اتهام شاب بإحراق بيت أسرة مواطــنة
تلاحق شرطة دبي شاباً يشتبه في قيامه بحرق منزل أسرة مواطنة تتكون من 12 شخصاً في منطقة القوز الأولى أثناء نومهم، والتسبب في إتلاف ثلاث سيارات حديثة التهمتها النيران التي طالت أجزاء من المنزل، فضلاً عن تعريض حياة سكانه للخطر، خصوصاً طفلة معاقة نسيها أفراد الأسرة أثناء هروبهم من النيران وتم إنقاذها لاحقاً.
وروت المواطنة فاطمة محمد حسن، تفاصيل الواقعة لـ «الإمارات اليوم» قائلة إنها «سمعت صوتاً بالمصادفة أثناء توجهها إلى الحمام في نحو الساعة الثانية والنصف صباح الأربعاء الماضي أثناء نوم معظم أفراد الأسرة وحين حاولت تقصي أسبابه، فوجئت بالنيران تشتعل خارج المنزل في سيارات الأسرة بالقرب من الأبواب، ما أصاب الجميع بحالة من الهلع حتى حضرت فرق الدفاع المدني وأطفأت الحريق»، مؤكدة أن الشخص الذي أشعل الحريق كان يقصد قتل أفراد الأسرة لأنه استهدف المخارج الوحيدة للمنزل.
فيما أكد مدير مركز شرطة بر دبي العقيد علي غانم، أنه تم تحديد هوية المشتبه في إحراق المنزل الموجود خلف المقبرة القديمة في القوز الأولى على خلفية تهديده أحد المراهقين في الأسرة قبل الحادث بيومين. لافتاً إلى أن المشتبه فيه من أصحاب السوابق، وأنه هارب حالياً في مكان غير معلوم، ويتعقبه فريق من البحث الجنائي والملاحقة الأمنية، مؤكداً أنه سيتم القبض عليه قريباً.
وأفادت فاطمة محمد حسن طالبة جامعية، بأن «اسرتها عاشت كابوساً فجر الأربعاء الماضي حين استيقظت على حريق كبير يشتعل في ساحة المنزل الأمامية ويلتهم سيارات حديثة اشترتها الأسرة من الوكالة، أخيراً، لافتة إلى أن رائحة الديزل كانت واضحة بما يؤكد أن هناك من تعمد إشعال النيران».
وأضافت أن الشخص الذي أشعل الحريق معروف للأسرة وهو شاب يدعى (ع) ويقيم في المنطقة نفسها، لافتة إلى أنه كان على خلاف مع شقيقها الأصغر 17 سنة منذ ثلاثة أشهر، وتدخل شقيقها الأكبر وحل هذا الخلاف ودياً، واعتقد الجميع أن المشكلة انتهت، لكن شقيقها الأصغر تلقى تهديداً من هذا الشخص قبل يومين فقط من الحادث إذ توعده بانتقام قاس.
وأشارت إلى أن الأسرة التي تقيم في المنزل مرت بتجربة مرعبة، لافتة إلى أن الشخص الذي أشعل النيران كان يتعمد إحراق الأسرة، لأنه رش الديزل على البابين الوحيدين للمنزل محاولاً إشعال النيران فيهما حتى لا يتمكن أحد من الخروج، مشيرة إلى أن شقيقها الأكبر كان في الخارج وعاد مسرعاً بعدما اتصلت به زوجته، لافتة إلى أن الخوف الأكبر كان على والدها المسن وطفلة صغيرة عمرها أربع سنوات.
وتابعت أن الأسرة خرجت بسرعة إلى الشارع هرباً من النيران التي كانت تحاصر المنزل وأدرك أفرادها بعد خروجهم أنهم نسوا شقيقتها المعاقة «10 سنوات» فدخل شقيقها الأكبر مسرعاً وأخرجها من المنزل قبل أن تتعرض للاختناق أو الإصابة.
وأكدت فاطمة أنها منذ الحادث تستيقظ مذعورة على كوابيس مفزعة هي وشقيقاتها، مشيرة إلى أنها لم تتخيل أن ينتقم إنسان بهذه الطريقة لمجرد خلاف بسيط مع شاب.
وأوضحت أن رجال الشرطة عثروا على الولاعة المستخدمة في إحراق المنزل، كما عثر على الأدوات المستخدمة في رش الأبواب والسيارات بالوقود، مشيرة إلى أن النيران لم تستطع التهام الأبواب لحسن الحظ، وأتت فقط على السيارات وبعض الأثاث الموجود في حوش المنزل.
إلى ذلك، قال مدير مركز شرطة بر دبي العقيد علي غانم لـ «الإمارات اليوم» إن دوريات الدفاع المدني والشرطة انتقلت إلى المنزل فور تلقي البلاغ وتم التعامل مع الحادث وإطفاء النيران مباشرة، فيما اتخذ قسم البحث الجنائي في المركز الإجراءات المطلوبة، فتم تسجيل بلاغ من الأسرة والحصول على إفادة أفراد الأسرة، فضلاً عن انتداب خبير حرائق من الإدارة العامة للأدلة الجنائية لفحص المنزل وتحديد أسباب الحريق.
وأضاف غانم أن دائرة الاشتباه تنحصر في شاب يدعى «ع» من أرباب السوابق نظراً لتهديده الابن الأصغر في الأسرة التي احترق منزلها، موضحاً أنه تجري ملاحقته حاليا بتهمة الحرق العمد، وأعدت له كمائن في مناطق عدة يؤوي إليها غالباً، مؤكداً أنه سيتم ضبطه قريباً.
وحول تكرار المشكلات في هذه المنطقة أوضح غانم أن مركز شرطة بر دبي سيطر إلى حد كبير على المشاجرات التي كانت تحدث بين الشباب والمراهقين في هذه المناطق، من خلال تكثيف الدوريات الأمنية وضبط أي شخص يحوز أسلحة بيضاء أو يحاول افتعال مشكلات.
وأشار إلى أن بعض الشباب يرتكبون تصرفات إجرامية بسبب خلافات ومشاجرات بسيطة، لافتاً إلى أن هذه الممارسات حالات فردية، موضحاً أن الشاب الذي أحرق المنزل ارتكب جريمته خلال دقائق، إذ رمى الديزل في المكان وأشعل القداحة ثم غادر مسرعاً.