متهمان يحتالان على رجل أعمال مرتين بطريقة واحدة
ضبطت شرطة دبي متهمين بالاحتيال قبل هروبهما بدقائق عبر مطار دبي بمليون درهم استوليا عليه من تاجر خليجي، احتالا عليه مرتين، وفق مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية العميد خليل إبراهيم المنصوري، الذي أشار إلى أن الرجل أعطاهما 700 ألف درهم في العملية الأولى وعلى الرغم من إدراكه أنه تعرض للاحتيال لم يبلغ الشرطة، ثم منحهما 300 ألف درهم.
وقال المنصوري إن المتهمين استخدما أسلوبا تقليديا مكررا حذرت الشرطة منه مئات المرات ولم يعد يناسب العصر الحالي وهو أسلوب مضاعفة الأموال إلا أن هناك أشخاصاً مازالوا يقعون في فخ هؤلاء المحتالين نتيجة طمعهم.
وأضاف أن الواقعة بدأت حين تعرف التاجر إلى المحتالين عبر وسطاء وأقنعاه بقدرتهما على مضاعفة الأموال باستخدام خدعة معتادة وهي طلاء الأموال بلون أسود وإزالتها بسائل معين وبشكل غريب ابهر الرجل حين أخرجا له 3000 درهم حقيقية كانت مطلية بالصبغة السوداء.
وأشار المنصوري إلى أن المجني عليه تفاعل جدا مع الخدعة وقدم لهما مبلغ 700 ألف درهم ليضاعفاه واجتمعوا في الفندق الذي يسكنان فيه ووضعوا الأموال في حقيبة داخل خزينة ورشوا عليها السائل وطلبا منه عدم فتحها قبل أسبوع حتى تنتهي عملية المضاعفة ومن ثم غافلاه واستبدلا تلك الحقيبة وفرا هاربين.
وتابع أن الخطأ التالي الذي ارتكبه التاجر هو عدم إبلاغ الشرطة على الرغم من إدراكه أنه تعرض للاحتيال إذ صمت عن الجريمة حتى التقى مصادفة أحد المحتالين في السوق الكبير في منطقة الرفاعة فأمسك به وهدده بإبلاغ الشرطة إذا لم يرد له المبلغ الذي أخذه منه هو وشريكه. إلى ذلك قال مدير إدارة البحث الجنائي، المقدم احمد حميد المري، إن المجني عليه واصل سلسلة أخطائه ولم يسلم المحتال الشرطة لكنه تفاوض معه، وأقنعه المتهم بأنه المسؤول عن ضياع المبلغ لأنه أفسد الوصفة وفتح حقيبة الأموال قبل الموعد المحدد لتكاثرها وطلب منه مبلغا إضافيا حتى يرد إليه المبلغ بالكامل.
وأضاف أن التاجر وافق على الاقتراح لكنه اشترط على المحتال حبسه داخل شقة مفروشة لحين الانتهاء من مضاعفة الأموال وإعادتها إليه فوافق المتهم على الفور، وبالفعل أحضر الرجل 300 ألف وحبس المتهم داخل شقة مفروشة في الطابق الأول قرب السوق الكبير.
وتابع المري أن التاجر حرص على حراسة باب الشقة فيما أخذ المتهم المبلغ وقفز من شرفة الشقة، لافتا إلى أن التاجر اكتشف تعرضه مجددا للاحتيال من المتهم نفسه حين فتح الشقة، وقرر أخيرا الاتصال بالشرطة.
وأشار إلى أنه تم على الفور تشكيل فريق من إدارة البحث الجنائي فور تلقي البلاغ وتم تتبع المعلومات الأولية التي أدلى بها المجني عليه وتجنيد مصادر عدة، وتم تحديد هوية الرجلين وتبين أنهما في مطار دبي في طريقهما للفرار بجريمتهما، فبادر رجال البحث الجنائي بإيقافهما وكان أحدهما مصابا بكسر في ساقه نتيجة القفز من الشرفة وعثر بحوزتهما على مبلغ كبير من المال من عملات مختلفة يقدر بنحو مليون درهم. وأوضح أنه تم عرض المتهمين (م.ن)، و(ب.س) في طابور التشخيص فتعرف إليهما المتهم، وأقرا بجريمتهما ومن ثم أحيلا إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات معهما.
إلى ذلك، قال مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية العميد خليل إبراهيم المنصوري إن شرطة دبي حذرت مرارا من الوقوع في فخ هؤلاء المحتالين ولم يعد من المقبول تعرض تجار ورجال أعمال لخدعة ساذجة، مثل مضاعفة الأموال بهذه الطريقة.
وناشد أفراد المجتمع إبلاغ الشرطة مباشرة، فور تعرضهم لجريمة مثل هذه، حتى تستطيع اتخاذ إجراءات سريعة تمنع تهريب الأموال إلى الخارج، لافتا إلى أن من حسن حظ الرجل أن المتهمين لم يحولا المبالغ، لكنهما أخذاها نقدا معهما إلى المطار.