دعت إلى الإبلاغ عن بائعي السكاكين والسيوف والصواعق الكهربائية

«الداخلية» تحـذّر مـن الاستعـــراض بالسلاح الأبيض

القانون شدد العقوبات الجزائية المقررة لجرائم القتل والإيذاء التي ترتــــــــــــــــــــــــــــــــــكب بوساطة السلاح الأبيض. تصوير: أشوك فيرما

حذرت وزارة الداخلية من خطورة استخدام السلاح الأبيض في محاولات استعراض القوة أمام الآخرين، خصوصاً في مواقع تجمع الشباب في المراكز التجارية، والأحياء السكنية، مؤكدة أنها لن تتهاون مع كل من تسول له نفسه الاعتداء على سلامة الآخرين.

وطالبت المواطنين والمقيمين بإبلاغ الشرطة عند ملاحظة سلوك من هذا النوع، وبالإرشاد عن بائعي السكاكين والسيوف والصواعق الكهربائية، بسبب مخاطر استغلالها بصورة سلبية.

وقبضت أجهزة الأمن خلال الشهور الماضية على شباب وأحداث اعتدوا بالأسلحة البيضاء على آخرين، في مشاجرات وحوادث وقعت على مستوى الدولة، ونجمت عنها إصابات ووفيات. وكان آخر تلك الحوادث ما شهدته منطقة الجيمي في مدينة العين الجمعة قبل الماضي، إذ قبضت شرطة العين على مواطنين خلال نشوب شجار بينهما، استخدم فيه أحدهما سلاحاً أبيض، هو عبارة عن آلة حادة بطول 30 سنتيمتراً.

وتكشف تفاصيل حوادث السلاح الأبيض، استناداً إلى التقارير الشرطية، أن الشباب وصغار السنّ من الأحداث، هم الفئة العمرية الأكثر استخداماً للأسلحة البيضاء، وأنهم يلجأون إلى استخدامها عند نشوب خلافات شخصية، أو مشادات كلامية بينهم وبين آخرين من الفئة العمرية ذاتها، أو من فئات أخرى قريبة لهم.

كما تمتدّ أحياناً إلى مباريات كرة القدم، كما حدث في نوفمبر الماضي، حين وقعت مشاجرة أمام ملعب نادي الشعب الرياضي بين مجموعتين من الشباب، تضم الأولى خمسة شبان، والثانية شابين، إذ استخدم في المشاجرة سلاح أبيض إثر خلاف نشب بينهما على لعب الكرة، انتهى بإصابة شابين بإصابات خفيفة ومتوسطة نتيجة تعرّضهما للضّرب بسيف.

وعزا مدير مكتب ثقافة احترام القانون في الأمانة العامة لمكتب سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، المقدم الدكتور صلاح الغول، نشوب العنف بين الشباب والطلبة، إلى غياب الحوار الإيجابي الأسري بين الآباء والأبناء، ما يولّد لدى بعضهم شعوراً بالحقد والكراهية لكل من يحيط بهم، ويدفعهم إلى التنفيس بطرق سلبية عن هذه المشاعر ضد الآخرين.

ومن بين الأسباب أيضاً، يضيف الغول، عدم التزام البعض من الشباب والطلبة بالقوانين واللوائح المعمول بها في الدولة، ومحاولات استعراض قوتهم أمام زملائهم وأصدقائهم في مواقع تجمّع الشباب بصورة منافية للسلوك السويّ، ما يسبب نشوب مشادات كلامية، تتصاعد تدريجياً حتى تتحول إلى شجارات، تنتهي بصاحبها إما إلى الموت أو الإصابة أو دخول السجن.

وقال الغول لـ«الإمارات اليوم» إن القانون شدد العقوبات الجزائية المقررة لجرائم القتل والإيذاء التي ترتكب بوساطة هذه الأدوات، والتي تراوح ما بين الحبس لمدة تصل إلى ثلاث سنوات والغرامة لجريمة الإيذاء أو الاعتداء على سلامة جسم الغير، والسجن لمدة قد تصل إلى سبع سنوات لجريمة الاعتداء المفضي إلى عاهة مستديمة لدى المجني عليه، بقطع عضو أو بتر جزء منه أو تعطيل وظيفة إحدى الحواس لديه، في حين تصل عقوبة الاعتداء المفضي إلى الموت حتى لو لم تتجه نية الجاني إلى القتل، إلى السجن لمدة قد تصل إلى 10 سنوات، على أن تشدد العقوبة في حال القتل العمدي لتصل إلى السجن المؤبد، أو المؤقت الذي قد يصل إلى 15 سنة.

وتابع: «في حال اقترنت الجريمة ببعض الظروف المشددة كسبق الإصرار والترصد، أو وقعت على موظف عام فإن العقوبة في هذه الحالة تكون الإعدام».

وانتقد الغول سلوك بعض الشباب «الذين يعتقدون أنّهم باستخدامهم السلاح الأبيض يفرضون هيمنتهم على أقرانهم ويسيطرون عليهم، ولا يدركون المخاطر السلبية، المؤلمة جداً الناتجة عن مثل هذه التصرفات».

وبيّن أنّ جنوح بعض الشباب إلى استخدام السلاح الأبيض، والتعرّض إلى زملائهم، ناتج عن إدمان الألعاب الإلكترونية، ومشاهدة الأفلام الأجنبية التي يشجّع كثير منها على استخدام العنف، واللجوء إلى السلوك غير السوي في علاقاتهم مع الآخرين، مشيراً إلى أنّ هناك وسائل إعلام مرئية، تبث أفلاماً ومسلسلات وبرامج تغذي العنف بين الطلاب؛ خصوصاً في سن المراهقة، إذ توهمهم بأنه قوة لابد من استخدامها، أو وسيلة صارخة للتعبير عن حقيقة ما يفكرون فيه، ما يؤثر فيهم، ويدفعهم إلى استخدام كل ما لديهم من طاقة للتعبير عن الذات. وحث الغول الآباء على إرشاد أبنائهم إلى ضرورة احترام القانون سمةً أساسيةً للإنسان المتحضر، والابتعاد عن حيازة الأسلحة البيضاء، واللجوء إلى الشرطة والجهات القانونية المعنية لحل مشكلاتهم بطريقة ودية، بصفتها الجهة المختصة بتطبيق القانون، بعيداً عن الانتقام، مؤكداً أنّ الأجهزة الأمنية المعنية في الدولة ستردع كل من تسوّل له نفسه الاعتداء على سلامة الآخرين.

وذكر أنّ المؤسسة الشرطية تنظم محاضرات توعوية بين الشباب وطلبة المدارس، على مدار العام، تهدف إلى تعزيز دور التواصل الاجتماعي بين أفراد المجتمع، وعمل دوريات شرطية وأمنيّة مكثّفة، على توعية مستخدمي الأسلحة بمخاطر أعمال العنف وما قد ينجم عن المشاجرات التي تنشب في ما بينهم.

كما دعا الجهات والمؤسسات المعنية إلى المشاركة في توعية الجمهور، خصوصاً الشباب، بضرورة نبذ المشاجرات، تفادياً لوقوع حوادث جسيمة.

تويتر