محاميان ينفيان المسؤولـــية الجنائية عن متهم بالخطف
دفع محاميا متهم بخطف فتاة كان أهلها رفضوا طلبه الزواج منها، بعدم مسؤولية موكلهما الجنائية عن الجريمة، على اعتبار أنه «يعشق المجني عليها بصدق»، لافتين إلى أنها «سببت له صدمة عاطفية أفقدته إدراكه واتزانه».
وطلب محاميا المتهم (26 عاماً)، موظف إماراتي، من المحكمة برئاسة القاضي عيسى الشريف، وعضوية القاضيين محمود فهمي وراشد السميري، البراءة لموكلهما، وإلغاء حكم أول درجة، القاضي بسجنه خمس سنوات. واحتياطياً، طلب المحامي سعيد الغيلاني، استدعاء استشاري الطب النفسي في مستشفى الأمل لمناقشته في ما إذا كانت الصدمة العاطفية تُفقد الإدراك وقتياً من عدمه.
وقال إن حالة موكله ممكن أن تدخل ضمن نص المادة (60)، بأنه «لا يسأل جنائياً من كان وقت ارتكابه الجريمة فاقداً الإدراك أو الإرادة لجنون أو عاهة في العقل»، على اعتبار أنه «كان فاقداً اتزانه وإدراكه وقتياً نتيجة إصابته بصدمة عاطفية شديدة، ما يعني إعفاءه من المسؤولية الجنائية».
ودلل على ذلك بأن «الفتاة شهدت بنفسها في التحقيقات بأن المتهم صدم سيارة أخرى، خلال وجودها معه في سيارته، قبل أن يترجل منها ويجري في الطريق، من دون أن يعرف ماذا يفعل».
وتابع أن «المجني عليها أقرّت بأنها على علاقة مع المتهم، منذ نحو ثماني سنوات، حتى إنها سافرت معه»، مشيراً إلى أن «حبه لها سيطر على تفكيره، فاستغلته مادياً أبشع استغلال»، وفق وصفه، مضيفاً أن موكله كان بالنسبة لها «دجاجة تبيض ذهباً».
وأكد الغيلاني أن موكله لم يكن كالشباب الذين يتسلون بالفتيات، فقد طلبها للزواج، لكنها بدأت تتعذر بأنه لايزال طالباً، وبعدما تسلم وظيفته تعذرت بأن أهلها غير موافقين.
وتابع: «لو اطلعت المحكمة على الرسائل النصية القصيرة التي كان يرسلها إليها لفهمت معنى حبه له، فقد كانت تحوي عبارات مثل «لا أقوى على العيش دونك»، واصفاً إياه بـ«العاشق الحقيقي».
ولفت إلى أن أهلها على علم بهذه العلاقة، فوالدتها تطلب منها إحضار الأموال منه، وشقيقها يطلب منه إصلاح سيارته عندما تتعطل، متابعاً أنها ملّت منه بعد تلك السنوات، ولفقت له قضية خطف».
واستغرب تفسير الحادثة بأنه فعل انتقام لعدم الموافقة عليه زوجاً.
ورأى الوكيل الآخر للمتهم، المحامي عيسى بن حيدر أن موعد لقاء المتهم والفتاة كان كأي موعد غرامي سابق بينهما، مدللاً على ذلك بقوله، إن «الفتاة خرجت مبكرة من عملها في الواحدة والنصف ظهراً، على غير عادتها، للقائه، كما أنها أوقفت مركبتها داخل مواقف جهة عملها، وهي لا تملك موقفاً داخلياً، كي تخرج معه». وتابع أن «الحديث احتد بينهما، وبدأت تصرخ، الأمر الذي اضطره للتحرك بالمركبة، ومن ثم لفقت له تهمة خطفها».
وقال بن حيدر «طلبنا من المحكمة استدعاء سائق التاكسي الذي استقله المتهم والفتاة بعد أن تعطل دولاب مركبته، ليؤكد أن الوضع بينهما كان عادياً جداً، وأنها ركبت بمحض إرادتها، لكن المحكمة لم توافق على ذلك».
وكانت نيابة ديرة قد قالت إن «الشاب اختطف الفتاة بعدما لاحقها إلى مكان عملها، وكمن لها في الطريق العام إلى حين انتهاء ساعات الدوام، حيث باغتها وأمسك بيدها بقوة، وكمم فمها، وسحبها عنوة إلى سيارتها، ثم اعتدى عليها بالضرب، وتسنى له الصعود خلف مقود المركبة، وقادها بسرعة كبيرة، والفتاة بداخلها، من دون أن يلتفت إلى صراخها».