الزوج ترك رسالتين تشرحان سبب انتحاره واعتذاراً لأسرته
الأب والأم قتلا ابنتهما في واقـــعة الأسرة المنتحرة
كشفت التحقيقات التي أجرتها شرطة دبي في واقعة محاولة انتحار جماعي لأسرة هندية، انتهت بوفاة الأب (40 عاماً)، وإصابة الزوجة (35 عاماً) بإصابات بليغة، أن الزوجين قتلا ابنتهما (سبع سنوات) من خلال خنقها بوسادة أثناء نومها.
فيما عثر فريق التحقيق في الواقعة على رسالتين من الأب، يشرح في إحداهما أسباب انتحاره، ويعتذر في الأخرى عن قيامه وزوجته بقتل الابنة وانتحاره وزوجته بهذه الطريقة المأسوية.
وقال مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي، العميد خليل إبراهيم المنصوري، إن الفحص المبدئي لجثة الفتاة رجح صحة توقعات رجال البحث الجنائي بأنها تعرضت للخنق، إذ تحوّل لون جسدها إلى الأزرق، وكان من الواضح أنها كانت نائمة حين خنقها أبواها.
دول آسيوية كشفت دراسة أجرتها الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي، أن منتحرين من دول آسيوية تصدروا قائمة مرتكبي هذه الحوادث خلال السنوات الثلاث الماضية بنسبة 90٪، يتقدمهم الهنود بنسبة 74٪، يليهم البنغاليون بنسبة 7.8٪، والباكستانيون 5.6٪، فيما سجلت حالة انتحار واحدة بين مواطنين خلال العام الماضي، مقابل ثلاث حالات في 2010 بنسبة 0.04٪ ومثلها في عام 2009 بنسبة 0.05٪. وبينت الدراسة أن الرجال يمثلون النسبة الأكبر من المقدمين على الانتحار مقارنة بالنساء، عازية ذلك إلى أنهم أكثر عرضة للضغوط الاجتماعية والنفسية والاقتصادية، نظراً لأنهم يتولون توفير الاحتياجات الأساسية لأسرهم، مشيرة إلى أن أكثر طرق الانتحار شيوعاً بين الرجال هي الشنق، فيما تكره النساء اللجوء إلى العنف، ويلجأن عادة إلى تناول جرعات زائدة من الدواء. ولخصت الدراسة أسباب الانتحار الى عوامل نفسية تشمل الاضطرابات العصابية والذهنية، ويلجأ المنتحر في هذه الظروف إلى قتل نفسه انتقاماً منها في حالة ارتكاب خطيئة ما، أو انتقاماً لنفسه إذا تعرض لنوع من الظلم أو الضغوط، سواء في عمله أو منزله، ويلجأ للانتحار لإثارة الانتباه ولفت الأنظار إلى الظلم الذي كان يتعرض له. وتابعت الدراسة أن العامل الاجتماعي لأسباب الانتحار ينتشر عادة بين الأسر المفككة التي لا تربط أفرادها أواصر اجتماعية، موضحةً أن طلاق الوالدين وخلافاتهما التي تمتد غالباً إلى نوع من العنف الجسدي ترسخ فكرة الانتحار عند الأبناء للتخلص من هذا العذاب، كما يشمل العامل بعض الحالات العاطفية التي تتولد لدى فتاة تجبرها أسرتها على الزواج بشخص معين، أو بسبب قصة حب فاشلة أو زواج لم يستمر. |
وأضاف المنصوري أن الأم لاتزال ترقد في حالة حرجة في مستشفى راشد، إثر قيامها بقطع شرايين يدها، ما أفقدها كمية كبيرة من الدماء، لافتاً إلى أنها كانت في النزع الأخير حين عُثر عليها داخل حمام شقتها غارقة في دمائها، ومصابة بحالة هستيرية، نتيجة وفاة زوجها وابنتها وبقائها على قيد الحياة.
وبدأت الواقعة، ظهر أول من أمس، حين تلقت الشرطة بلاغاً من شقيق الزوج وشقيقة الزوجة، يفيد بأنهما حاولا الاتصال بالأسرة التي تقيم في منطقة الرفاعة، لكن من دون جدوى، وأبلغا الشرطة، نظراً لأن من غير المألوف أن تنقطع الاتصالات معهم على هذا النحو، فاقتحمت قوة من مركز شرطة الرفاعة والبحث الجنائي الشقة، لتجد الزوج مشنوقاً في سقف الصالة، والفتاة مقتولة على سريرها، والأم في حالة حرجة في الحمام.
وأوضح المنصوري أن المرأة اعترفت خلال استجواب مقتضب لها، نظراً لظروفها الصحية، بأنها اشتركت مع زوجها في قتل ابنتهما أثناء نومها، إذ أمسكت هي يدي الطفلة وشلت حركتها، فيما خنقها الزوج بوساطة وسادة حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، مؤكداً أن مشهد الفتاة كان مأسوياً للغاية، إذ رقدت في فراشها بوداعة، وقد اكتسى وجهها وجسدها بالزرقة. وتابع أن رجال البحث الجنائي عثروا على رسالتين تركهما الزوج، شرح في إحداهما سبب انتحاره، نتيجة خلاف مع صديق قديم كانا يعملان معاً في إحدى الشركات، وتطور الأمر إلى تبادل الإهانات على خلفية مبلغ بسيط يقدر بنحو 15 ألف درهم، لافتاً إلى أن الرجل كتب أنه شعر بالقهر والعجز نتيجة الخلاف، وفقد الرغبة كلياً في الحياة، وانتقل الشعور بالاكتئاب إلى زوجته، لذا قررا الانتحار معاً وإنهاء حياة ابنتهما كذلك.
وأشار إلى أن الزوج ترك كذلك رسالة أخرى اعتذر فيها لأسرته وأسرة زوجته على قيامهما بالانتحار، والتسبب في حالة حزن وخسارة للأسرتين، وطلب من أقاربه أن يغفروا له ولزوجته قيامهما بالانتحار وقتل طفلتهما بهذه الطريقة.
وأوضح المنصوري أن الأم تخضع لحراسة مشددة حالياً في المستشفى، تفادياً لقيامها بإيذاء نفسها بطريقة أو بأخرى، خصوصاً في ظل سيطرة الاكتئاب الشديد عليها، لافتاً إلى أن التحقيقات لاتزال جارية في الواقعة، خصوصاً أن الطب الشرعي لم ينته بعد بشكل نهائي من فحص جثة الزوج والطفلة، متوقعاً أن يحسم التقرير الطبي ملابسات الواقعة كلها.
وأكد أن الواقعة وحالات أخرى مماثلة ترتكبها جنسيات بعينها تكون محيرة، مبيناً أن الأب يعمل في وظيفة جيدة، ويتقاضى منها راتباً كبيراً، كما أن زوجته تعمل وتتقاضى كذلك راتباً قيماً، موضحاً أن التحقيقات أثبتت أنهما لم يعانيا أية ضائقة مالية. وأشار إلى أن حملات التوعية لم تحقق فائدة مع هؤلاء، إذ لا يرى مبرراً للانتحار بهذه الطريقة، وقتل فتاة بريئة في فراشها من دون ذنب ارتكبته، لافتاً إلى هناك معتقدات لدى فئة من هؤلاء أنهم سينتقلون مجتمعين إلى حياة أفضل، إذا انتحروا بهذه الطريقة.
وأوضح أن هناك انخفاضاً لافتاً في مؤشر بلاغات الانتحار خلال العام الماضي يصل إلى أكثر من 50٪، بواقع 40 حالة تقريباً، مقابل 83 حالة في عام ،2010 و89 بلاغاً في عام .2009
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news