وفاة طالبة « الفجيرة » بالبرق تثير جدلاً.. و« الأرصاد » ينصح بالابتعاد عن الأشجار
مطـالب بأنظـمة واقية من الصــواعق في المدارس والجامعات
أثارت حادثة وفاة طالبة الفجيرة أخيراً نتيجة إصابتها بـ«صاعقة برق» حالة من الجدل والتساؤل بين أوساط اجتماعية مختلفة، حول مدى الخطورة التي تشكلها ظاهرة البرق في الدولة على حياة السكان، وما إذا كان من الممكن تكرارها مرة أخرى خلال الفترة المقبلة، لاسيما مع بدء فصل الشتاء، وماهية إجراءات الوقاية من صواعق البرق.
وطالب مواطنون ومقيمون بضرورة تركيب أنظمة مانعة للصواعق في الأبنية التعليمية، خصوصاً المدارس والجامعات، لحماية الطلبة من مخاطر الصواعق، واتخاذ إجراءات حازمة حيال جميع المباني سواء السكنية والتجارية أو التعليمية التي لا تلتزم بشروط السلامة من الصواعق.
شروط فنيةقال مدير إدارة المقاييس، مدير إدارة المواصفات بالإنابة في هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس، محمد أحمد الملا، إن هناك شروطاً فنية محددة يتم تطبيقها في الأبنية السكنية والتجارية، بهدف الوقاية من صواعق البرق وحماية أرواح الأفراد، لافتاً إلى أن «الجهات المعنية في بلديات الدولة تلزم مكاتب الاستشارات العقارية باعتماد هذه المواصفات ضمن شروط التراخيص والبناء». وأوضح أن «هذه الشروط تتضمن تركيب واقٍ من صواعق البرق في أعلى المباني، وهو عبارة عن نظام كهربائي يتم ربطه وتوصيله بطريقة معينة لتفريغ الشحنات الكهربائية المتولدة عن البرق، بما لا يسبب أي أذى للأفراد القاطنين داخل هذه المباني»، مشيراً إلى أن «مواصفات هذا النظام تم اعتمادها منذ سنوات طويلة، ويتم تركيبه في جميع المنشآت والأبنية الحديثة في الدولة». |
وأكد مختصون في المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل لـ«الإمارات اليوم»، أن الطبيعة المناخية للدولة آمنة من ظاهرة البرق، في ضوء قلة حدوثها وتأثيراتها المحدودة، مقارنة بما تشهده دول أخرى من العالم، مطالبين بعدم الاحتماء بالأشجار والابتعاد عنها نهائياً في حال حدوث برق، إذ إنها موصل جيد للصواعق، فيما ذكر مدير إدارة المواصفات في هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس محمد أحمد الملا، أن «هناك شروطاً فنية إلزامية يتم تطبيقها في الأبنية السكنية والتجارية، بهدف الوقاية من صواعق البرق وحماية أرواح الأفـراد».
وتفصيلاً، أثارت وفاة الطالبة المواطنة صبيحة علي المحرزي (19 عاماً)، الأسبوع قبل الماضي، نتيجة إصابتها بصاعقة برق، أثناء وقوفها مع صديقاتها في ساحة المواقف في كلية تقنية الفجيرة، استعداداً لاستقلال الحافلة بعد انتهاء اليوم الدراسي، والعودة إلى منازلهن، وإصابة سبع من زميلاتها نتيجة تدافعهن للاحتماء بمبنى الكلية، عند رؤية صديقتهن تسقط صريعة على الأرض، مخاوف الجمهور من خطورة صواعق البرق، إذ طالبوا بتطبيق شروط وقائية من الصواعق في جميع الأبنية السكنية والتعليمية، ونشر التوعية لدى المواطنين والمقيمين، حتى لا يتكرر سيناريو الحادث المأساوي الذي تعرضت له فتاة الفجيرة.
وأكد (أبوعدنان)، موظف، ضرورة نشر التوعية والتحذير عبر وسائل الإعلام قبيل حدوث الأمطار الغزيرة أو الرياح الشديدة أو العواصف الرملية، وما قد يترتب عليها من برق وصواعق حتى لا يتعرض أحد لأي أذى.
مخاطر الصواعق
وطالب عبدالله أحمد، موظف، بـ«تركيب أنظمة مانعة للصواعق في جميع الأبنية التعليمية في الدولة، خصوصاً المدارس والجامعات، لحماية الطلبة من مخاطر الصواعق»، معتبراً أن الطلبة هم ثروة الدولة ومستقبلها، لذا يتعين الحفاظ عليهم بالسبل كافة، كما دعا إلى «اتخاذ إجراءات حازمة حيال جميع المباني، سواء السكنية والتجارية أو التعليمية التي لا تلتزم بشروط السلامة من الصواعق».
ورأت المواطنة (أم سالم)، ربة منزل، أنه من المهم توعية الأفراد بخطر البرق وما يصدر عنه من صواعق قاتلة، وتوجيه الأسر بمنع أبنائها صغار السن من اللهو تحت الأمطار، وأخذ الحذر والحيطة من تكرار حادث الفجيرة.
شروط رئيسة
وذكر المهندس في شركة مقاولات، رامي عزت، أن «مانعات الصواعق تعد من الشروط الرئيسة في عملية الإنشاء، إذ يتم تركيب المانع فوق أعلى قمة من البرج السكني، بحيث يمتص الشحنات الكهربائية الناتجة عن البرق، ويفرغها إلى الأرض، بما لا يعرض حياة السكان للخطر بأي حال من الأحوال»، لافتاً إلى أن «البرق يصيب أعلى جزء في المباني، لذا يتم تركيب مانع الصواعق، وهو مصنوع من مادة معدنية متصلة بالأرض، في أعلى نقطة في الأبراج والمباني».
أجواء الدولة
إلى ذلك أكد المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل لـ«الإمارات اليوم»، أن «ظاهرة البرق قليلة الحدوث في الأجواء المناخية للدولة، وتأثيراتها الضارة محدودة للغاية، مقارنة بما تشهده دول أخرى من العالم»، لافتاً إلى «أهمية توعية أفراد الجمهور في الوقت ذاته باتخاذ تدابير الوقاية والسلامة أثناء حدوث البرق، لما قد يترتب عليه من صواعق مضرة، خصوصاً عندما يكون الشخص في الخلاء، إذ لا تمتد مظلة أنظمة الوقاية من الصواعق التي يتم تركيبها في الأبنية إلى الأفراد الموجودين في محيطها».
وشرح المركز أن «هناك مجموعة من احتياطات وإجراءات السلامة يمكن اتباعها أثناء حدوث البرق، من بينها عدم الاحتماء بالأشجار، والابتعاد عنها نهائياً، إذ إنها موصل جيد لصاعقات البرق، خصوصاً أثناء هطول المطر، كما أن ارتفاع الأشجار يزيد من خطر إصابة من حولها بالصاعقة، إذ يصطدم البرق بالأماكن المرتفعة، إضافة إلى ضرورة الابتعاد عن المناطق المرتفعة أو المبتلة، وغلق نوافذ السيارة أثناء القيادة في حال حدوث البرق، أو البقاء داخل المنزل، إضافة إلى الابتعاد عن الأجسام المعدنية».
وبين أن «ظاهرة البرق تحدث نتيجة زيادة السحب الركامية في الطبقات العليا للجو، إذ تحدث عملية تفريغ كهربائي داخل السحابة الواحدة أو بين سحابتين، تتولد على إثرها شحنة كهربائية عالية جداً تصل إلى ملايين الفولتات تنتشر بشكل عشوائي في جميع الاتجاهات، وترتفع معها درجات الحرارة التي تعمل بدورها على تحريك الرياح المحيطة بالشحنة لتحدث صوتاً عالياً يسمى (الرعد)، ثم تحدث الصاعقة عند وصول هذا البرق إلى سطح الأرض أو مكان عالٍ، وهي في العادة تصيب أعلى قمة».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news