فريق متخصص يعمل على تعويم سفينة « الحوت الأبيض »
أعلنت وزارة البيئة والمياه أنه تم تشكيل فريق عمل متخصص لمتابعة غرق السفينة «الحوت الأبيض» قبالة سواحل إمارة أم القيوين، وذلك بالتنسيق والمتابعة مع الجهات المعنية كافة، فيما ذكر مصدر مطلع لـ«الإمارات اليوم» أن السفينة غرقت الأحد الماضي.
وقالت الوزارة إن «فريق العمل يجمع المعلومات ويقيمها من موقع الحادث، لوضع أفضل الطرق لاحتواء الآثار البيئية الناجمة عن الحادث، وتعويم السفينة، والتخلص منها بشكل آمن».
وأوضح وزير البيئة والمياه الدكتور راشد أحمد بن فهد، أن السفينة الغارقة كانت تحمل على متنها 450 طناً من الديزل بحسب البيانات الأولية، وهي مستقرة على بعد 11 ميلاً بحرياً من الساحل بعمق 35 متراً تحت سطح البحر.
وأكد أن الفريق الذي تم تشكيله من الوزارة يعمل بالتنسيق مع مختصين من الجهات الاتحادية والمحلية المعنية كافة، ومع جهات من القطاع الخاص لجمع المعلومات عن السفينة لتحديد حالتها وحجمها وعمرها، وتحديد موقع غرقها بالنسبة للمنشآت الحساسة بيئياً واقتصادياً ومن مناطق تكاثر وحضانة الأحياء المائية الحية، بهدف تقييم الأضرار المتوقعة في مراحل لاحقة.
وتابع أن الفريق يتواصل مع الشركات المختصة بانتشال السفن الغارقة وسحب حمولتها من الديزل، ويواصل اجتماعاته على مدار الساعة، ويعمل بالتنسيق مع الجهات كافة لمراقبة الوضع، تحسباً لأي تطورات، والتعامل معها بشكل فوري.
وكانت شرطة أم القيوين قد باشرت عمليات الإنقاذ فور وقوع الحادث، ونجحت في انتشال طاقم السفينة بالكامل، من دون إصابات، ويجري حالياً التعامل معهم وفق الإجراءات القانونية المتبعة.
ووفقاً لمعلومات توافرت لـ«الإمارات اليوم» فإن السفينة غرقت على بعد 25 ميلاً بحرياً شرق ميناء خالد في إمارة الشارقة.
وذكر مصدر مطلع أن السفينة الغارقة عبارة عن خزان من الديزل، وانها استقرت في منطقة عميقة في قاع البحر، مضيفاً أن المنطقة التي شهدت الغرق توصف بأنها أكثر عمقاً من محيطها، معرباً عن خشيته من عدم توافر المعدات والإمكانات الفنية لدى الجهات المعنية المختصة لانتشال السفينة.
وأضاف المصدر ان «من الصعب جدا انتشال السفينة الغارقة، لأنها غالبا ما تكون كتلة حديدة مسطحة من الوزن الثقيل، الأمر الذي يسمح لها بتحميل نحو نصف مليون طن من الديزل»، موضحاً أن تحديد موقع الغرق تم باستخدام الطوافات الجوية، وذلك بعد تتبع الفقاعات الناتجة عن امتلاء السفينة، وعلى اساسها تحدد مسافة وموقع الغرق.
وأشار المصدر إلى أن تسرب الديزل من السفينة التي غرقت يوم الأحد الماضي لم يبدأ حتى اللحظة، مؤكداً أن مثل هذا التسرب يبدو حتمياً في غضون الأيام المقبلة، ولم يستبعد ان يهدد التسرب حياة الكائنات البحرية الموجودة في تلك المنطقة، وعلى امتداد مناطق التسرب، ما ينذر بنفوق آلاف الاسماك ومصادر الثروة البحرية الأخرى.
وتساءل المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه عن سبب السماح لعبارات ووسائل بحرية غير مستوفية للشروط بنقل الديزل وتهديد الثروة البحرية، مؤكداً أن منطقة غرق السفينة تشهد نشاطاً كثيفاً لتلك الوسائل البحرية المتهالكة والمعرضة بشكل دائم للغرق والتسبب بكوارث بيئية.