« لصوص الفجر » يسرقون كابلات الكهرباء بقفازات عازلة

قبضت شرطة دبي على عصابة باكستانية تتكون من 10 أفراد نفذوا ثماني جرائم سرقة كابلات كهربائية الشهر الماضي، من مناطق متفرقة في دبي، خلال فترة الفجر، على الرغم من سريان الكهرباء فيها.

وقال مدير الإدارة العامة للتحريات، العميد خليل إبراهيم المنصوري، إن القضية بدأت حين تكررت بلاغات سرقة الكابلات الكهربائية من مناطق صحراوية متفرقة، ضمن اختصاص مراكز شرطة جبل علي وبر دبي ومخفر لهباب، حتى وصل عددها إلى ثمانية بلاغات.

وأضاف أن اللصوص دأبوا على تنفيذ جرائمهم بطريقة مبتكرة، تحتمل قدراً كبيراً من المغامرة، إذ يسرقون الكابلات التي تعمل فعلياً وتسري فيها الكهرباء بنسب كبيرة، يمكن أن تفجر شخصاً في حال لمسها، لكنهم كانوا يستخدمون معدات حديثة لحماية أنفسهم، مثل القفازات الحرارية العازلة والمقصات الهيدروليكية.

وأشار نائب مدير الإدارة العامة للتحريات، العقيد سالم الرميثي، إلى تشكيل فريق عمل من إدارات مختلفة لرصد هؤلاء اللصوص وضبطهم متلبسين بجريمتهم، مضيفاً أنه تم التركيز على المناطق التي يتوقع قيامهم باستهدافها، وتكثر فيها الكابلات المؤدية إلى ثكنات العمال. وأوضح الرميثي أن قسم تحليل أساليب الجرائم في الإدارة استطاع تحديد معلومات أساسية مفيدة في البحث، وهي دراية اللصوص بكيفية التعامل مع الكهرباء، حتى يحموا أنفسهم من مخاطر الكابلات المحملة بآلاف الوحدات، واستخدامهم أدوات متطورة، فضلاً عن تحديد موعد تنفيذ الجرائم في وقت الفجر الذي يرتبط مع انقطاع الكهرباء في المنشآت التي تتصل بها.

وتابع أنه تم الاجتماع مع فرق العمل لوضع خطة بحث وتحر سريعة، نظراً للأضرار التي تقع على المنشآت التي تنقطع عنها الكهرباء بسبب سرقة الكابلات، ورسمت خريطة بالأماكن التي يتوقع أن ينفذ فيها اللصوص جرائمهم التالية.

إلى ذلك، قال مدير إدارة البحث الجنائي، المقدم أحمد حميد المري، إن فريق العمل نشر عدداً كبيراً من الدوريات، وأعد كمائن متنوعة حتى رصدت إحدى الدوريات سيارتي بيك آب تتحركان بشكل مثير للشبهات في إحدى المناطق الصحراوية يوم 24 سبتمبر الماضي. وأضاف أن دورية البحث الجنائي تعقبت السيارتين بطريقة فنية يصعب كشفها، ولاحظت قيام اللصوص بفحص المناطق التي تكثر بها الكابلات، حتى حددوا هدفهم، ونزل ثمانية من أفراد العصابة حاملين مقصات هيدروليكية وقفازات، وشرعوا في قص الكابلات، لكن دهمهم رجال الشرطة، وقبضوا عليهم متلبسين بجريمتهم. وتابع أن العصابة تتكون من ثمانية منفذين أساسيين وسائقين يملكان سيارتي بيك آب. وقد اعترف المتهمون بأنهم يسرقون الكابلات بهذه الطريقة المبتكرة ثم يقومون بتقطيعها إلى أجزاء صغرى ويحملونها على السيارتين المستخدمتين في نقل القطع المسروقة، ومن ثم يبيعونها إلى متاجر الخردة. وقال إن سرقة الكابلات تسبب خسائر كبيرة للشركات، وتؤدي إلى وقوع أضرار في الأماكن التي تصل إليها الكهرباء، مشيراً إلى أن فريق العمل في القضية يواصل عمله حالياً في التحري عن المتاجر التي كان اللصوص يتعاونون معها، لتحديد ما إذا كانوا يعرفون أنهم يشترون بضائع مسروقة أم لا، مؤكداً إضافة هذا الأسلوب المبتكر في السرقة إلى الأساليب الإجرامية التي يسجلها قسم تحليل الجرائم للاستفادة منه في حال تكرار هذه السرقات مستقبلاً.