تأييد إعدام سائق قتل زميله بعد تجميده في برّاد أسماك

أصدرت محكمة الاستئناف في دبي، أمس، حكماً بإعدام سائق نحر زميله، بعد أن جَمّده في برّاد أسماك، بسبب خلاف مالي بينهما، مؤيدةً حكم أول درجة.

ورأت المحكمة في أسباب حكمها أن «لا مجال للرأفة والشفقة مع المتهم، بسبب بشاعة جريمته ولسبق إصراره على إزهاق روح المجني عليه، ثلاث مرات، وكان باستطاعته إنقاذه من الموت، إضافة إلى سرقته حافظة النقود الخاصة بالمجني عليه».

ولم تعوّل هيئة المحكمة التي أصدرت الحكم أمس، والمكونة من القاضي مصطفى الشناوي رئيساً، وعضوية القاضيين سعيد بن صرم والدكتور أحمد المطوع، على إنكار المتهم، إذ إنه يدافع عن نفسه وجريمته بهدوء أعصاب، ويرجع ما حصل إلى أنه نتج عن مشاجرة لا أكثر في الجريمة التي وقعت في نوفمبر .2009

واعتبرت المحكمة أن «الفرصة سنحت للمتهم أكثر من مرّه ليعود عن جريمته، لكنه أصرّ على القتل، إذ انفرد به ووجّه إليه ركلة بين رجليه، وبعدها وضعه في برّاد السيارة بدرجة حرارة 17 تحت الصفر، وبعدما تبيّن له أن المجني عليه لايزال حياً، كون عينيه كانتا ترمشان، توجه به إلى منطقة نائية ورماه على الأرض ووجه إليه طعنات عدة بالسكين، وبعدها نحره».

وكشف ملف القضية في المحكمة عن تفاصيل القضية، إذ قال القائم بضبط المتهم في تحقيقات النيابة العامة إنه «بعد وجود الجثة وإجراء البحث والتحري بشأنها، كونها جثة مجهولٍ، حضر رجل للإبلاغ عن تغيب المجني عليه، وعند الاطلاع على صورة الجثة تعرف إليها، وأخبرهم بأن المجني عليه صديق المتهم ودائم الخروج برفقته، وفي الآونة الأخيرة حدثت بينهما خلافات مالية، ودلهم على مكان عمل المتهم، فتم إلقاء القبض عليه».

وتابع أن «المتهم أقرّ بوجود خلافات مالية مع المجني عليه، ثم اعترف صراحة بعدها ومن دون إكراه بجريمته».

وذكر الضابط نفسه أن «المتهم اعترف في التحقيقات بأنه أحضر المجني عليه من بلده إلى الإمارات للعمل، وحصل منه مقابل ذلك على بعض المبالغ المالية، لكن المجني عليه لم يعجبه عمله، فتركه، واعترض عليه بأنه كان يظن تشغيله في وظيفة أفضل، وحينها طلب منه استعادة المبالغ التي سلمها إليه، لأنه يود مغادرة الدولة، فأعاد إليه 20 درهماً من أصل 9000 درهم، واعتذر لعدم حيازته تلك المبالغ، وطلب منه إمهاله ليتمكن من إعادتها إليه، لكن المجني عليه أخذ يلحّ عليه».

وأضاف أن «المجني عليه حضر إليه في مقر عمله في سوق السمك في دبي، وطالبه بالمبالغ المالية، وبعدها خرجا مشياً على الأقدام أمام سوق الدواجن المقابل لسوق السمك، وتحدثا، لكن المجني عليه بدأ في توجيه الشتائم إليه، فركله بين فخذيه، ولم يعد بعدها يستطيع الحركة وبدأ يتألم، فأخذه ووضعه في براد سيارته التي يستعملها في نقل الأسماك، وكانت درجة حرارة البراد 17 درجة تحت الصفر، وليس له مفتاح من الداخل، وبعدها توجه إلى محل خلف السوق واشترى سكيناً ثم توجه مشياً إلى مقر سكنه بالقرب من سوق الذهب وحاول النوم، لكنه لم يستطع».

واعترف المتهم بأن «من المستحيل أن يبقى إنسان على قيد الحياة وهو في البراد تلك المدة»، متابعاً - وفق إفادته للضابط - أنه «في منتصف الليل استقل سيارته وتوجه بها إلى الطريق المؤدي الى مدينة العين، وأخذ يبحث عن مكان غير مكشوف ليلقي الجثة فيه، فوجد طريقاً فرعياً بالقرب منه أشجار، وكان مناسباً لإلقاء الجثة، إذ لا يراه أحد، ففتح البرّاد بعدها وأخرج الجثة منه، وكانت حينها متجمدة، إلا أنه تبيّن أن المجني عليه لايزال حياً، كون عينيه كانتا ترمشان، وعلى الفور أحضر السكين وطعنه بها طعنات عدة، وبعدها ذبحه حتى يضمن أنه فارق الحياة تماماً، وبعد أن اطمأن من ذلك، رمى السكين بين الأشجار، وأخذ محفظة المجني عليه وهاتفه المحمول، وغادر المكان، وفي الطريق رأى سلة مهملات فرمى فيها المحفظة، بعد أن أخذ المبالغ المالية التي بداخلها، وذهب إلى منزله وخلد إلى النوم».

الأكثر مشاركة