مستشفى البراحة أكّد أن الطفـــــــــــــــــــــــــــــــــــــل حضر في حالة غياب تام عن الوعي. تصوير: مصطفى قاسمي

التحقيقات تبرّئ مطعـــماً من تسمّم أسرة هندية

تواصل شرطة دبي التحقيقات في واقعة تسمم أسرة هندية، تتكون من رجل وزوجته وطفليهما، أصيبوا بأعراض واحدة وتوفي الابن الاصغر (تسع سنوات)، والذي يعاني مرض التوحد، ورجحت إفادات أفراد الأسرة براءة مطعم وجبات سريعة من شبهة تقديم وجبة فاسدة إلى العائلة.

وأكد مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، العميد خليل إبراهيم المنصوري، أن تقرير الطب الشرعي سيصدر اليوم، ويحسم سبب وفاة الطفل، والأعراض التي ظهرت على بقية أفراد الأسرة، لافتا إلى أن ابن شقيق الأب، الذي شاركهم في الوجبة العائلية نفسها لم يتعرض لأي مشكلات صحية.

وأفاد المنصوري بأن الأسرة تناولت في العشاء وجبة شعبية هندية معدة في المنزل، بعد نحو 10 ساعات من طهيها، وفق إفادة الأب والأم، وتم الحصول على عينات منها، وإرسالها إلى مختبر بلدية دبي لتحديد مدى صلاحيتها.

فيما رجح تقرير بلدية دبي أن وفاة الطفل وإصابة بقية أفراد عائلته ليست ناتجة عن تسمم غذائي، لأن الأعراض ظهرت على أفراد العائلة بعد ثماني ساعات من تناول الوجبة المشتركة في المطعم، وخمس ساعات من تناولهم الوجبة المنزلية، بينما تسبب السموم الميكروبية أعراضا خلال ساعة في المتوسط من تناول الأغذية المشتبه في تسببها بالتسمم الغذائي.

وتفصيلاً، قال المنصوري إن الأب ذكر في إفادته، بمركز شرطة المرقبات، أنه توجه مع ابنيه وزوجته وابن شقيقه إلى مطعم وجبات سريعة، مقابل «الريف مول»، وحصلوا جميعا على وجبة عائلية من الدجاج، لافتا إلى أنه غادر مع زوجته وابنيه إلى حديقة عامة، فيما تركهم ابن شقيقه عائدا إلى مقر سكنه بمنطقة جبل علي.

وأكد الأب، ويدعى كاروبام فيروز خان، أن الأسرة عادت إلى المنزل في منطقة البطينة نحو الساعة 30:8 مساءً، لافتا إلى أنه اشتم رائحة مبيد حشري، قادمة من شقة جيرانهم، قبل أن يدخل الشقة مع أسرته.

وتابع أن زوجته قدمت لهم في الساعة التاسعة وجبة هندية شعبية، من الأرز والماء والملح تسمى «أوكوما»، كانت أعدتها نحو الساعة 11 صباحا، ونام الجميع بعد ذلك.

وأشار الزوج إلى أنه استيقظ عند نحو الساعة 30: 2 صباحا، على صوت زوجته تعاني ألماً شديداً في المعدة وقيئاً وإسهًالا، كما أنه شعر بالأعراض نفسها، واستيقظ طفلاه على أعراض مماثلة.

وأوضح فيروز خان أنه اتصل بشركته في اليوم التالي، وطلب سيارة لنقله وأسرته إلى مستشفى البراحة في العاشرة صباحاً، لافتا إلى أن ابنه الأصغر (عوض)، كان في حالة إغماء تام، وحاول الأطباء إسعافه إلا أنهم لم يستطيعوا، ففارق الحياة.

وأفاد التقرير الطبي لمستشفى البراحة بأن الطفل حضر في حالة غياب تام عن الوعي، ومن دون نبض أو تنفس، ولم يستجب بؤبؤ عينه للضوء، ولا يوجد نشاط للقلب، وتم عمل الإنعاش القلبي الرئوي له بواسطة أطباء الحوادث والأطفال والتخدير، إلا أنه لم يستجب، وتم إعلان الوفاة في الساعة 30: 12 ظهراً.

فيما أوضح التقرير الطبي للأب أنه يشكو قيئاً متكرراً وإسهًالا، واستقرت حالته بعد إسعافه، فيما أصيبت الأم والابن الأكبر بالأعراض نفسها، فضلا عن إصابتهما بنوع من الجفاف البسيط. ولفت المنصوري إلى أن إفادة ابن شقيق الأب، وهو عامل في شركة شحن كانت مهمة في الواقعة، إذ أفاد بأنه كان بصحبة الأسرة في مطعم الوجبات السريعة، وأكل ثلاث قطع من الوجبة، ثم تركهم متوجها إلى محطة المترو، ومنها إلى مقر سكنه في جبل علي.

وأكد ابن شقيق الأب، ويدعى سوجيب مصطفى، أنه لم يشعر بأي مشكلات صحية عقب رحيله، ولم تطرأ عليه أي من الأعراض التي لحقت ببقية أفراد الأسرة.

وقال المنصوري إن الأب والأم ألمحا إلى احتمال إصابة الأسرة بالتسمم، نتيجة تسرب مبيد حشري من الشقة المجاورة، عبر فتحات تهوية التكييف.

ولفت إلى أن فريق التحقيق استدعى مسؤول التأجير في البناية، وسأله عن نوع التكييف في الشقق، وأجاب الرجل بأن كل وحدة سكنية لها تكييف «سبليت» منفصل، ولا يوجد نظام تكييف مركزي في البناية.

وأضاف أنه تم سؤال أحد موظفي المطعم كذلك عما إذا كان تلقى شكاوى في اليوم نفسه من أشخاص آخرين، وعن مصدر الدجاج الذي يقدمه، وأفاد الموظف بأن المطعم يحضر الدجاج من المركز الرئيس للشركة بصفة يومية، ولا يتم تخزينه أكثر من يومين، ولم يسبق تلقي شكاوى من أي زبون.

إلى ذلك، رجحت بلدية دبي أن وفاة الطفل عوض فيروز خان ليست ناتجة عن تسمم غذائي، لافتة إلى أن عملية البحث التي أجرتها إدارة الرقابة الغذائية، وهي الجهة المسؤولة في إمارة دبي عن التقصي عن أسباب حالات التسمم الغذائي والأمراض المنقولة عبر الغذاء، أوضحت أن الأعراض ظهرت على أفراد العائلة بعد ثماني ساعات من تناول الوجبة المشتركة في المطعم، وخمس ساعات من تناولهم الوجبة المنزلية، بينما تسبب السموم الميكروبية أعراضاً خلال ساعة في المتوسط من تناول الأغذية المشتبه في تسببها بالتسمم الغذائي.

وأشارت، في بيان رسمي لها أمس، إلى أن نتائج عمليات التقصي الميداني والتفتيش، أظهرت أن المطعم ـ الذي تناولت فيه الأسرة الوجبة ـ مستوفي اشتراطات السلامة الغذائية.

وأضافت البلدية أن فريق تقصي الأمراض المنقولة عبر الغذاء، انتقل إلى شقة العائلة برفقة شرطة دبي، ولم يتم العثور على بقايا الأغذية التي تناولتها الأسرة، لكن تم العثور على مواد غير معروفة المكونات، والتي تم ضبطها من الشرطة لسؤال المصابين عنها، ومن ثم تحويلها إلى المختبر الجنائي لفحصها.

وتبين بسؤال الأسرة أن هذه المواد عبارة عن أدوية عشبية لإيقاف القيء والإسهال، وأفادت الأسرة بأن الطفل المتوفى كان يستخدم علاجات عشبية (إيرفوفوديك)، لأنه يعاني مشكلات في النطق.

وأكدت أن إدارة الرقابة الغذائية أو هيئة الصحة في دبي لم تتلقيا أي بلاغات بوجود تسمم غذائي من المطعم الذي تناولت فيه الأسرة وجبتها المشتركة، مع أن المطعم باع 19 وجبة من النوع نفسه ذلك اليوم.

الأكثر مشاركة