أبوان يرفضان تسلّــم رضيعهما لإصابته بإعاقة
رفض والدان تسلم طفلهما الرضيع من المستشفى، بدعوى أن الطفل أصيب بتشوهات وخلل تنفسي، بسبب إجراء عملية جراحية لعلاج مشكلات بالرئة، نتيجة ولادته المبكرة، فيما قال مدير الإدارة العامة لحقوق الإنسان في شرطة دبي، العقيد دكتور محمد المر، إن الواقعة تمثل مأساة إنسانية بكل المقاييس، إذ توقف الأب عن زيارة طفله منذ شهر أكتوبر الماضي، فيما امتنعت الأم عن زيارته منذ أواخر شهر ديسمبر.
وأوضح أن الوالدين بإمكانهما اللجوء إلى القضاء لحسم النزاع القضائي، لكن لا يمكنهما التخلي عن رضيع يحتاج إلى رعاية والديه، مشيراً إلى أن إدارة حماية حقوق الطفل والمرأة، التي أنشئت حديثاً في الإدارة العامة لحقوق الإنسان، تلقت قبل أسبوع، رسالة من مستشفى لطيفة في دبي، تفيد بأن أبوين مواطنين يرفضان تسلّم رضيعهما البالغ من العمر خمسة أشهرأ من المستشفى، كما يمتنعان عن زيارته.أ
وأضاف أن فريقاً من الإدارة توجه إلى المستشفى، برئاسة مدير الإدارة، الرائد إسحاق احمد محمد، لبحث تفاصيل الحالة، وتبين أن الطفل (ج) وُلد خديجاً، إذ اضطرت أمه إلى ولادته مبكراً بعد ستة أشهر من الحمل في مستشفى دبي، وأعضاؤه الداخلية غير مكتملة ويعاني صعوبات في التنفس، استدعت نقله إلى مستشفى لطيفة لإجراء جراحة عاجلة له ووضعه تحت الإشراف الطبي في العناية الفائقة.
وتابع المر أنه بناء على إفادة المستشفى، فإن الطفل خضع للعلاج اللازم حتى بات خروجه ممكناً من المستشفى الذي اتصل بوالديه لتسلمه منذ التاسع من أكتوبر الماضي، لكنهما رفضا ذلك على الرغم من تكرار الاتصال بهما، بدعوى أنه يعاني عيوباً خلقية، ومصاب بالصرع، وأن لديهما طفلاً آخر مصاباً بأعراض مشابهة، عمره خمس سنوات، ولا يمكنهما تحمل مسؤولية آخر يعاني المشكلات الصحية نفسها.
وأشار إلى أنه استدعى، بعد الاطلاع على التقرير، والد الطفل لسؤاله عن الواقعة، وفوجئ بأنه يرفض فعلياً استلام الطفل لأنه أصيب بمضاعفات عقب الجراحة التي أجريت له في المستشفى، مبيناً أن التقرير الطبي الذي صدر عقب ولادته يفيد بأنه كان يعاني فقط اضطرابات في التنفس بسبب عدم اكتمال الرئة، لكنه أصبح مصاباً بخلل عصابي وعيوب خلقية وصرع بعد الجراحة التي أجريت له لاحقاً.
ونقل المر عن والد الطفل قوله إنه تقدم بشكوى إلى هيئة الصحة في دبي، بسبب الخطأ الطبي الذي تعرض له طفله، إذ لفت إلى أن لديه طفلاً آخر معاقاً عمره خمس سنوات، يوفر له مربيتين لرعايته، لذا حرص على إجراء فحوص قبل إنجاب رضيعه ليتأكد من سلامته، اذ أكدت الفحوص والتحاليل أنه لا يعاني أي مشكلات صحية أو إعاقة، مشيراً إلى أنه ينتظر قرار لجنة التحكيم في الشكوى.
وتابع المر أنه حاول إقناع الأب بضرورة تسلّم ابنه لأن التعامل مع الطفل بهذه الطريقة لا يمت للإنسانية بصلة، ويتنافى مع تعاليم جميع الأديان، وعادات المجتمع الإماراتي، مطالباً الأب باتخاذ كل الإجراءات القانونية التي تكفل له الحصول على حق ابنه، إذا كان يرى أنه تعرض لخطأ طبي، لكن في المقابل لا يمكن تركه بهذه الطريقة في المستشفى. وأشار إلى أن الإدارة العامة لحقوق الإنسان عرضت على الأب مساعدته في رعاية الطفل إذا كان يحتاج إلى توفير مربية له، مؤكداً أن الادارة لن تتخلى عن الرضيع قبل تسليمه لوالديه والتأكد من أنه يحظى برعاية إنسانية وصحية كافية.
وأوضح المر أنه تعامل مع حالات كثيرة لأسر لديها أكثر من طفل معاق، وعلى الرغم من ذلك يوفرون كل الرعاية اللازمة ويتعاملون معهم بحنان أكثر من أشقائهم الأصحاء، مؤكداً أن الطفل لا يمكن أن يتحمل ذنب ولادته معاقاً ولا يمكن مسامحة أب أو أم يعاقبان طفلهما على ذلك، معرباً عن أمله في أن يكون موقف الأبوين في هذه الحالة مؤقتاً. وتابع أن هناك حاجة ماسة لتشريع قانوني يحمي حقوق الأطفال من الانتهاكات، مؤكداً أن الإدارة العامة لحقوق الإنسان تحاول من جانبها التدخل لحماية هذه الفئة الضعيفة. ولم يتسن لـ«الإمارات اليوم» إجراء لقاء مع والدي الطفل.