٪84 من السائقين المتهورين فـي دبي مواطنون
ضبطت الإدارة العامة للمرور في شرطة دبي 26 سائقاً قادوا سياراتهم بسرعات تزيد على 200 كيلومتر وتصل إلى 252 كيلومتراً في الساعة على طرق عامة في الإمارة، بينهم 22 مواطناً بنسبة تصل إلى 84٪ من إجمالي السائقين المتهورين، مؤكدة أنها تعتزم تطبيق طريقة جديدة لملاحقتهم واصفة إياهم بـ«المعتدين المتسلسلين»، إذ إن طريقة قيادتهم تشكل خطورة كبيرة على غيرهم من مستخدمي الطريق.
وأفاد مدير الإدارة، اللواء محمد سيف الزفين، بأن هناك إجراءات رادعة ستتخذ حيال هؤلاء المخالفين لضمان عدم تكرار هذه المخالفات، منها حجز سياراتهم لمدة شهر، كما سيتم إخضاعهم لدورات تأهيلية حتى لا يصبحوا مجدداً خطراً محتملاً على الطريق.
وتفصيلاً، قال الزفين لـ «الإمارات اليوم» إن «مرور دبي تعكف منذ فترة على تحليل أسباب الحوادث شهرياً وتحديد أكثر مصادر الخطورة، لافتاً إلى أن السرعة الزائدة كانت عاملاً مشتركاً بين معظم العوامل المؤدية إلى وقوع حوادث، خصوصاً البليغة منها التي تسفر عن وقوع وفيات أو إصابات حرجة».
وذكر أنه تقرر بعد اجتماعات عدة إعداد قوائم دورية بأسماء أكثر السائقين المتهورين في شوارع دبي، وأعد فريق التقصي فعلياً قائمة ضمت 26 سائقاً وسائقة قادوا بطريقة بالغة الخطورة وتجاوزوا سرعة 200 كيلومتر في الساعة على طرق لا تتحمل في أفضل الظروف سرعة 140 كيلومتراً في الساعة.
دبي - العين يتصدر المخالفات قال مدير إدارة متابعة المخالفات في مرور دبي الرائد أحمد العيالي، إن أغلبية المخالفات سجلت في شارع دبي - العين بواقع تسع مخالفات، ودبي - العابر ثماني مخالفات مقابل خمس مخالفات في شارع الشيخ زايد ومخالفتين على شارع حتا العام ومخالفة واحدة على شارع الإمارات، ومثلها على شارع الرباط. وأضاف العيالي أن أغلبية المركبات المتورطة في هذه المخالفات من السيارات السريعة التي يفضلها المواطنون مثل «جي تي آر» نيسان، ودودج تشارجر، وكاديلاك سبورت، ولكزس. |
وأشار الزفين إلى أن «القائمة تضمنت 22 مواطناً بنسبة تصل إلى 84٪ من إجمالي السائقين المتهورين الذين وصفهم بـ(المعتدين المتسلسلين أو معتادي التجاوز)، فيما انتمى السائقون الأربعة الآخرون إلى جنسيات أخرى منها العمانية والبنغالية».
وأضاف أن «معظمهم شباب تراوح أعمارهم بين 20 و 35 عاماً ويتصدرهم شاب ارتكب أكثر من 10 مخالفات سرعة تتجاوز 200 كيلومتر في الساعة وسجل رقماً قياسياً بلغ 252 كيلومتراً في الساعة، فيما ضبط شاب إماراتي يقود سيارته بسرعة 235 كيلومتراً في الساعة على شارع سرعته 100 كيلومتر فقط».
سائقون أكثر خطورة
وأوضح الزفين أن فريق التقصي في إدارة متابعة المخالفات أعد قائمة أكثر السائقين خطورة على الطريق بعد مراجعة لسجلات أجهزة الرادار، لافتاً إلى أن «قائمة الـ 26 شملت خمس سيارات مسجلة بأسماء نساء، لافتاً إلى أن معظم المخالفين من فئة الشباب».
وأشار إلى أن «الإدارة العامة للمرور قررت حجز تلك المركبات إدارياً لمدة شهر وإلزام أصحابها قبل تسلمها بحضور دورة في المعهد المروري تتناول جوانب سلوكية ونفسية ومرورية لضمان عدم قيادتهم بهذه الطريقة العدوانية، التي تسبب خطورة كبيرة على غيرهم من مستخدمي الطريق».
وأفاد الزفين بأن وزن السيارة بعد تجاوزها 200 كيلومتر في الساعة يصل إلى نحو خمسة كيلوغرامات فقط، وتتحول إلى قوة مدمرة في حالة اصطدامها بأي جسم، لافتاً إلى أنه «من الغريب في هذه القائمة وجود سيارات لا تتحمل عملياً هذه السرعات الكبيرة وفي حالة مرورها أو احتكاكها بجسم صغير ربما تتدهور ويلقى سائقها وربما ركابها مصرعهم فوراً».
سلوك انتحاري
وأكمل الزفين أن تصدر المواطنين كالعادة لهذه القائمة يوضح أسباب ثبات مؤشر وفياتهم الناتجة عن حوادث مرورية، رغم انخفاض الوفيات عموماً، مؤكداً أن القيادة بهذه السرعة الكبيرة تعد سلوكاً انتحارياً لأن طرق دبي خصوصاً والإمارات عموماً لا تتحمل هذه السرعة.
وأكد أن هؤلاء الأشخاص على شاكلة «القاتل المتسلسل» ووصفهم بـ«معتدين متسلسلين» لأنهم لا يقودون بهذه السرعة مرة واحدة فقط، لكنهم غالباً معتادون على ذلك، لافتاً إلى أن أحدهم مسجل ضده 10 مخالفات نتيجة القيادة بسرعة تتجاوز 200 كيلومتر في الساعة.
وأشار إلى أن صاحب المركز الأول في قائمة «المعتدين المتسلسلين» شاب يقود سيارة تحمل لوحة أبوظبي بسرعة 252 كيلومتراً في الساعة يليه شاب يقود سيارة والده التي تحمل لوحات الشارقة من طراز بي ام دبليو (x6) بسرعة 235 كيلومتراً في شارع الرباط الذي يتحمل بصعوبة سرعة 100 كيلومتر في الساعة. وأفاد بأن ستة سائقين في القائمة قادوا سياراتهم بسرعة تراوح من 220 إلى 230 كيلو متراً في الساعة جميعهم مواطنون، لافتاً إلى أن أغلبية المخالفين تحمل سياراتهم لوحات أبوظبي بواقع 14 مركبة مقابل سبع مركبات من دبي، وأربع من الشارقة ومركبة واحدة من رأس الخيمة. ولفت الزفين إلى أن توقيع حجز إداري لمدة شهر على هؤلاء المخالفين لا يعد عقاباً قاسياً، لكنه بمثابة تنبيه لهم بخطورة تصرفهم واعتبارهم خطراً محتملاً ليس على أنفسهم فقط، لكن على غيرهم من المستخدمين الأبرياء الذين يكون من بينهم أسر فيها أطفال ونساء.
وأشار إلى أن «السائق الذي يقود بهذه الطريقة يعتقد أنه وصل ذروة الاحتراف في القيادة، لذا ينتهج هذا السلوك بشكل متكرر غير مدرك أن القيادة خطر على أي سائق طالما كانت على طريق عام يستخدمه آخرون، لأن الحادث يقع في حالات كثيرة بسبب خطأ الغير وليس بسبب السائق الذي يعتبر نفسه أكثر مهارة من غيره».
وذكر أن الدورات التأهيلية التي سيخضع لها هؤلاء السائقون تتضمن جوانب نفسيه ومرورية تساعد على توعيتهم بمخاطر هذه القيادة على أرواحهم، وكذلك على سلامة غيرهم، مشيراً إلى أن الشاب في هذه السن يملك طاقة كبيرة ويريد تفريغها في أي شيء، لكنه يبقى أملا لبلاده ويجب المحافظة عليه.
خطر على غيرهم
وقال الزفين إن «مرور دبي حرصت أخيراً على تصنيف السائقين المتهورين في أكثر من قائمة بهدف تمييز هؤلاء وتسليط الضوء عليهم والتركيز على أخطائهم، الذي يعتبرها بمثابة الجريمة، لأنهم يمثلون خطراً على غيرهم». مشيراً إلى أن «تلك القوائم تضمنت أكثر من 10 سائقين مرتكبين مخالفات التي تصدرها المواطنون الشباب كذلك بواقع ثمانية أشخاص، واحتلت المرتبة الأولى فيها امرأة ما يدل على أن النساء ينافسن الرجال الآن في التهور وارتكاب المخالفات». وعزا ذلك إلى أسباب منها امتلاك جميع المواطنين تقريباً سيارات على عكس غيرهم من الجنسيات التي تقيم في الدولة، فضلاً عن أن معظمهم يقود سيارات حديثة ونسبة كبيرة منها رياضية ذات سرعات عالية، ما يدفعهم من باب المغامرة إلى تجربتها، لأن السيارة تغري سائقها على ذلك. وكرر الزفين تأكيده أنه من الضروري أن تتحمل الأسرة مسؤوليتها في حماية أبنائها من أنفسهم، خصوصاً في بداية سن الشباب، لافتاً إلى أن الأب يحرص على شراء أفضل سيارة يمكنه توفيرها لابنه حتى لا يقل عن أقرانه، من دون النظر إلى خطورة هذه السيارة عليه. وأكد أن على الأب متابعة سلوك ابنه في القيادة مثلما يراقبه في تصرفاته العامة، لأن القيادة العدوانية لا تقل خطورة عن تصرفات أخرى مثل الإدمان، لأنهما في النهاية يقودان إلى نهاية مأساوية.
وطالب الآباء بـ«حماية أبنائهم لأن أصعب ما يمكن أن يتعرض له أي أب هو رؤية ابنه قعيداً على كرسي متحرك بسبب عدم تنبيهه وهو في قمة عنفوانه وقوته إلى خطورة قيادته بطريقة تمثل تهديداً على سلامته». وكان الزفين ذكر لـ «الإمارات اليوم» أن «هناك إشكالية أخرى ربما تكون سبباً في القيادة العدوانية يجنح إليها بها فئة من المواطنين وهي قدرتهم على سداد المخالفات المرورية وعدم مبالاتهم بالغرامة المستحقة عليهم».