خلال لقاء الأب، في أواخر شهر رمضان الماضي، حين كانت سيارة شرطة تجرّ مدفع الإفطار تسير على كورنيش بحيرة خالد في إمارة الشارقة، وفوجئ سائقها بالطفل على الطريق، فدهسه، وتوفي في الحال.
وروى والد الطفل المتوفى ظروف الحادث لـ«الإمارات اليوم» قائلاً، إن زوجته التي تعمل مهندسة استشارية تلقت دعوة إفطار جماعي مع طاقم شركتها في فندق على كورنيش البحيرة، واتصلت بالفندق للسؤال عما إذا كانت تتوافر فيه غرفة ألعاب، فأبلغها الموظف بوجود مكان مخصص للأطفال مجاناً. وأضاف أنه توجه مع زوجته وطفليهما إلى الفندق.
وبعدما توجه لأداء صلاة المغرب، سلّمت زوجته الطفلين إلى المشرفة المعنية بمراقبة الأطفال داخل غرفة الألعاب، ومن ثم تقابلا في المطعم لتناول الإفطار مع بقية زملائها في الشركة.
وأشار إلى أنهما ذهبا للاطمئنان على الطفلين بعد نحو خمس دقائق من بدء الإفطار، وفوجئا بوجود الطفل الأصغر فقط، فسارعا في البحث عنه، ورافقت زوجته المشرفات، اللاتي أبلغنها باستحالة خروجه من الفندق، في ظل وجود حراسة على أبوابه. كما أفاد الحرّاس بأنه لم يخرج، واقتصرت دائرة البحث على الغرف والبهو.
وأكمل كروم: «أثناء البحث داخل الفندق سمعنا أصواتاً في الخارج، وشاهدنا عدداً كبيراً من الأشخاص يتجمعون، وعرفنا أن حادثاً وقع، فانخلع قلبانا أنا وأمه، وهرولنا إلى خارج الفندق، لنجد الصغير مُلقى على الأرض غارقاً في دمائه، ورأسه شبه مهشم».
وأكد أن الصدمة كانت كبيرة، وأنه لم يصدق عينيه حين رآه جثة صغيرة، وأُصيبت زوجته بحالة انهيار.
وقال كروم إن مسألة الديّة والمطالبة بتعويض مالي عن طفله لا تهمانه، لأن أموال الدنيا كلها لن تعوضه ابنه، لكنه مصرّ على متابعة القضية حتى ينال المتسببون في وفاة إبنه ما يستحقونه من عقاب، لافتاً إلى أن تقرير الشرطة أفاد بأن السيارة كانت تسير بسرعة 50 كيلومتراً في الساعة فقط، وعلى الرغم من ذلك، فقد أدى الحادث إلى شج رأس الطفل نصفين، وحطم قدمه اليسرى.
وأضاف أن النيابة وجهت إلى الفندق تهمة تشغيل عاملة على غير كفالتها، وهي المشرفة التي كانت معنية برعاية الطفل داخل غرفة الأطفال، مشيراً إلى أنه ينتظر وصول أمه حتى يراجع معها موقف الفندق، لأنها هي التي اتفقت معهم هاتفياً، وتأكدت من وجود غرفة مخصصة للأطفال أثناء فترة الإفطار.
وأوضح كروم أن الأسرة لاتزال تعيش مأساة فقدان الابن الأكبر، الذي يسأل عنه شقيقه الأصغر (ثلاث سنوات)، وأكد أنه لم يكن سيترك ابنه لو شك لحظة في أنه لن يلقى الرعاية الكافية، لافتاً إلى أن الحادث وقع في توقيت تخلو فيه الطرق غالباً من السيارات لانشغال الناس بموعد الإفطار.
وتابع أن سائق الدورية ذكر في تحقيقات الشرطة أنه لم يلاحظ خروج الطفل من جانب الطريق، ما أدى إلى ضربه مباشرة في رأسه، مشيراً إلى أن محاميه يتابع القضية حالياً.