14 مليون درهم قيمة كمية الكوكايين المضبوطة. أرشيفية

شرطة دبي تتعقب 140 كيلوغرام كوكايين إلى مالطا

شاركت شرطة دبي في إحباط عملية تهريب دولية لنحو 140 كيلوغراماً من مخدر الكوكايين، ضبطت في جزيرة مالطا بعد عملية تعقب استمرت أياماً عدة، لحاوية أطلق عليها اسم «الطريدة»، كما أتلفت 54 طن ماد خطرة خلال العام الماضي.

وتفصيلاً، قال مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي، اللواء عبدالجليل مهدي العسماوي، إن العملية بدأت حين وردت معلومات إلى أجهزة المكافحة في أواخر ابريل الماضي، تفيد بأن هناك حاوية تحمل كميات كبيرة من الكوكايين، موجودة على ظهر إحدى السفن القادمة من أميركا الجنوبية.

وأشار إلى إن المعلومات أفادت بأن الحاوية مرت على موانئ عدة قبل أن تصل إلى ميناء جبل علي في دبي، ما استدعى من الجهات المختصة في الإدارة التحرك فوراً، وتشكيل فريق عمل للمتابعة وجمع المعلومات الاستخبارية عن الحاوية أولاً بأول، وضبطها، والكشف عن حيثيات تنقلها، والجهات التي تقف وراءها.

وتابع عسماوي أن «البداية لم تكن مشجعة، إذ سرعان ما أكدت تحريات الفريق أن المعلومات التي وردت بشأن الحاوية لم تكن دقيقة، وأنها غادرت الميناء قبل أيام عدة، إلا أن عزيمة رجال المكافحة، لم تفتر، وزاد إصرارهم على تعقبها والكشف عن حقيقتها، فاستمرت التحريات، وتواصلت عمليات مراجعة البيانات، وتعقب خط سير الحاوية، إلى أن توافرت لدى الفريق معلومات دقيقة عنها فجعل الحاوية بحكم الطريدة».

وأوضح أن رجال المكافحة الدولية تمكنوا من تصويب المعلومات غير الصحيحة التي وردت عن الحاوية، فصححوا رقمها الذي ورد خطأ من المصدر، كما نجحوا في تحديد البضاعة الموجودة داخلها، ومكان المخدرات، التي عمد المهربون إلى حشوها داخل آلات لعصر الزيتون.

ولفت إلى أن فريق العمل بذل جهداً استخبارياً كبيراً حتى تعقب خط سيرها، إلى أن تمكن من تحديد الميناء الذي انتهت إليه رحلتها، وهو جزيرة مالطا في البحر الأبيض المتوسط، بعد مرورها على موانئ دول عدة في القارتين الآسيوية والإفريقية، من دون أن تكتشف.

وقال عسماوي إن الإدارة مررت هذه المعلومات الحيوية عن العملية إلى الجهات الدولية المعنية بمكافحة المخدرات عموماً، وأرفقت معها تفاصيل خط سير هذه الحاوية، إلى أن ضبطتها السلطات في مالطا، وكشفت عن محتوياتها، وفقاً لرسالة تلقتها الإدارة العامة لمكافحة المخدرات من ضابط الارتبـاط في القنصلية العامة الأميركية في دبي مطلع مايو الجاري، أعرب فيها عن تقديره لجهود شرطة دبي.

وأشار إلى أن المعلومات التي قدمتها كانت سبباً رئيساً في رصد السفينة الناقلة للحاوية، وتفكيك الآلات الموجودة داخل الحاوية، وهي آلات لعصر الزيتون، ومن ثم استخراج المخدرات المحشوة فيها، لافتاً إلى أن كمية الكوكايين المضبوطة بلغت 140 كيلوغراماً، بقيمة مالية لا تقل عن 14 مليون درهم، كون مخدر الكوكايين من المخدرات المصنعة ذات المنشأ الطبيعي، وثمنـه مرتفع مقارنة بالأصناف الأخرى من المخدرات، أما مواطن إنتاجه فتكاد تقتصر على جنوب ووسط أمريكا الوسطى (كولومبيا، بوليفيا، بيرو)، وتنتج كولومبيـا وحدها نصف إنتاج العالم من هذه المادة.

وأكد العسماوي أن شرطة دبي تحتل مركزاً متقدماً في التنسـيق والتعاون الدوليين في مجال مكافحـة المخدرات، مشيراً إلى أن هذه الجريمة عبر وطنية لا تعترف بحدود، ويمكن أن تخضع عملية التصنيع نفسها لمراحل عدة في أكثر من دولة، ومن هنا تبرز أهمية المكافحة الدولية، وضرورة تبادل المعلومات بشكل فوري وصادق، حتى يمكن التصدي لتجار ومهربي المخدرات.

من جانب آخر قال مدير الإدارة العامة لأمن الهيئات والمنشآت والطوارئ في شرطة دبي، اللواء محمد عيد المنصوري، إن الإدارة أتلفت 54 طناً من المواد الخطرة خلال العام الماضي.

وأوضح أنها نفذت 3034 مهمة، كما صممت قواعد بيانات لمعرفة مواقع الشركات ذات العدد الكبير من العمالة، لضمان سرعة الوصول إليها في الحالات الطارئة،

وأشار المنصوري إلى تنفيذ 1006 مهمات تتعلق بتأمين فعاليات ومكافحة إضرابات العمال وشغب الملاعب، وتفتيش التوقيفات والسجون، إضافة إلى تلبية متطلبات الحماية لضيوف الدولة من كبار المسؤولين، والوفود ممن يلزم توفير الحماية لها، والاستجابة للمهام المفاجئة، وتأمين المؤتمرات والمعارض والأحداث المهمة، وبلغ عددها 870 مهمة.

وبالنسبة لإدارة أمن المتفجرات، قال إن عدد المهام التي نفذتها بلغ 1158 مهمة، اشتملت على عمليات التفتيش الأمني، وإبطال وإتلاف المتفجرات والألعاب النارية، ومرافقة الشحنات، موضحاً أن الإدارة العامة لأمن الهيئات والمنشآت والطوارئ تتولى تأمين مقار الهيئات الدولية والدبلوماسية، وتأمين المنشآت الحكومية والتجارية، والأسواق، وتأمين الزوار والوفود الرسمية.

وحول المشروعات الأمنية التي نفذتها خلال العام الماضي، قال المنصوري إن من أبرز المشروعات التي نفذتها الإدارة تطوير عملية البحث عن المتفجرات في المياه، من خلال تجهيز وتعديل مركبة لحفظ ونقل معدات الغوص، وتحسين وتطوير أجهزة المدافع المائية الخاصة بإبطال القنابل، عن طريق تعديل القاعدة الثابتة، إذ أصبحت قابلة للدوران بزاوية 180 درجة، واستحداث برنامج الكتروني لحفظ معدات الإبطال والتفتيش، وتطوير أداء فرق القبض في إدارة الطوارئ من خلال تأهيلهم لنيل الحزام الأسود في الكاراتيه. كما أطلقت برنامج «مرونة» الذي يهدف إلى توزيع الموارد البشرية التوزيع الأمثل وتحسين ظروف العمل من خلال تقليل أيام العمل دون الإضرار بفعالية الأداء.

وقامت إدارة أمن منشآت بر دبي بتطوير عمليتي حراسة الموقوفين أثناء نقلهم من مخفر المحاكم إلى الإدارة العامة للمؤسسات العقابية والإصلاحية من خلال تزويد دوريات المخفر بكاميرات مراقبة حديثة، وفق آخر التقنيات المتوافرة تعمل على نقل صورة واضحة عن سير العملية إلى غرفة القيادة والسيطرة في الإدارة العامة للعمليات، وتأمين قاعات المحاكم من خلال تخصيص قاعات للجنح والجنايات يسهل تأمينها والسيطرة عليها، وتحديد مدخل موحد للقاعات كافة، ما يقلل من الموارد البشرية للأزمة وعبء التفتيش على المراجعين.

الأكثر مشاركة