حظر أنواع من « الليزر » في ألعاب الأطفال والقرطاسية
تعتزم بلدية دبي حظر بيع وتداول أنواع من مؤشرات الليزر ضمن ألعاب الأطفال والقرطاسية، نظراً لما تشكله أشعة الليزر القوية من خطر على الصحة والسلامة العامة، إذا ما تم استخدامها بطريقة خاطئة ومن قبل الأطفال وغير المتخصصين في استعمالها.
وأكدت البلدية أنها ستعمم على جميع الموردين وموزعي ألعاب الأطفال ومنتجات القرطاسية والشركات المتخصصة العاملة في عروض المهرجانات وتنظيم الاحتفالات، بضرورة التقيد بالشروط المعتمدة في استيراد وبيع واستخدام الادوات والمنتجات التي تعمل بتقنية الليزر، واصفة إياها بأنها خطرة إذا استخدمت بطريقة غير صحيحة.
خصائصأكدت مصادر علمية أن استخدام تقنية الليزر في مختلف تطبيقات الحياة مثل الصناعات والعلاجات الطبية وأغراض البحث والدراسات العلمية، يعود إلى أكثر من 40 عاماً، وتشير كلمة «ليزر» الى الأحرف الأولى من الكلمات الانجليزية التي تعني تضخيم الضوء بواسطة الانبعاث المحفز بالإشعاع. ويصدر الليزر أشعة قوية جداً في سطوعها تعادل بليون مرة أشعة المصابيح العادية، ويتميز الليزر بخاصية ترابط موجاته، ما يجعل شعاعه يسير في خطوط مستقيمة لمسافات بعيدة دون فقدان كبير في طاقته. وعلى الرغم من الخصائص الفريدة لأشعة الليزر فإنها كأي جهاز تقني لا يخلو من مخاطر في حال استخدامه بطريقة خاطئة، خصوصاً على العين لأنها المستقبل الأمثل، ما استوجب وضع حد للتعرض لهذه الأشعة. وحسب المصادر العلمية فإن العين هي الأكثر حساسية لأشعة الليزر وآثارها، فقد وجد أن الحد الأدنى من الإشعاعات الضوئية ذات الأطوال الموجية بين 400 نانومتر إلى 1400 نانومتر (والنانومتر يساوي جزءاً من البليون من المتر)، يمكن أن تخترق الأوساط الشفافة للعين وتركز على الشبكية. وأفادت دراسات علمية بأن درجة الخطر ترتفع بحسب نسبة الإضاءة المستقبلة عبر الحدقة لتصل إلى الشبكية، ونظراً لآلية التجميع الذاتي لعدسة العين، فإن طاقة الإضاءة على الشبكية تكون أكبر بنحو 50 ألف مرة فيها في مستوى القرنية. وتعتمد الأخطار الحيوية الناتجة عن أشعة الليزر على عوامل عدة تحددها طول موجة الشعاع وقدرته وطاقته، بالإضافة إلى زمن التعرض، الأمر الذي تطلب وضع شروط وحدود دنيا للتعرض لأشعة الليزر، وتصنيف أجهزة الليزر اعتماداً على مواصفات ومقاييس عالمية تتوافق مع شروط الصحة والسلامة العامة.
|
وقال مدير إدارة الصحة والسلامة العامة في البلدية، المهندس رضا سلمان، لـ«الإمارات اليوم»، إن البلدية انتهت من وضع الشروط التي سيتم على أساسها الفصل بين فئات وأصناف تلك المنتجات المسموح بتداولها ضمن الألعاب والأدوات القرطاسية العامة، وبين الفئات التي تستخدمها الشركات العاملة في العروض السياحية والمهرجانات.
وأضاف أن البلدية ستبدأ تنفيذ خطة رقابية مستخدمة أجهزة ومعدات تفتيشية ميدانية متطورة لفحص تلك المنتجات المتداولة في الأسواق، للتأكد من أن نسب وطاقة الإشعاع الموجودة في الالعاب ضمن النسب المسموح بها، عبر مقارنتها بما سيتم التعميم بشأنه والسماح باستخدامه وفق الشروط المعتمدة في البلدية.
وأكد سلمان أن البلدية ستحظر تداول مؤشرات الليزر من فئة ( 3R - 3B - L4 ) بين ألعاب الأطفال أو أدوات ومنتجات القرطاسية لتحصرها ضمن استعمالات الشركات المختصة والمرخص لها باستخدام تلك الفئات من مؤشرات الليزر، نظراً لما تشكله أشعة الليزر القوية من خطر على الصحة والسلامة العامة اذا ما تم استخدامها بالطريقة الخاطئة ومن قبل الأطفال وغير المتخصصين في استعمالها.
ولفت إلى أن إدارة الصحة والسلامة العامة ستطلب شهادات من جهات معتمدة لإثبات الصنف والفئة، ليتم تحديد وتسجيل المنتجات المدرجة ضمن الفئات الخطرة والممنوعة الاستخدام من قبل غير المختصين.
وأوضح أن استخدام الفئات غير المصرح بها من مؤشرات الليزر يتطلب مهارات متخصصة تستطيع تشغيلها بالطريقة الصحيحة، وتوجهيها بدقة، وتعمل على استخدامها على بعد مسافات تنأى بها عن مجال الانشطة التي تتأثر بقوة الأشعة أو شعاع الليزر.
وأشار سلمان إلى أن بلدية دبي تعمل حالياً، الى جانب جهات معنية أخرى، مع هيئة الامارات للمواصفات والمقاييس بهدف اعتماد مواصفة على مستوى الدولة تقضي بتنظيم استيراد وبيع واستخدام مؤشرات الليزر، على أن يتم العمل بتعميم تلك المواصفات والبدء بالرقابة عليها بناء على ما ورد فيها من شروط فور إنجاز المواصفة.
تجدر الاشارة إلى أن عدد من الدول الأوروبية تضع شروطاً مقيدة لاستخدام مؤشرات الليزر، نظراً لما يمكن ان يسببه الاستخدام الخطأ لتلك المؤشرات من وقوع حوادث ينتج عنها أضرار صحية بالغة الأثر، وكانت السلطات الألمانية أعلنت مطلع العام الجاري أنها تدرس قراراً يحظر استيراد مؤشرات الليزر القوية الاشعاع من الخارج، والاكتفاء بما ينتج في ألمانيا من أقلام ليزر ضعيفة الجهد.
وجاء قرار السلطات الألمانية بعد تسجيل عدد من الحالات التي استخدم فيها بعض الأطفال والمراهقين مؤشرات الليزر القوية ضد سائقي الشاحنات الضخمة، فضلاً عن استخدامها ضد لاعبي كرة القدم وتحديدا حراس المرمى بغرض تغيير نتائج المباراة، والمعروف أن أشعة الليزر القوية يمكن أن تصيب سائق السيارة بعمى مؤقت لبضع ثوان، وأن ذلك زمن كاف للتسبب في وقوع حوادث خطرة.