عصابة تسرق 56 سيارة فارهة وتـهرّبها بحراً
ضبطت شرطة دبي عصابة تتكون من أربعة أشخاص، تسرق السيارات الغالية الثمن، وتهربها إلى خارج الدولة، بعدما تمكنت من سرقة 56 سيارة على مدى أشهر، 20 مركبة من دبي، و36 من إمارة مجاورة.
وقال مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي العميد خليل إبراهيم المنصوري، إن قيمة السيارات المسروقة تقدر بعشرات الملايين، لافتاً إلى أن العصابة تضم تاجرين أفغانيين (زائرين) وهندياً يقود سيارة نقل مركبات (ريكفري) وباكستانياً.
وأوضح أن العصابة استخدمت أسلوباً مختلفاً عمّا هو معهود في تنفيذ هذا النوع من الجرائم، يعتمد على رصد ساحات تخزين السيارات الجديدة، الفارهة، في المناطق البعيدة، وسرقة أعداد منها، وتهريبها إلى خارج الدولة بطريقة احترافية، لافتا إلى أن شرطة دبي استعادت خمس مركبات جديدة من طراز «تويوتا لاندكروزر» و«برادو» كانت معدة للشحن، ويجري العمل على استعادة بقية المركبات المهربة.
وتفصيلاً، أفاد المنصوري بأن القضية بدأت منذ أبريل من العام الماضي، حين تكررت بلاغات عن سرقة سيارات بأسلوب إجرامي جديد، يعتمد على استهداف مركبات غالية الثمن في ساحات تخزينها في المناطق البعيدة، حيث تقوم شركات بتجميعها استعداداً لشحنها إلى خارج الدولة.
وأضاف أن شرطة دبي تلقت 12 بلاغا العام الماضي، وثمانية بلاغات أخرى العام الجاري، كان آخرها في بداية الشهر الجاري، لافتاً إلى أن اللصوص كانوا ينفذون جرائمهم، ويختفون فترة، معتمدين أساليب احترافية في التهرب من ملاحقة فرق البحث الجنائي. كما استخدموا طرقاً غير معهودة في تهريب السيارات إلى خارج البلاد، والانتقال بين أكثر من دولة، قبل أن يعاودوا تنفيذ جرائمهم.
وأكد تشكيل فرق عدة من إدارتي البحث الجنائي والملاحقة، كما عمل قسم تحليل الأساليب الإجرامية على رصد السرقات التي نفذت بالطريقة نفسها، حتى حدد 36 جريمة مشابهة، ارتكبت في إمارة مجاورة، واستهدفت أنواع السيارات نفسها.
وتابع أن فرق البحث الجنائي عملت وفق خطة شاملة، اعتمدت على تحليل أساليب السرقات، وأعدت كمائن على مدار 24 ساعة في الأماكن التي قد يلجأ إليها الجناة، وساحات تخزين السيارات التي ربما يقومون باستهدافها، لافتاً إلى أن رجال المباحث كانوا على ثقة بأن نجاح السرقات السابقة سيغري اللصوص بتنفيذ جرائم أخرى.
وأشار إلى أن الكمائن أعدت في مناطق وردت منها بلاغات في الراشدية، والقصيص، ونايف، والمرقبات، وتم استنفار ضباط الادارة أكافة، والتركيز على سوق العوير للسيارات، والمناطق المجاورة له.
وأوضح أن جهود فرق البحث تكللت بالنجاح حين رصد أحد الكمائن شاحنة نقل سيارات تحوم في نحو الثالثة صباحاً قرب سوق العوير للسيارات، ثم دخلت إلى ساحة رملية استخدمت لتخزين أعداد من السيارات الجديدة، من طراز «تويوتا لاند كروزر» و«برادو»، ونزل منها شخصان، توجه أحدهما إلى إحدى السيارات وكسر المثلث الزجاجي القريب من المقعد الخلفي وفتح الباب بسرعة، ثم قام بتشغيلها وشحنها على مركبة النقل.
ولفت المنصوري إلى أن فريق العمل أطبق عليهما، وضبطهما متلبسين بسرقة السيارة بعد تصويرهما أثناء ارتكاب جريمتهما، لافتاً إلى أن أحدهما هندي يدعى (ا.ف) يعمل سائقاً على سيارة «ريكفري»، والآخر باكستاني يدعى (ش.أ) ودأبا على تنفيذ السرقات، ثم نقل السيارات إلى حاويات معدة للشحن بحراً، حيث يخفيانها بطريقة فنية من خلال إقامة جدار من قطع الغيار والمحركات المستعملة، بقصد التمويه على جهات التدقيق في المنافذ.
وكشف أن المتهمين الآخرين تاجران أفغانيان وهما (ا.ص) و(غ.ا) اعتادا زيارة الدولة منذ عام 2009 بهدف شراء قطع الغيار والمحركات المستعملة، وتعرفا إلى الآخرين، وخططوا معا للجرائم، وكانوا يصرّفون السيارات المسروقة في موطنهم، مشيرا إلى أنهم ركزوا على المركبات الرباعية الدفع التي تناسب تضاريس بلادهم.
وأوضح أن التاجرين كانا يمولان جرائم السرقة، ويمدان المتهمين (ا.ف) و(ش.أ) بما يحتاجان إليه من دعم ومستلزمات، فضلا عن أنهما كانا يغطيان عمليات التهريب. وحين تنقل السيارات إلى بلادهما، يعملان على تغيير بياناتها، وإعادة بيعها.
وقال المنصوري إن فرق البحث الجنائي استطاعت استعادة خمس سيارات أحدث موديل، وجارٍ حالياً استرداد عدد آخر من السيارات المهربة بالتنسيق مع السلطات الأمنية في كل من إيران وأفغانستان، وإخطار «الإنتربول» بمتابعة بقية المركبات المسروقة في البلدان التي اعترف المتهمان ببيع السيارات فيها، لافتا إلى أنهما اعترفا تفصيلياً بجرائمهما وأقرا بتنفيذ جرائم مشابهة في إمارة مجاورة، ولاتزال التحقيقات جارية معهما للتوصل إلى مزيد من المعلومات، وتحديد ما إذا كان لهم شركاء آخرون من عدمه.
وأكد أهمية حرص شركات السيارات على توفير حراسة كافية للساحات التي تخزن فيها سياراتها الجديدة، حتى لا تكون صيداً سهلاً لمثل هذه العصابات، مشيراً إلى أن شرطة دبي قامت بدورها من حيث ملاحقة وضبط المتهمين، كما تبذل قصارى جهدها لاستعادة السيارات المسروقة، لكن يبقى هذا احتمالاً غير مؤكد في ظل تهريبها وبيعها في الخارج، بعد تغيير بياناتها.
وأشار إلى أنه كان من الممكن ضبط اللصوص في وقت أسرع لو شاهدهم حارس أمن مكلف حراسة إحدى الساحات التي استهدفوها، معرباً عن أمله في تلافي هذا الإهمال مستقبلاً.