شرطة دبي تنتظر نتائج فحص رابع لإصدار تقريرها النهائي
الطب الشرعي يُثبت عدم تناول الأسرة الهندية مادة سامة
أثبتت فحوص الطب الشرعي في الإدارة العامة للأدلة الجنائية في شرطة دبي أن التسمم الذي أصاب أسرة هندية مطلع الأسبوع الجاري، وأسفر عن وفاة أحد أفرادها لم يكن نتيجة تناول أو استنشاق مادة سامة مثل مبيدات حشرية أو مؤثرات عقلية.
وحدثت الواقعة حين توجهت أسرة هندية تتكون من الأب والأم وطفلين أحدهما يبلغ من العمر 15 عاما والآخر تسع سنوات مصاب بالتوحد، بالإضافة إلى ابن عمهما عامل في العشرينات من عمره إلى مطعم وجبات سريعة في منطقة ديرة.
وبعد مغادرة المطعم، قضت الأسرة بعض الوقت في حديقة عامة فيما غادر ابن العم إلى سكنه وحين عادت الأسرة إلى منزلها في منطقة البطينة تناولوا وجبة هندية شعبية وفي ساعة مبكرة من الصباح استيقظوا على أعراض واحدة هي ألم شديد في البطن وقيء، وانتظروا حتى الصباح ليتوجهوا إلى مستشفى البراحة.
واستطاع أطباء الطوارئ إسعاف الأب والأم والابن الأكبر، فيما توفي الابن الأصغر نظرا لأنه حضر في حالة غياب تام عن الوعي، ودون نبض أو تنفس وتم عمل الإنعاش القلبي الرئوي له بواسطة أطباء الحوادث والأطفال والتخدير، إلا أنه لم يستجب، وتم إعلان الوفاة في الساعة 30: 12 ظهراً.
وأفاد الأب والأم للشرطة بأنهما استنشقا رائحة مبيد حشريا من شقة مجاورة لهما، فيما أكد ابن العم الذي شاركهما الوجبة العائلية أنه لم يشعر بأي ألم بعد تناول الطعام ولم يعانِ الأعراض التي طرأت على أفراد الأسرة.
وقال مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، العميد خليل إبراهيم المنصوري، إن ثلاثة فحوص أجريت للعينات التي حصلت من الطفل المتوفى وبقية أفراد الأسرة، الأول فحص ظاهري سريري الذي يوضح الأعراض التي تطرأ ظاهريا على الجسم وأسفر عن نتائج سلبية في ما يتعلق بالتسمم، والفحص الثاني متعلق بالسموم والمؤثرات العقلية وكانت نتائجه سلبية كذلك، فيما أثبت الفحص الثالث عدم استنشاق مبيدات حشرية قاتلة. وأشار المنصوري إلى أن التحقيقات لاتزال مستمرة في الواقعة وتنتظر إدارة الأدلة الجنائية فحصا رابعاً لإصدار التقرير النهائي في الواقعة، يتم في المختبر الخاص بمستشفى راشد، ويتعلق بتحليل نوع معين من البكتيريا التي تصبح سامة حين تتوافر لها بيئة معينة.
وأوضح أن الفحص الرابع الذي يجرى في مختبر مستشفى راشد من التحاليل الدقيقة، التي يجب أن تستوفي شروطا معينة، منها ضرورة إرسال العينة للفحص خلال فترة قصيرة من وقوع الحادث، لافتا إلى أن هذه العينة تأخرت بسبب عدم توجه الأسرة إلى المستشفى مباشرة فور إصابتها بالأعراض.
ورجح تقرير سابق لبلدية دبي أن وفاة الطفل وإصابة بقية أفراد عائلته ليست ناتجة عن تسمم غذائي، لأن الأعراض ظهرت على أفراد العائلة بعد ثماني ساعات من تناول الوجبة المشتركة في المطعم، وخمس ساعات من تناولهم الوجبة المنزلية، بينما تسبب السموم الميكروبية أعراضا خلال ساعة في المتوسط من تناول الأغذية المشتبه في تسببها في التسمم الغذائي.
وأكد المنصوري أن شرطة دبي حققت في الواقعة من جميع الجوانب واستمعت إلى مسؤول التأجير في العقار الذي تقيم فيه الأسرة، وتأكد لها أن كل وحدة سكنية في البناية لها تكييف منفصل، وليس تكييفا مركزيا يسمح بانتقال الغازات كما حققت مع أحد مسؤولي المطعم، وتبين أن أكثر من 450 وجبة تباع في اليوم الواحد ولم يتلق المطعم شكاوى.
وأعرب عن أمله في أن يثبت الفحص الأخير، الذي يجري في مختبر مستشفى راشد نتائج تفيد في تحديد أسباب وفاة الطفل، وإصابة بقية أفراد الأسرة بالأعراض التي ظهرت عليهم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news